560 شهيداً فلسطينياً و 800 قتيل إسرائيلي ومزيد من الأسرى
إسرائيل تفرض “حصاراً كاملاً” وتستدعي 300 ألف جندي والاشتباكات مستمرة في غلاف غزة وتل أبيب تعترف بصعوبة الحسم
لليوم الثالث على التوالي، تتصاعد الاشتباكات بين تل أبيب وحركة “حماس”، إذ أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فرض “حصار كامل” على قطاع غزة يشمل حظر دخول الغذاء والوقود، واصفاً ذلك بأنه جزء من معركة ضد “أناس متوحشين”.
وفي السياق، أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الإثنين تعبئة نحو 300 ألف فرد احتياط، وهو رقم يشير إلى استعدادات لغزو محتمل، رغم عدم تأكيد أي خطط من هذا القبيل رسميا.
ووصف الجيش عملية الاستدعاء بأنها الأكبر في تاريخ إسرائيل خلال فترة زمنية قصيرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي استعادة “السيطرة الكاملة” على بلدات في جنوب البلاد قرب الحدود مع غزة هاجمها مسلحون من الحركة اعتباراً من صباح السبت، معترفاً بأن المعركة استغرقت وقتاً أطول من المتوقع.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري للصحافيين إن الجيش قام “باستعادة السيطرة”، موضحاً أن اشتباكات متفرقة لا تزال تقع مع بقاء بعض المسلحين في المنطقة.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت، إنه لا تزال هناك اشتباكات في “سبعة إلى ثمانية مواقع” في محيط غزة، مضيفاً أن الجيش قصف “أكثر من 500 هدف” لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في غزة خلال ليل الأحد- الإثنين.
وأقرّ هيخت بأن “الأمر يستغرق وقتاً أطول مما توقعنا لإعادة الأمور في ما يتعلق بالوضع الدفاعي والأمني”. ولفت الى ان الغارات سوف تستمر على غزة حتى لو أدت الى ايذاء الاسرى.
وفي المقابل، امطرت الفصائل الفلسطينية المستوطنات القريبة من غزة وعسقلان وتل ابيب ومطار بن غوريون والقدس بمئات الصواريخ التي ادت الى سقوط قتلى وجرحى واحداث اضرار مادية وواصلت القتال في مستوطنات غلاف غزة واسرت عددا جديدا من جنود الاحتلال الاسرائيلي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل حوالى 800 شخص حتى الآن بينهم 73 جندياً على الأقل، فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية من جهتها قالت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 560 فلسطينياً على الأقل وإصابة 2751 آخرين في الغارات الجوية على قطاع غزة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 123 ألف شخص نزحوا في غزة منذ بدء التصعيد، مشيرةً إلى أن أكثر من 73 ألفاً لجأوا إلى المدارس.
وانطلقت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب والقدس حيث سمع شهود صوت انفجارات ربما تكون ناجمة عن ارتطام صاروخ أو اعتراض صواريخ، في حين
صعد جيش الاحتلال من هجماته العسكرية الخطيرة ضد قطاع غزة، واستهدف بالطائرات النفاثة والزوارق الحربية، مئات المنازل والأهداف الجديدة، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء لا سيما الأطفال، وإحداث دمار كبير، أعاد للذاكرة ما كان عليه الوضع في الحروب السابقة ضد القطاع، وهو ما من شأنه أن يصعب من الأوضاع الإنسانية، خصوصا بعد منع الاحتلال تزويد القطاع بالسلع الغذائية والوقود، فيما واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لتلك الهجمات بالاشتباكات في مناطق “غلاف غزة”، وإطلاق الصواريخ صوب المستوطنات والمدن الإسرائيلية.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي منازل سكنية في مناطق عدة في قطاع غزة، كما ركز على شن غارات قوية على عدة أحياء تقع في بلدة بيت حانون شمالا، وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفي مناطق أخرى شمال وجنوب ووسط القطاع.
وكانت أعنف الغارات تلك التي استهدفت سوقا شعبيا في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، والذي يتواجد فيه مخبز كان يصطف طابور من المواطنين أمامه للحصول على الخبز، ما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء، كما استهدف الطيران الحربي منطقة “مسجد السوسي” في مخيم الشاطئ للاجئين، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الشهداء.
وعلى غرار الحروب السابقة، تعمدت قوات الاحتلال، استخدام قوة تفجيرية كبيرة في استهداف المباني، وقامت بتحويل الكثير منها إلى أكوام من الركام، كما تعمدت من وراء استخدام تلك القوة التفجيرية، إلى إحداث أضرار في المباني المجاورة، وفي شبكات البنى التحتية.
وطال القصف مساجد جديدة، وبعضها كان بداخلها مصلون، كما استهدف منازل قادة حركة حماس، والعديد من المنازل المدنية، من دون سابق إنذار، ما أدى إلى وقوع شهداء، كما تعمدت قوات الاحتلال شن غارات على عدة مدارس.
وفي رفح، دمرت الطائرات الإسرائيلية منزلاً مأهولاً لعائلة “أبو هلال” فوق رؤوس ساكنيه، ما أودى بحياة 9 فلسطينيين على الأقل وعدد من المصابين، وفق مصادر طبية.
وفي بيت لاهيا شمالي القطاع، قصفت الطائرات الإسرائيلية منازل تتبع لعوائل “عودة” و”بعلوشة” و”نصر الله” و”أبو عون”، موقعة شهيدا واحداً وأكثر من 20 إصابة بجروح متفاوتة، بحسب مصادر أمنية. كما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلاً قرب “دوار الكويت” شرق حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
أما في خانيونس (جنوب)، فقد قصفت مقاتلات إسرائيلية بصاروخ واحد على الأقل منزلاً لعائلة “أبو العمرين”، مُخلفة شهيدة على الأقل وعدد من الإصابات.