ندوة في جبل محسن عن البعد الجيوبوليتيكي للصراع الاوكراني الروسي
أقام تجمّع “ن_ والقلم” قاعة ندوة ثقافيّة تاريخيّة، في قاعة السيدة خديجة الكبرى في جبل محسن في طرابلس، بعنوان ” البعد الجيوپوليتيكي للصّراع الرّوسي الأوكراني وتأثيره على أوروبّا والشّرق الأوسط”.
شارك فيها عدد كبير من ممثلي الفعاليات الثقافية والفكرية في جبل محسن، ورئيس قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية – الفرع الثالث الدكتور خالد الجندي، وعدد من طلاب الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة في طرابلس والشمال ومحافظة عكار.
الحمرا
بعد النشيد الوطني اللبناني، والوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء غزة، ألقى يحي الحمرا كلمة تحدث فيها عن “دور التجمع الثقافي في جبل محسن”، معتبرا انه “جسر تواصل عبور بين الثقافات والحوار”، ثم تحدث عن “اهداف الندوة وأهميتها في هذه المرحلة،كونها تصب في إطار فهم حقيقة ما يجري في اوروبا، والابعاد التاريخية والسياسية والدينية والجيوبوليتيكية لهذا الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا وانعكاسه على منطقتنا”.
منصور
ثم تحدث الزميل الدكتور زياد منصور، فشرح بالتفصيل “البعد التاريخي للصراع الأوكراني الروسي ونتائجه الجيوسياسية”، كاشفا “ماهيته وجوهره، ومستوى وحجم تدخل الأطراف الدولية فيه بما فيها دور بولونيا والبلطيق ومحاولات جرهم الى هذا الصراع ووضعهم في مواجهة روسيا واللعب على التناقضات التاريخية التي أدت إلى سلسلة طويلة من الحروب بين هذه الدول وروسيا، والأمر ينسحب على المرحلة السوفييتية التي شهدت تقسيما للأراضي الروسية لم يراع أحيانا مصلحة روسيا”.
وأكد أن “هذا الصراع هو صراع يمس الأمن الروسي والأمن الأوروبي، ولذلك نجد له انعكاسات على العديد من دول العالم واقتصاداتها، بل يهدد وجودها التاريخي أيضا”.
ورأى أن “لهذا الصراع انعكاسات على منطقتنا باعتبارها منتجا للنفط والغاز، وأكثر صفقات الحبوب، مما يهدد العديد من شعوب آسيا وافريقيا التي تعتبر ضحية لسياسات الأمن الغذائي ومخاطر انقطاع سلاسل التوريد وخاصة منطقة الشرق الأوسط”، واعتبر إن هذا الصراع أتى نتيجة تراكمات تاريخية مع دول الجوار فيما كان يسمى روسيا الصغرى وروسيا الكبرى، ومحاولات التدخل المتعدد الأوجه في العالم الأوراسي وتغيير وجهه الحضاري”، ورأى أن “العالم يتجه نحو مسار آخر يفرض ضرورة الاعتراف بالقوى الفاعلة وأدوارها بعيدا عن الهيمنة والأحادية”.
ثم تحدث عن “تأثير الصراع على بعض الدول العربية ودول الخليج ومصر، والابعاد الحيوبوليتيكية للطريق الهندي الأوروبي – الآسيوي، والتداعيات الناجمة عن تعطيل ممرات بحرية وبرية ولربما حرب غزة تصب في هذا الاطار، وكذا تأثير ذلك ذلك على قناة السويس الحيوية، وأبعاد انفجار مرفأ بيروت والنظر الى ذلك من بعد اقتصادي وجيوبوليتيكي”.
وشدّد على “أهمّيّة قراءة التّاريخ بشكلٍ واضحٍ لما يحمل من أهمّيّةٍ لفهم الأحداث الآنية المستقبليّة واستشراف الواقع القريب”، كما ركّز على “مفهوم (الجيوپوليتك) الذي يتمحور على تأثير الجغرافيا وارتباطها بالسّياسة الدّوليّة والّتي تتسبب في اندلاع غالبية الصّراعات العالميّة”.
في نهاية النّدوة، أجاب الدّكتور منصور على أسئلة الحاضرين.
وفي الختام، جرى تسليم شهادة شكرٍ وتقديرٍ للدّكتور منصور لمشاركته في هذه النّدوة.