بمناسبة الذكرى الأربعين للتضحية ٥٨ جنديا
فرنسا في ٢٣ تشرين الأول ١٩٨٣،وتكريما للجنود ال ١٥٣ الذين منذ العام ١٩٧٨ من أجل فرنسا والسلام في العالم افتتحت لجنة اصدقاء غابة الارز وبلدية بشري والاتحاد الوطني لقدامى المحاربين في لبنان-المهمات والعمليات الخارجية(FNAME-OPEX ) والرابطة الدولية لجنود السلام) AISP/SPIA) وبمشاركة ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن نجيب بولس تم إفتتاح “غابة الذاكرة” في بيت العرابين، بحضور ممثل الوزير السابق ابراهيم الضاهر عمر عيسى الخوري، رئيس بلدية بشري فريدي كيروز،رئيس لجنة جبران الوطنية فادي رحمة ، مدير مدرسة السيدة للآباء الأنطونيين الأب رواد كعدي، رئيس اللجنة بيار كيروز والاعضاء إضافة إلى الكولونيل الفرنسي لوران أتار بايرون على رأس وفد من الجنود الفرنسيين القدامى وحشد من الاصدقاء.
حفل الافتتاح استهل بالنشيدين اللبناني والفرنسي ثم كلمة ترحيب لرئيس اللجنة السابق بسام جعجع ثم ألقى الأستاذ كيروز كلمة نوه فيها بالعلاقة اللبنانية الفرنسية وتضحياته الجنود الفرنسيين وقال:
أنا فخور بوجودي بينكم وبين أعضاء أصدقاء
غابة أرز الرب. هذه الغابة التي يبلغ عمرها ألف عام، رمز خلود الإنسان، تعرف تاريخ الأرض أكثر من الأرض نفسها. هذه الأشجار التي عمرها قرون والتي نشرت مجدها في كل لبنان قبلنا، وكان الرحيل محددا للمستقبل” بيوم”، كما حرره ألفونس دو لامارتين، الشاعر الفرنسي أثناء زيارته في 1 أبريل 1932
ومن جهة أخرى، لن ننسى زيارة سماحة السيد الجنرال غورو المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في لبنان في آب 1920
وبعد تأسيس CAFC لمدة 5 سنوات، كانت لدينا علاقة عميقة مع منطقة ILE في فرنسا وتم من خلال تبرع كريم افتتاح أول حضانة ومكتب اللجنة تحت رعاية السيد جيرارد لارشيه في 25 أكتوبر 1997.ونحن مستمرون على هذا المسار، وعلى مدى 500 يوم، نستعد لهذا اليوم الذي لا ينسى منذ الأمس، وما هو إلا حلم اليوم كما أعلنه شاعرنا اللبناني جبران خليل جبران. مجتمعين، بلدية بشري ولجنة أصدقاء غابة الأرز واليونيفل والجمعية الدولية لحفظة السلام واتحاد البعثات الأجنبية السابقة ممثلة بالمقدم عطار بايرو مع كافة الأصدقاء والمسؤولين سياسياً واجتماعياً وعسكرياً.. لنا الشرف المهيب بافتتاح غابة 153 شهيداً فرنسياً في بيروت، بعد 40 عاماً من الهجمات.
وتقبلوا منا أسمى التهاني مرفقة بمجد الأرزة الأبدي
عاش شهداء فرنسا
عاشت أرزة الله التي وضعت في وسط العلم اللبناني، عاشت لجنة أصدقاء غابة الأرز.
بدوره رئيس البلدية فريدي كيروز رحب بالحضور وقال :مرحبا بكم في أرز الرب ،
وجودنا اليوم بمناسبة
هذه الذكرى ليست صدفة ،بل بالأحرى عمل إيمان واحترام
لتضحيات كل من
دافع عن الحرية والكرامة والسلام في لبنان.
تعرف بشري الشعور بالاستشهاد جيدًا ،
منذ أن قدمت أفضل شبابها شهداء على مذبح الوطن ، من شماله إلى جنوبه ، بما في ذلك جباله وقممه.ومؤخرا ، استشهاد مالك وهيثم طوق للدفاع عن قرنة الشهداء خير دليل.
هذه الأرض التي نجد أنفسنا فيها هي أرض مقدسة لأنها تخلد أسماء العديد من الرجال العظماء والشهداء الذين خلدوا بفضل أرزهم.
هذه الأرض مقدسة لأنها تحتضن العديد من غابات الشهداء، وأهمها غابة شهداء الجيش اللبناني شهداء المقاومة اللبنانية المسيحية واليوم نفتتح غابة شهداء الجيش الفرنسي الذين قضوا منذ نصف قرن دفاعا عن السلام وعن سيادة لبنان نرحب بكم في ونتمنى ان تشكل هذه الذكرى محطة حقيقية لتعزيز الألفة والسلام والحرية.
بعدها ألقى الناشط البيئي شربل طوق كلمة أشار فيها الى عدد الغرسات والمساحة المخصصة لغابة الذاكرة.
بدوره الكولونيل لوران شكر لجنة الأصدقاء والقيمين عليها معتبرا ان دماء العسكريين امتزجت بتراب هذه الأرض المقدسة وبجذوع ارزه الخالد وقال: في هذا اليوم وبتاثر شديد ممزوج بفرح وحزن نتواجد اليوم معكم في هذه المنطقة ذات الرمزية الخالدة سمعنا عنها الكثير من غير ان نزورها ولكننا اكتشفناها اثناء اقامتنا في لبنان حضرة رئيس البلدية.
٢٦ مقاتل فرنسي اتوا الى لبنان يملؤهم الأمل والحلم بإنهاء الحرب في لبنان. اتينا معهم الى لبنان اطفالا وعدنا رجالا على أمل بناء مستقبلنا والعودة الى وطننا لنتشارك في حث الشباب على السير بخطي أجدادنا واخوتهم مع الشعب اللبناني. وللاسف غادرنا لبنان تاركين وراءنا اعدادا من جنودنا ولهذا السبب ولدت هذه الذكرى.
وتابع اريد بالمناسبة ان اخص بالشكر السيد روجيه الذي ساعدنا في تحقيق هذا الحلم كما اشكر المسؤولين الذين اعطونا موافقتهم ومشاركتهم وجميع الذين شاركوا في هذا المشروع.
واضاف: غابة الذكرى والنصب المخصص للشهداء الذي شاركنا في إقامته مع الدولة الفرنسية لها صدى لان اسماء الجنود مكتوبة باحرف من ذهب على النصب تتحول إلى ذكرى متجذرة الى الابد في هذه الارض المقدسة التي يرمز ارزها الى هذا البلد. وقد يحدث ان يمر بعد مئات السنين أشخاص يتذكرون ويتأملون ما قدمه هؤلاء الجنود بفخر من أجل البلد والسلام فيه. رفاقنا ال١٥٣ هم جزء من هذه الأرض اللبنانية انهم الكتيبة الغير مرئية المدافعين عن السلام ولي لفته خاصة ل٥٨ عسكري من الرفاق العسكريين بينهم قدموا التضحيات ونأمل كما هذه الغابة ان يكبر الحلم للأجيال المقبلة بتحقيق السلام، الافتتاح اليوم يحفزنا لدوام احياء ذكرى الجنود ال١٥٣من الفينيك وال٨٧ من الجنود التابعين للfmsb.
كن واثق ايها الرئيس أننا سنعود نحن و٦٠٠٠٠ جندي فرنسي خدموا في بلدكم على خطى الكبار الذين سبقوهم واشكر جميع الفرنسيين الذين على مر السنين والاعمار مروا على هذه الأرض وكانوا ضمن الجنود القدماء الغولوا والذين دون حضورهم على لوحة لا تزال ضمن لوحات نهر الكلب.
وختم :آمل أن تساهم هذه الخطوة الرمزية بالمصالحة الوطنية وان تكون تكون تضحية من سقطوا مثالا لنا وتسمح بتحقيق السلام العادل السلام الاجتماعي والمؤسسات وان نعمل معا لمستقبل افضل.
بعدها توجه الجميع الى محيط الغابة حيث اقيم النصب التذكاري للمناسبة وبعد صلاة التبريك ورش المياه المقدسة والتي ارقامها الأب رواد الكعدي تم قص الشريط التقليدي وازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية التي تحمل صورة الغابة وأسماء الجنود الشهداء ليقدم بعدها الأستاذ بيار كيروز وممثل قائد الجيش شهادات الغرابة للكولونيل لوران ويشاركون في غرس ارزة بجوار النصب ويؤدون التحية قبل أن ينطلقا الى الغابة الدهرية لزيارة ارزة لامارتين وارزة الجنرال غوره شاركوا في القداس الذي اقيم في كنيسة التجلي وسط الغابة والذي ترأسه الأب كعدي.