ما هو الدور الذي يشكّل نقلة نوعيّة في مسيرة الممثّلين؟
يقدّم الممثّلون أدواراً صعبة على سبيل التحدي لإبراز قدراتهم التمثيلية من خلال اندماجهم بالشخصية التي يجسّدونها، وحين يحظى الأداء المميّز بإشادة الجمهور والنقّاد، يستحقّون الترشّح لنيل الجوائز. ولعلّ أصعب الأدوار التي تمّ تقديمها هي لشخصيات مجرمين أو ضحاياهم، أو مرضى نفسيين أو من أصحاب الإعاقات الجسدية أو مدمنين أو شخصيات تاريخية أو خيالية، علماً أنّ تجسيد هذه الشخصيات مرهق نفسياً. في هذا التحقيق نورد أمثلة على تجارب تحدّث عنها نجوم في عالم التمثيل حول أدوار صعبة لا تزال راسخة في ذاكرتهم ومسيرتهم الناجحة.
*الممثّلة الأميركية أنجلينا جولي قدّمت في فيلم Maleficent دور ساحرة شريرة لكنّها في الوقت نفسه عكست جوانب إنسانية وعاطفية لهذه الشخصية المعقدة، ويُعتبر هذا النوع من الأدوار تحدياً كبيراً للممثّلين بسبب التنوّع العاطفي الذي يجب عليهم تقديمه. وقالت أنجلينا إنّ دورها في هذا الفيلم كان من أصعب الشخصيات التي سبق لها أن قدّمتها، وإنّه تم إختيارها لأنّها الأنسب، وأضافت: «عندما سمعت شائعات عن احتمال تصوير الفيلم، سألت من حولي لمعرفة ما يحدث. ثم تلقّيت مكالمة تسألني عما إذا كنت مهتمة بأداء دور البطولة فيه، وقلت بالتأكيد لأنّني عندما كنت صغيرة، كانت Maleficent هي أكثر شخصية في عالم ديزني المفضّلة لدي».
*الممثّل البريطاني كيت هارينغتون مع نهاية عرض مسلسل Game of Thrones من ٨ أجزاء الذي قدّم فيه دور جون سنو، قال إنّه عانى من إرهاق نفسي، وشعر برغبة في الإنتحار، لكنّه تلقّى العلاج في منشأة للمرضى الداخليين في ولاية كونيتيكت بعيداً عن الأضواء، وتكلّف أكثر من 120 ألف دولار شهرياً، والسبب كان شعوره بالقلق على نجوميته حيث سأل نفسه: ماذا بعد خسارة دور كهذا بعد التعوّد على مستوى معيّن من الإهتمام والمكانة؟.
*الممثّل الأميركي توم هولاند قرّر أخذ إجازة لمدّة عام لاستعادة إستقراره النفسي، وقال: «هذا الدور حطّمني»، وكان يقصد تولّيه العمل كمنتج تنفيذي وكممثّل في مسلسله الأخير المؤلّف من 10 حلقات «الغرفة المزدحمة» The Crowded Room، الذي قدّم فيه دور داني سوليفان المتّهم بارتكاب جريمة ويتمّ توقيفه عام 1979. وكان هولاند قد حقّق النجاح في الجزء الثالث من فيلم سبايدرمان حيث بلغت إيراداته حوالى ملياري دولار عام 2021، وقال إنّ التحضير للجزء الرابع تعثّر بسبب إضراب نقابة الكتّاب الأميركيين منذ شهر أيار الماضي.
*الممثّلة اللبنانية نيكول طعمة قالت إنّها قدّمت دورين تعتبرهما مفصلين في مسيرتها، الدور الأوّل كان عام ٢٠١٤ في مسلسل «شوارع الذل» من كتابة لورا خبّاز وفيفيان أنطونيوس، وقدّمت فيه شخصية سوسن، وهذا الدور تقول عنه إنّه أضاف إلى مسيرتها ورسّخ نجاحها. والدور الثاني كان في عام ٢٠٢٣ في مسلسل «عِشرة عمر» الذي قدّمت فيه شخصية نعمت.
*الممثّلة اللبنانية إلسا زغيب قالت إنّ مسلسل «شتّي يا بيروت» شكّل نقلة نوعية في مسيرتها لأنّه كان عملاً مشتركاً، وتمّ تسليط الضوء عليها بطريقة أوسع، وتقول عنه إنّ دورها فيه «أخد شقفة من قلبها»، سواء بمكانته أو المأساة التي عاشتها فيه بشخصية أماني، وطبيعة علاقتها بوالدها، والولد الذي كان يعاني من حالة خاصّة. وهذا الدور تعاطف الناس معه، وهي أدّته بشفافيّة عالية، وعانت من إرهاق نفسي وضغط، وقالت: «كنت كتير حاملة همّ كيف سأؤدّي هذا الدور، وكيف أوصل الرسالة منه بطريقة صحيحة، وعشت مأساة الشخصيّة بسبب مصائبها الكثيرة، علماً أنّه يوجد الكثير مثلها في المجتمع، ومن هذا المنطلق كان التعاطف معها، لأن كل مصيبة عاشتها، كانت ربّما تنطبق على حالات معيّنة في الواقع».
فدوى الرفاعي