370 شهيدا فلسطينياً وآلاف الجرحى بغارات إجرامية للاحتلال ضد المدنيين
«طوفان الأقصى»: 700 قتيل إسرائيلي و 2000 مصاب
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أن مجلس الوزراء الأمني وافق على قرارات لتدمير القدرات العسكرية لحركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي»، في وقت استمرت فيه الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة،
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عملية «السيوف الحديدية» ضد حركة حماس وتضمنت العملية الإسرائيلية شن سلسلة كبيرة من الغارات على منازل ومقرات حكومية ومواقع لحركة حماس فضلا عن تدمير برج سكني.
وفي اليوم الثاني من المواجهات ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين، الأحد، إلى 370 بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فضلا عن إصابة الآلاف بجراح مختلفة.
وقالت مصادر فلسطينية إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بصواريخ طائرات مسيرة «برج فلسطين» السكني المكون من 14 طابقا لإخلائه قبل أن تدمره الطائرات الحربية بالكامل.
وعقب الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس «أبو عبيدة» بأنه «أما وقد قام الاحتلال بقصف برج فلسطين، فعلى تل أبيب أن تقف على رجل واحدة وتنتظر ردنا المزلزل».
ودمرت مقاتلات حربية إسرائيلية، الأحد، مقر «البنك الوطني الإسلامي» الفلسطيني وسط مدينة غزة.
وتواصلت العملية الهجومية التي شنها منذ صباح السبت عناصر من حركة «حماس» على مدن ومستوطنات واقعة في منطقة «غلاف غزة» موقعين مئات القتلى والجرحى، إضافة إلى أسر عدد كبير من المدنيين والعسكريين الإسرائيليين، وقالت تقارير تلفزيونية إسرائيلية إن عدد القتلى جراء هجوم حماس وصل الى 700 فضلا عن 2000 مصاب.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش لا يزال يخوض قتالاً مع عناصر حركة «حماس» في بعض المناطق بجنوب إسرائيل حتى الساعة وإن الوضع في البلاد لا يزال خارج نطاق السيطرة الكاملة. وأضاف المتحدث في إفادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن «العدد الكبير من المدنيين والعسكريين الذين أخذتهم (حماس) كرهائن في الهجوم المباغت السبت على بلدات إسرائيلية قريبة من غزة سيشكل مع ما ستفعله إسرائيل ضد (حماس) مستقبل هذه الحرب».
وشنّت كتائب القسام، وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، هجوما عسكريا واسعا برا وبحرا وجوا (مستخدمة المسيرات والزوارق والناقلات والدراجات والاشرعة الطائرة لعمليات الانزال الجوي) تحت اسم «طوفان الأقصى» وتضمن الهجوم الذي ارعب المستوطنين ودفعهم للفرار بالمئات إطلاق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل وعمليات تسلل غير مسبوقة داخل الأراضي المحتلة، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بين فصائل فلسطينية وقوات من جيش الاحتلال، على الحدود الفاصلة بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل.
وأكد الجيش الإسرائيلي، السبت، أن قواته ما زالت تقاتل في أكثر من 20 موقعا، «مئات» المسلحين الفلسطينيين الذي تسللوا من قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش ريتشارد هيخت للصحافيين إن «المئات غزوا» البلاد وإن «المئات» ما زالوا داخل إسرائيل ويقاتلون جنودها.
وتحدث عن وجود «حالات احتجاز رهائن خطرة في بئيري وأوفكيم»، في إشارة الى مستوطنتين تقعان في صحراء النقب، وتبعد الثانية منهما أكثر من 20 كلم عن الحدود مع القطاع المحاصر.
وأشار هيخت الى أن أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ تمّ إطلاقها، السبت، من غزة، متوعدا بـ»ردّ هائل على هذا الهجوم غير المسبوق».
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل قائد لواء «ناحال» يوناتان شتاينبرغ خلال اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين على حدود القطاع.
وقال متحدث الجيش دانييل هجاري، عبر حسابه على منصة «إكس»، «سمح للنشر بأن قائد لواء ناحال المقدم يوناتان شتاينبرغ، قُتل (السبت) في مواجهة مع أحد المسلحين بالقرب من معبر كرم أبو سالم».
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس أسر «عشرات الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين» في مقطع فيديو نشرته على صفحتها بمنصة «تلغرام».
وظهر في مقطع الفيديو «ثلاثة أشخاص لا يرتدون الزي العسكري»، لكن القسام قالت إنهم من «الجنود الإسرائيليين».
وقالت الكتائب إنها قامت «بتأمين» عشرات الضباط والجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم بأماكن آمنة وبأنفاقها.
كما أعلنت «سرايا القدس» عن أسرها عددا من الجنود.
وقالت إذاعة عبرية في وقت سابق إن عدد الأسرى من الإسرائيليين وصل إلى 35 على الأقل، فيما أوردت وسائل إعلام عبرية أخرى أنباء عن أسر 50 إسرائيليا من إحدى مستوطنات غزة.
وقالت كتائب عز الدين القسام، على لسان قائدها محمد الضيف في رسالة صوتية، إن القيادة «قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه من دون محاسب». وأضافت «نعلن بدء عملية (طوفان الأقصى) ونعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة»، حسبما جاء على موقع تلفزيون الأقصى التابع للحركة.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر دوي اشتباكات في هذه المناطق، وعمليات اقتحام للحدود من بينها «إنزال» لعناصر تتبع للفصائل الفلسطينية.
وصرح الناطق باسم سرايا القدس المكنى «أبو حمزة»، في بيان مقتضب، أنها (سرايا القدس) «جزء من معركة طوفان الأقصى وتقاتل بجانب كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) كتفًا إلى كتف حتى النصر».
من جهته، صرح رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، مساء السبت، بأن ما يجري «بداية معركة التحرير لأرضنا وقدسنا وأسرانا من سجون إسرائيل».
وحمل هنية في خطاب متلفز، إسرائيل المسؤولية عن ما يجري من توتر «بعد أن رفضت مرارا تحذيراتنا وتدخلات الوسطاء لوقف عدوانها ضد الفلسطينيين ومقدساتهم».
وقال هنية إن حماس «أفقدت العدو (إسرائيل) توازنه في دقائق معدودة عبر هذا العبور المعظم»، داعياً الفلسطينيين في الضفة الغربية و»حلفاءنا الإستراتيجيين» للانضمام للمعركة.
وأضاف: «هذا العدو الذي يهدد ويعربد، نقول له لا تهديداتك قد نفعتك ولن تنفعك، قولا واحدا اخرجوا من أرضنا وقدسنا وأقصانا، لا نريد أن نراكم فوق هذه الأرض».
ونشرت كتائب عز الدين القسام مقاطع مصورة تظهر عددا من عناصرها داخل مواقع إسرائيلية.
وقالت الكتائب في تعليقها على الصور على تلغرام: «إنها لقوات النخبة القسامية داخل الأراضي المحتلة ضمن معركة طوفان الأقصى».
ووثق مقطع فيديو نشرته «القسام» مشاهد «لاستيلاء عناصرها على كيبوتس (مجمع سكني صغير) وموقع كرم أبو سالم العسكري، جنوبي قطاع غزة».
وبحسب المقطع، يظهر مقاتلو «القسام» وهم يتجولون داخل الموقع، فيما يشير لمقطع إلى مقتل عدة جنود إسرائيليين.
وفي وقت سابق، تداول نشطاء في قطاع غزة، صورا ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر «استيلاء» عناصر من الفصائل الفلسطينية ومواطنين على مركبات إسرائيلية واقتيادها إلى داخل أحياء سكنية.
كما نشر الإعلامي والناشط الفلسطيني حسن اصليح مقطع فيديو وخلفه دبابة إسرائيلية تشتعل فيها النيران، قائلا إن «جميع من كان بداخلها تم اختطافهم من قبل عناصر القسام».
وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس إن طائرات إسرائيلية قصفت منزل رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار في خان يونس جنوب قطاع غزة من دون أنباء عن وقوع إصابات.