تجدّد المعارك بين عشائر دير الزور و«قسد» في شرق سوريا
عاد فتيل الحرب للاشتعال بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية بعد توقف دام أسبوعين، لتنطلق جولة جديدة من معارك تدور رحاها بين ثنايا قرى وبلدات ريف دير الزور، شرق سوريا، ممتدة إلى ريفها الشمالي.
اللافت في هذه الجولة من المعارك الجديدة، بحسب المعلومات الميدانية الواردة، أنها جاءت أكثر تنظيماً من قبل المجموعات المهاجمة، واعتمدت على الضربات الخاطفة والسريعة والمخطط لها، على عكس الهجوم السابق في الأسبوع الأول من أيلول الجاري، وكان أكثر حماسة واندفاعاً، حيث تخوض العشائر معارك قاسية في قرى ذبيان.
في غضون ذلك، أطل شيخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل برسالة صوتية أعلن فيها الهجوم الثاني من نوعه على قوات «قسد» عبر إطلاق «نفير عام»، طالباً من أبناء العشائر بالفرات والجزيرة المساندة بالقتال.
بالمقابل حشدت وحدات الحماية الكردية والتي تشكل إحدى فصائل ومجموعات «قسد»، وهذه الأخيرة تضم مكونات (عرباً وأكراداً وتركماناً وآشوريين) وغيرهم من أبناء المنطقة في مسعى لوقف هجوم العشائر بعد عبورهم الفرات، بنقل تعزيزات عسكرية إلى شرق دير الزور ولا سيما قرى ذبيان وسويدان، تضمنت مدرعات وآلات ثقيلة ومدفعية، فيما الاشتباكات تدور على جميع المحاور من دون سيطرة واضحة للعشائر.
ورد رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السوري، الشيخ مضر حماد الأسعد في حديث العوامل التي أدت إلى اندلاع الحرب مجدداً لأسباب ثلاثة، أولها أنه كانت هناك مفاوضات بين العشائر ممثلة بالشيخ إبراهيم الهفل، مع بعض شيوخ المنطقة والتحالف الدولي لتحقيق تطلعات الشعب العربي بالمنطقة، في هذه الأثناء لم تلتزم «قسد»، فقامت بعلميات خطف وقنص، وثانيها بحسب رأيه رفض الوحدات الكردية المقاتلة البنود التي توافق عليها مع التحالف الدولي في شأن إدارة المنطقة إدارياً وعسكرياً وتعليمياً، ورغبتهم بالسيطرة الكاملة وتعيين من ينوبون عنهم.
بينما السبب الثالث لاندلاع المعارك، بحسب الهفل، يتعلق بتنظيم صفوف العشائر، وتوفير السلاح والعتاد والذخيرة بشراء كميات منها من شبكات التهريب، ودمج الشباب المقاتل في خلال خلايا وكتائب تعمل بطريقة الكر والفر وحرب العصابات.