دريان في رسالة المولد النبوي: الحراك الداخلي هو الأساس والاستحقاق الرئاسي سيحصل ولا تغيير في النظام اللبناني
أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن “الحراك الداخلي هو الأساس في إنجار الاستحقاق الرئاسي، والحراك الخارجي مساعد وداعم له، وعلى القوى السياسية كافة تحمل مسؤولياتها تجاه الوطن والناس”، مشددا على أن “الاستحقاق الرئاسي سيحصل مهما اشتدت العواصف كي نضع حداً لآلام اللبنانيين”.
وجه المفتي دريان رسالة الى اللبنانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ومما جاء فيها : إن الأوضاع السائدة في وطننا منذ سنوات، لا تدل على أي التزام أخلاقي من أي نوع، من جانب كثير من المسؤولين السياسيين والإداريين. فالسياسيون لا يقومون خلال ما يقارب العام بمسؤوليتهم الأولى، في انتخاب رئيس للدولة، ولا بمسؤولياتهم تجاه فراغ المؤسسات والمرافق وإفراغها، ولا بالتوقف عن تعطيل المسار القضائي في تفجير مرفأ بيروت. ويتهربون من مسؤولياتهم الكبرى عما وصلت إليه أوضاع المواطنين الاقتصادية والاجتماعية.
إن المبادرات الخارجية من الدول الشقيقة والصديقة، لحل الأزمة اللبنانية، هي عامل خير وحلحلة للعقد والعقبات. والإصرار والعزيمة لإنجاح أي مبادرة، هو هدف أصحاب المبادرات، بمساعيهم الطيبة، لن تذهب هدرا بإذن الله، مهما واجهتهم عراقيل بعض السياسيين، الذين يسعون إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب الشعب والوطن.
والحراك الداخلي هو الأساس في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، والحراك الخارجي هو عامل مساعد وداعم، وهذا يعني أن على القوى السياسية والكتل النيابية، أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية أمام الله والوطن والناس، وينبغي على اللبنانيين التقاط الفرص التي تقدم لهم، فالفرصة لا تعوض إذا لم نحسن التعامل معها، على أساس مصلحة الوطن الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، والاستحقاق الرئاسي سيحصل، مهما اشتدت العواصف، كي نضع حدا لآلام اللبنانيين، وكي يعود الدور الفاعل إلى الدولة ومؤسساتها، فإنه لا تغيير في النظام اللبناني، وسيبقى اتفاق الطائف الضامن للشراكة الإسلامية – المسيحية، والعيش المشترك، ولا مكان للطروحات التي تمزق الوطن وتفرق اللبنانيين في وطنهم لبنان، بلد الوحدة والتنوع.
آن الأوان للاستجابة لآلام الناس ومطالب الشعب الحياتية والاجتماعية والمعيشية، آن الأوان ليستعيد الشعب ثقته بالدولة ومؤسساتها الدستورية والإدارية، آن الأوان لاحترام مبادئ الديموقراطية وقيمها، ومعايير ممارسة الحكم الديمقراطي والبرلماني وقواعده، وفي مقدمته مبدأ الفصل بين السلطات، والمساءلة والمحاسبة والحكم الرشيد.
حدث نذير بالمدينة المنورة في السنوات الأخيرة من حياته صلوات الله وسلامه عليه، فاستغرق الأمر ساعة أو ساعتين، حتى استعد الناس وخرجوا إلى حدود المدينة، فماذا وجدوا؟ وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه قد سبقهم، وخرج مستعدا بسلاحه لمواجهة الخطر. ولست أعرف منكم أحدا أيها السائدون إلا ما ندر، يخرج لمواجهة الأخطار على الوطن والمواطنين، كما كان الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى يفعل!؟ أين العزائم والهمم؟ أين جهود الإقدام والتطوع؟ لقد نعمتم طويلا بخيرات هذا الوطن، لكنكم غير مستعدين لرد بعض جمائله، بإظهار الحرص على حياة المواطنين وكراماتهم!.
لقد عاد الذين تعرفونهم جيدا لتخويفنا وتخويف اللبنانيين، والحديث عن الإرهاب والدواعش، ولا شيء من ذلك يصح أن يحدث أو أن يقال. نحن نثق بأنفسنا، وببني قومنا، وبمواطنينا وبوطننا. ونريد أن يتوقف الإخوة الفلسطينيون عن قتل أنفسهم، وأن يتوقف الإخوة السوريون عن مغادرة وطنهم إلى الضياع في لبنان وغير لبنان.
من جهة ثانية، استقبل المفتي دريان في دار الفتوى، رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محي الدين كشلي على رأس وفد من الهيئتين الإدارية والعامة في الاتحاد.
وقدم الوفد التهاني بتمديد ولاية مفتي الجمهورية، وتم التشاور في الشؤون العامة وأوضاع مدينة بيروت وأهلها خصوصا في الشؤون المعيشية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكد كشلي ان «الاتحاد يعمل على مساعدة أهل بيروت في شتى المجالات، ويتعاون مع دار الفتوى الحاضنة لكل المسلمين واللبنانيين، والبيارتة هم في طليعة الصامدين في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن».