مئات الشهداء بغارات جديدة وتحرّك صيني وروسي لوقف الحرب

مئات الشهداء بغارات جديدة وتحرّك صيني وروسي لوقف الحرب
إسرائيل مستعدّة لاجتياح غزة ومليون نازح في القطاع

واصلت إسرائيل أمس الأحد، استعداداتها لاجتياح بري وشيك لقطاع غزة بعد أكثر من أسبوع على هجوم “حماس” غير المسبوق، في ما أعلنت الأمم المتحدة نزوح مليون فلسطيني عن منازلهم في القطاع المحاصر.

وحشدت إسرائيل قواتها خارج القطاع الخاضع لحصار مطبق، والذي يبلغ عدد سكانه 2،4 مليون نسمة، استعداداً لما قال الجيش إنه هجوم بري وجوي وبحري يتضمن “عملية برية كبيرة”.

كما نشرت إسرائيل قوات ودبابات على حدودها الشمالية مع لبنان، وأغلقت منطقة بعرض أربعة كيلو مترات أمام المدنيين بعد تبادل لإطلاق النار والقصف عبر الحدود مع “حزب الله”.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أول اجتماع لحكومة الطوارئ الموسعة قائلاً إن هذه الوحدة الوطنية الماثلة للعيان تبعث برسالة للداخل والخارج في وقت تستعد البلاد “لتمزيق حماس” في غزة.

ونشر مكتب نتانياهو تسجيلاً مصوراً يظهر بدء الاجتماع، الذي عقد في المقر العسكري في تل أبيب، بوقوف الوزراء دقيقة صمت حداداً على  نحو 1300 إسرائيلي قتلوا في الهجوم المباغت الذي شنته “حماس” في السابع من  تشرين الأول.

وقال نتانياهو، مرحباً بالمشرع المعارض السابق بيني غانتس الذي انضم للحكومة إلى جانب أعضاء من حزبه الأسبوع الماضي، إن جميع الوزراء “يعملون على مدار الساعة، بجبهة موحدة”.

وأضاف نتانياهو “(حماس) اعتقدت أننا سندمر. نحن من سيمزق (حماس)”. متابعاً أن إظهار الوحدة “يبعث برسالة واضحة للأمة، وللعدو والعالم”.

أكد متحدثان باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجيش ينتظر “قراراً سياسياً” في شأن توقيت الهجوم البري الكبير على قطاع غزة، بينما يحاول آلاف من سكان شمال القطاع الفرار.

وتمهيداً لهجوم بري، دعا الجيش الجمعة المدنيين في شمال القطاع – أي 1،1 مليون من 2،4 مليون نسمة هو عدد سكان القطاع – إلى الانتقال إلى الجنوب، وحثهم السبت على عدم الإبطاء.

وقال المتحدثان ريتشارد هيشت ودانيال هاغاري في إحاطتين صحافيتين، إن “القرار السياسي” هو الذي سيحدد توقيت أي إجراء عسكري. وتابع هيشت “سنجري محادثات مع قيادتنا السياسية”.

وأوضح المتحدثان العسكريان للصحافيين أن أي غزو سيهدف للقضاء على شبكة “حماس” المسلحة وقيادتها حتى لا يمكنها شن مزيد من الهجمات.

وتحدث الجيش بشكل خاص عن قائد حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار الذي تحمله إسرائيل مسؤولية الهجوم. وقال هيشت “هذا الرجل في مرمانا. إنه بحكم الميت وسنصل إليه”.

وقال الجيش إن القوات الخاصة قامت بتوغلات في غزة وعثرت على جثث عدد من الرهائن الـ126 لدى “حماس”، من دون تحديد عددها.

وينذر الاجتياح البري لغزة بقتال شوارع عنيف شبيه بالذي وقع في الموصل والفلوجة في العراق إثر الغزو الأميركي، بل قد يكون أكثر شدة بسبب التحصينات وشبكة الإنفاق الواسعة التي أنشأتها “حماس”.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن مركز عمليات “حماس” يقع في مدينة غزة شمال القطاع.

واتهمت إسرائيل حماس بمنع السكان من الفرار لاستخدامهم “دروعاً بشرية”.

من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، أن “لا هجرة من قطاع غزة”، بعد مقترحات بإجلاء سكان القطاع إلى مصر المجاورة قوبلت أيضاً برفض مصري وعربي واسع.

وقال هنية في كلمة متلفزة، “أهل غزة متجذرون في أرضهم، لن يخرجوا من غزة لن يهاجروا مهما فعلتم أيها القتلة، أيها المجرمون”. وأضاف “لا هجرة من الضفة لا هجرة من غزة إلى مصر”.

مصر تدعو لقمة أقليمية

ودعت مصر  إلى عقد قمة إقليمية ودولية حول “القضية الفلسطينية”، مؤكدة مجدداً “رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار”، بحسب بيان نشرته الرئاسة المصرية.

في الأثناء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إيصال مساعدات إنسانية “فورية” إلى القطاع الفقير.

وقالت مديرة التواصل في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأحد جولييت توما إن “ما يقدر بنحو مليون شخص نزحوا في الأيام السبعة الأولى” من التصعيد الدامي بين الجانبين.

وحذرت منظمة الصحة العالمية  من أن الإخلاء القسري لأكثر من ألفي مريض إلى منشآت مكتظة في جنوب غزة سيكون بمثابة “عقوبة إعدام”. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن “البنى الصحية بلغت أقصى طاقتها وغير قادرة على استيعاب الزيادة الكبيرة في عدد المرضى”.

وتسود الفوضى وشعور بالرعب في قطاع غزة مع إقدام كثيرين على التوجه إلى الجنوب.

البابا لإسراع بالممرات الانسانية

من جهته، وجه البابا فرنسيس نداء الأحد، للإسراع في فتح ممرات إنسانية لسكان قطاع غزة. وقال “ينبغي احترام القانون الإنساني، خصوصاً في غزة حيث من الملح والضروري ضمان فتح ممرات إنسانية ومساعدة السكان”.

أما وزير الخارجية الصيني وانغ يي، فاعتبر، أن الأعمال الإسرائيلية في غزة بعد هجوم حماس “تتجاوز حدود الدفاع عن النفس”، وعلى الحكومة الإسرائيلية التوقف عن “العقاب الجماعي” لسكان غزة.

ونبه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، من الدوحة إلى أن “لا أحد” يمكنه “ضمان السيطرة على الوضع” إذا شنت إسرائيل هجوماً برياً على قطاع غزة.

في ما يتعلق بالجبهة الشمالية، يتواصل التوتر اليومي.

وقتل مدني إسرائيلي وأصيب آخرون بجروح جراء إطلاق حزب الله صاروخا مضادا للدبابات من جنوب لبنان وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت قال الحزب إنه استهدف مركزاً عسكرياً في منطقة شتولا الحدودية.

وأمر الجيش الإسرائيلي، بالإجلاء الفوري لمدنيين وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلو مترات من الحدود الشمالية مع لبنان وفق ما أفاد في بيان.

و كانت وزارة الدفاع الإسرائيلية اعلنت إرجاء اقتحام إسرائيل البري تحت ما وصفته بسوء الأحوال الجوية، فيما دخلت قوات دولية على خط النزاع بين الطرفين، إذ هددت بدعمها “حماس” ضد تل أبيب، كما دانت الصين خروج رد الفعل الإسرائيلي عن حدود ضبط النفس.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بغزة إن عدد الضحايا في القطاع ارتفع  اليوم الأحد إلى 2450 قتيلا بالإضافة إلى 9714 مصابا منذ بدء الصراع في السابع من  تشرين الأول.

واتهم مسؤول إسرائيلي كبير إيران،، بمحاولة فتح جبهة حرب ثانية بنشر أسلحة في سوريا أو عبرها في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل هجوما مضادا في قطاع غزة. وأخرجت مطار حلب من الخدمة أعقاب قصف صاروخي.

وردا على منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي يطرح مثل هذا السيناريو، قال جوشوا زاركا رئيس إدارة الشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية “إنهم (الإيرانيون) يفعلون ذلك”.

دعوة روسية لمجلس الامن

وطلبت روسيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التصويت اليوم على مشروع قرار يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويدعو إلى هدنة إنسانية والتنديد بالعنف ضد المدنيين وكافة أعمال الإرهاب.

وقال دميتري بوليانسكي نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة إنه لم يتم إجراء أي تعديلات على النص منذ تقديمه إلى أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 يوم الجمعة، مضيفا أن من المتوقع أن يتم التصويت في الثالثة مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (1900 بتوقيت غرينتش)  الاثنين.

ويدعو مشروع القرار المؤلف من صفحة واحدة إلى إطلاق سراح الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون إلى إجلاء. ويشير مشروع القرار إلى إسرائيل والفلسطينيين، لكنه لا يذكر حماس على نحو مباشر.

الجيش الإسرائيلي يؤكّد إحتجاز  126 و”حماس” تؤكّد مقتل 22 أسيراً  بالقصف

أكد الجيش الإسرائيلي امس الأحد، أن حركة “حماس” احتجزت 126 رهينة خلال هجومها المباغت الذي شنته على إسرائيل في السابع من تشرين الأول الجاري.

وقال المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت إنه تم “تأكيد” احتجاز 126 رهينة، مشيراً إلى أن هذا الرقم أعلى مما أعلنه السبت عندما قال إن هناك 120 رهينة.

 وأشار مسؤولون إلى احتمال ارتفاع هذا العدد في الأيام المقبلة.

من جهتها، قالت حركة حماس إن “22 رهينة لديها قضوا جراء القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة” من دون تقديم أدلة واضحة، محذرة من أنها ستجهز على الرهائن في حال استمر قصف الأهداف المدنية من دون إنذار مسبق”.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً