معارك ضارية في المستوطنات والعدو يعترف بآلاف القتلى والجرحى والأسرى.. وبارجة أميركية إلى المتوسط

معارك ضارية في المستوطنات والعدو يعترف بآلاف القتلى والجرحى والأسرى.. وبارجة أميركية إلى المتوسط

إسرائيل تغرق في «طوفان الأقصى».. وغزة تذل جيش الاحتلال

لليوم التالى على التوالي تتكشف خيوط المواجهات البطولية التي تخوضها “حماس” و”الجهاد” وفصائل المقاومة الفلسطينية في مستوطنات غلاف غزة التي انهارت تحت أقدام رجال المقاومة وطياريها ومدفعيتها وصورايخها فسقط جنرالات “الجيش الذي لا يقهر” قتلى وأسرى وفارين من الخدمة.

ولا يزال مقاتلو حماس يخوضون مواجهات ضارية داخل المستوطنات مع جيش الاحتلال فيما عمدت إسرائيل إلى إجلاء سكان المستوطنات بعد أن سقط عدد منهم بنيران إسرائيلية جراء الصدمة والخوف والارتباك. 

وقالت مصادر إسرائيلية إن عدد قتلى العملية وصل حتى الآن إلى ٧٠٠ إسرائيليا على الأقل و٢٢٠٠ مصابا، بالإضافة إلى نحو  100 أسيراً لدى حماس.

 وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين العميد غال هيرش مسؤولا عن ملف المختطفين والمفقودين، وقال إن إسرائيل في «حالة حرب وهذا يوم أسود وفق تعبيره.

وفي غزة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد ٤١٢ شخصاً بينهم 20 طفلاً بسبب الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال نتنياهو في بيان أمس «المرحلة الأولى على وشك الانتهاء… من خلال القضاء على الغالبية العظمى من قوات العدو التي تسلّلت إلى أراضينا».

وأعلن الجيش الإسرائيلي  عزمه على إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة.

وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)  إن مقاتليها لا يزالون «يخوضون اشتباكات ضارية» في عدة مواقع داخل إسرائيل.

وذكر البيان أن القتال لا يزال يجري في عدة مناطق متاخمة لقطاع غزة من بينها أوفاكيم وسديروت وياد مردخاي وكفار عزة وبئيري ويتيد وكيسوفيم.

بدوره، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس «حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال».

وبحث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التطورات في اتصالين هاتفيين منفصلين مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وفق ما ذكر الإعلام الرسمي في طهران.

وأكد رئيسي أن إيران «تدعم الدفاع المشروع للأمة الفلسطينية. ينبغي تحميل النظام الصهيوني وداعميه (…) مسؤولية هذه القضية»، داعيا الحكومات المسلمة الى «أن تنضم الى المجتمع المسلم لدعم الأمة الفلسطينية».

وقال الجيش الإسرائيلي مساء امس إن «العدو لا يزال على الأرض» وأكد «نعزز قواتنا خصوصا بالقرب من غزة ونقوم بتطهير المنطقة».

وتعهد الجيش بملاحقة «الإرهابيين في كل مكان يتواجدون فيه»، مشيرا إلى أن غاراته أصابت «800 هدف».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري للصحافيين  إن «مهمتنا خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة».

وأكد أن القتال مستمر «لإنقاذ الرهائن» الذين يحتجزهم مسلحون فلسطينيون في إسرائيل. 

وأضاف «هناك عشرات آلاف من الجنود المقاتلين، سنصل إلى كل تجمع حتى نقتل كل إرهابي في إسرائيل».

بدورها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان أن حصار مركزها في بلدة سديروت المتاخمة لغزة، حيث كان يتحصّن مسلّحون من حماس، انتهى. 

وأوضحت أنّ الشرطة والقوات الخاصة التابعة للجيش قامت بـ»تحييد عشرة إرهابيين مسلّحين كانوا في مركز الشرطة».

ورصد صحافي في فرانس برس احتراق مقر الشرطة وتحول أجزاء منه إلى ركام، بينما كان جنود ينفذون دوريات في محيط التجمع السكاني وسط دوي انفجارات متكررة في موقع قريب.

وأسفرت المعارك عن «أكثر من ٧٠٠ قتيل» في الجانب الإسرائيلي وأكثر من ألفين جريح،   200 منهم «في حالة حرجة»، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

مفقودون

وفي جنوب إسرائيل،  عدة جثث ملقاة على الطريق الواصل إلى شاطئ زيكيم بينما توقفت العديد من المركبات الإسرائيلية التي ترك إطلاق الرصاص أثره عليها.

وفي غزة، فرغت الشوارع من المارة باستثناء المئات ممن اصطفوا أمام الأفران للحصول على الخبز على وقع أصوات الانفجارات.

وقطعت الكهرباء عن القطاع كما انقطعت الانترنت عن العديد من الأحياء.

وقال متحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إن «44 مدرسة تابعة لها استضافت أكثر من 20 ألف نازح» وأن العدد قابل للزيادة.

وأكد إسرائيليون يبحثون عن أقاربهم، عبر الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي ، أنّهم شاهدوهم في مقاطع فيديو لرهائن حماس في غزة يتمّ تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي. كما أوردت وسائل إعلام صباح امس  أسماء إسرائيليين قُتلوا السبت وتمّ التعرف عليهم، ومن بينهم أطفال ومراهقون.

من جهته، نشر الجيش الإسرائيلي على موقع إلكتروني خاص أسماء 26 جندياً وجندية قتلوا منذ السبت.

وبدأت الأعمال القتالية فجر السبت بإطلاق وابل من الصواريخ من القطاع باتجاه بلدات إسرائيلية مجاوِرة وحتى تل أبيب والقدس.

واخترق مقاتلو حماس الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية، السياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول القطاع الذي تحاصره منذ أكثر من 15 عاما، وهاجموا المواقع العسكرية والمدنيين في طريقهم.

«غير مسبوق»

وأقرّ نتنياهو في خطاب متلفز بأنّ ما حدث «غير مسبوق في إسرائيل». وقال «كل الأماكن التي تختبئ فيها حماس… سنحيلها ركاماً».

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية  «نحن على موعد مع النصر العظيم».

وقال شلومي وهو إسرائيلي كان واقفاً إلى جانب جثث مغطاة على طريق بالقرب من كيبوتس جيفيم في جنوب إسرائيل لوكالة فرانس برس «رأيت الكثير من الجثث».

وجاء التصعيد في اليوم الأخير من عيد العرش (سوكوت) في إسرائيل، وبعد خمسين عاما على حرب تشرين الأول 1973 التي قتل فيها 2600 إسرائيلي وبلغ عدد القتلى والمفقودين في الجانب العربي 9500 خلال ثلاثة اسابيع من القتال.

«السيوف» في مواجهة «الطوفان»

وأكد مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي أن حماس أسرت أكثر من 100 إسرائيلي، وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد أن الحركة «خطفت عسكريين ومدنيين».

وكانت كتائب عزّ الدين القسام الجناح المسلّح لحركة حماس، اعلنت في مقطع فيديو أنّها «أسرت عدداً من جنود العدو»، كما أعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي احتجاز عدد آخر.

وقال المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة في كلمة له، إن المقاتلين يديرون عملياتهم باقتدار داخل عسقلان، مشيرين إلى استبدال بعض القوات في مناطق القتال بقوات أخرى بنجاح.

وأضاف أنه تم دعم مقاتلي الحركة الموجودين في سديروت من خلال قصفها بـ100 صاروخ.

وفي موقف داعم لاسرائيل ،قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أخبر نتنياهو بأن مساعدات إضافية لقوات الدفاع الإسرائيلية في طريقها الآن لإسرائيل على أن يليها المزيد في الأيام المقبلة. 

قال وزير الدفاع الأميركي إنه أمر بتحريك حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق المتوسط لتعزيز جهود الردع الإقليمي.

وكانت شبكة إن بي سي قالت إن الجيش الأميركي أكد أنه يخطط لنقل سفن حربية وحاملة طائرات إلى مقربة من إسرائيل.

من جهته ، اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن إسرائيل تشهد أسوأ هجوم منذ العام 1973

إلا أنه اعتبر أن الفرق في ما يحدث الآن، أن الهجوم شنه تنظيم إرهابي في إشارة إلى كتائب القسام الجناح المسلحة لحركة حماس، التي نفذت هجوما مباغتاً فجر أمس السبت، متوغلة في مستوطنات ومدن إسرائيلية

وحذر المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الأحد من انتشار العنف كالنار في الهشيم «مع عواقب لا تحصى على منطقة (الشرق الأوسط) بأكملها».

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  إن أنقرة عازمة على تكثيف الجهود الدبلوماسية لتهدئة القتال بين إسرائيل والفلسطينيين مؤكدا في الوقت نفسه أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الإقليمي.

من جهتها،قالت إيريت ليليان سفيرة إسرائيل لدى تركيا  إن من السابق لأوانه الحديث عن عروض وساطة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، مضيفة أن الهجمات تظهر أنه لا ينبغي أن يكون لحماس أي وجود في تركيا أو في أي مكان آخر.

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد مع زعماء ألمانيا وأوكرانيا وإيطاليا وبريطانيا، الذين أبدوا جميعا دعمهم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها «مهما تطلب الأمر»، حسبما جاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو.

وفي عملن،دعا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني يوم الأحد إلى ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لتفادي تفاقم الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي ستكون لها «تداعيات خطيرة» على كل جهود التهدئة الشاملة وعلى أمن المنطقة واستقرارها.

وامس ،توجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى موسكو  لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بخصوص الوضع في غزة.

وقال متحدث باسم جامعة الدول العربية التي يقع مقرها في القاهرة إن أبو الغيط سيناقش «التصعيد الجاري في قطاع غزة».

وأفادت وكالة الأنباء القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اتفق مع نظيره المصري سامح شكري، على تعزيز تنسيق جهود خفض التصعيد.

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية قدّمت الأحد مذكرة تدعو إلى عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية. ونقلت وفا عن مندوب دولة فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية السفير مهند العكلوك قوله إن طلب عقد الاجتماع يأتي في ظل «العدوان الإسرائيلي الغاشم والمستمر على شعبنا الفلسطيني، بما في ذلك تصعيد اقتحامات المسجد الأقصى المبارك من قبل آلاف المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين على مدار الأيام الماضية».

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً