أسئلة برسم رئيس الوزراء الإسرائيلي
بقلم توماس فريدمان – «نيويورك تايمز»
هذا هو أقصر عمود كتبته على الإطلاق، لأنه لا يتطلب وقتاً طويلاً للتركيز على الأشياء:
الرئيس جو بايدن، اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على هامش قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة، للمرة الأولى منذ عودته إلى منصبه في كانون الأول. لقد قام نتانياهو بتشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، ومع ذلك فإن إدارتكم تفكر في إقامة شراكة معقدة مع ائتلافه والمملكة العربية السعودية. هناك فوائد ومخاطر محتملة هائلة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.
آمل ألا يمضي الرئيس بايدن قدماً من دون الحصول على إجابات مرضية من نتانياهو حول ثلاثة أسئلة رئيسية: حتى نعرف بالضبط ما هي إسرائيل، ومع أي بيبي نتعامل بالضبط:
1ـ يا رئيس الوزراء نتانياهو، إن الاتفاق الائتلافي لحكومتك هو الأول في تاريخ إسرائيل الذي يُحدد ضم الضفة الغربية كأحد أهدافها – أو، كما تقول، تطبيق “السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة” – لكنك أيدت في وقت سابق خطة الرئيس السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط التي اقترحت تقسيم الضفة الغربية، مع سيطرة إسرائيل على ما يقرب من 30 في المائة والدولة الفلسطينية على ما يقرب من 70 في المائة، وإن كان ذلك مع ضمانات أمنية مشددة وعدم التواصل الجغرافي. فهل تنوي ضم الضفة الغربية أم ستتفاوض مع الفلسطينيين بشأن ترتيباتها المستقبلية؟ نعم أو لا؟ نحن بحاجة إلى أن نعرف. لأنك إذا نويت الضم ستنهار كل اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، ولن نتمكن من الدفاع عنك في الأمم المتحدة من تهم بناء دولة الفصل العنصري.
2ـ بيبي، لقد أخبرت أول اجتماع لحكومتك في كانون الأول الماضي أن أهم أولوياتك تشمل وقف البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن توسيع علاقات إسرائيل المتنامية مع العالم العربي. لكننا رأيناك تقرر بدلاً من ذلك إعطاء الأولوية للانقلاب القضائي لتجريد المحكمة العليا الإسرائيلية من قدرتها على محاسبة حكومتك.
هذا بدوره أدى إلى تشتيت انتباه قيادتكم العسكرية، وكسر قواتكم الجوية ووحدات النخبة القتالية، وتقسيم مجتمعكم بشكل مرير، وإضعاف تحالفاتكم الديبلوماسية من واشنطن إلى أوروبا. في هذه الأثناء، تحركت إيران بهجوم ديبلوماسي، حيث أصلحت علاقاتها مع جميع جيرانك العرب وتناولت غداءك. لماذا يجب علينا أن نجعل مواجهة البرنامج النووي الإيراني أولويتنا بينما لم تفعلوا ذلك؟
3ـ يا رئيس الوزراء الإسرائيلي، السعوديون مستعدون للقيام بشيء صعب (تطبيع العلاقات مع إسرائيل في حال احتفاظ الفلسطينيين ببعض حقوقهم). ونحن نبذل قصارى جهدنا للمساعدة في تسهيل ذلك، وهو صياغة معاهدة دفاع مشترك مع المملكة العربية السعودية. فما هي الأمور الصعبة التي أنتم مستعدون للقيام بها تجاه الفلسطينيين لإتمام الصفقة؟ يبدو لنا أنك لا ترغب في تحمل أي مخاطر سياسية، وأنك تريد من الجميع أن يفعلوا شيئاً صعباً باستثناءك.
أخيراً لا يسعني سوى القول: بيبي، أنت خارج نطاق اهتمام الشعب الأميركي. علينا أن نعرف: من أنت الآن؟