شقير في افتتاح «ملتقى القطاع الخاص من أجل الصمود»: علينا التحرك مجتمعين وإنتاج شراكة قوية
عقدت الهيئات الإقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير، اجتماعا موسعا بعنوان «ملتقى القطاع الخاص.. من أجل الصمود ومنع السقوط»، في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، شارك فيه أكثر من 50 رئيس نقابة وجمعية إقتصادية في جميع القطاعات.
حضر اللقاء رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق الدبوسي، رئيس اتحاد المستثمرين اللبنانيين جاك صراف، رئيس المجلس الوطني للإقتصاديين اللبنانيين صلاح عسيران، رئيس غرفة التجارة الدولية وجيه البزري، رئيس تجمع رجال وسيّدات الأعمال اللبنانيين نيكولا أبي خاطر، رئيس الندوة الاقتصادية اللبنانية رفيق زنتوت، رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان غابي تامر، رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني الكويتي أسعد الصقال، رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني الهولندي محمد سنو، رئيس نقابة أصحاب المطاعم طوني الرامي، رئيس تجمع أصحاب المؤسسات البحرية جان بيروتي، رؤساء نقابات: الصناعات الغذائية منير البساط، مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي، مزارعي القمح نجيب فارس، أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، مستوردي السيارات الجديدة جورج تابت، مستوردي السيارات المستعملة إيلي قزي، أصحاب وشركات تأجير السيارات محمد دقدوق، المخابز والأفران في لبنان طوني سيف، مصنعي الأدوية كارول أبي كرم، معلمي صناعة الذهب والمجوهرات بوغوس كورديان، الشركة المستوردة للنفط مارون الشماس، أصحاب السوبرماركت نبيل فهد، تجار الأواني والأدوات المنزلية عبد الودود نصولي.
ويأتي هذا الملتقى نظرا لتراجع النشاط الإقتصادي الكبير الذي تم تسجيله على وقع ارتفاع وتيرة الأحداث في جنوب لبنان وحرب غزة، وعلى وقع الخوف من إمتداد أمد الحرب، وذلك للبحث في متطلبات تقوية صمود المؤسسات ومنع سقوطها والإتفاق على الإجراءات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.
افتتح شقير الملتقى بكلمة استهلها بإعلان موقف إنساني تضامني مع غزة وأهلها، رفضا «لكل المجازر الوحشية والبربرية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الإنسانية جمعاء».
وقال: «أرحب بكم في بيتكم غرفة بيروت وجبل لبنان «بيت الإقتصاد اللبناني»، وأتوجه إليكم بإسمي وبإسم الهيئات الاقتصادية بخالص الشكر والتقدير على كل ما قمتم به خلال أربع سنوات من أقوى ثالث أزمة اقتصادية ومالية على المستوى العالمي».
أضاف: «لقد أثبت القطاع الخاص اللبناني قدرة فائقة على الصمود وجدارة كبيرة في مواجهة كل التحديات ومن ضمنها القرارات الجائرة التي أتخذت، وقد تمكنتم بما لديكم من خبرة وإمكانات وقدرات إبداعية من تثبيت موقع مؤسساتكم ودور القطاع الخاص الريادي في قلب المعادلة وبفضلكم صمد كل لبنان».
وتابع: «في بداية الأزمة سمعنا أصواتا من الكثير من المنظرين، عن أن لبنان سيعود إلى القرون الوسطى وسمعنا التهويل عن الارتطام الكبير والانهيار الفائق النظير، ولكن ما حصل على أرض الواقع يؤكد أنه أينما وُجِدَ القطاع الخاص اللبناني وجد الصمود والقدرة على التحدي والوقوف من جديد».
وتوجه شقير الى المجتمعين قائلا: «لبنان صمد اقتصاديا واجتماعيا بفضلكم، ولبنان استعاد المبادرة كما رأينا في العام 2023، خصوصا في موسم الصيف بفضلكم، وكان من المتوقع أن يسجل الإقتصاد اللبناني نموا يقدر بـ 2 في المئة في العام 2023 وكل ذلك بفضلكم».
اضاف: «اليوم مرة جديدة لبنان في عين العاصفة، من حرب غزة إلى الأحداث الدائرة في جنوب لبنان، والإقتصاد هو أول من يتلقى الصدمات، حيث سجل في وقت سريع، إنكماشاً حاداً في مختلف القطاعات والأعمال، وهذا ما يطرح علينا مرة جديدة تحدياً قاسياً في حال امتدت الحرب والأحداث جنوباً لأشهر وصولاً إلى موسم الميلاد ورأس السنة».
وتابع: «لن أتحدث عن إمكانية دخول لبنان الحرب لأن كل المسلمات تسقط».
وقال: «من هنا أتى هذا الاجتماع أولاً من أجل رفع حال التضامن والتكاتف في ما بيننا جميعاً في مواجهة كل التحديات الداهمة ولنتشاور في ما يمكن أن نتخذه من تدابير وأيضاً تحديد ما هو مطلوب من إجراءات من قبل الحكومة والوزارات والمؤسسات الرسمية بهدف تحصين الصمود ومنع الانهيار الشامل».
واطلق نداء طالب فيه «الحكومة وكل القوى السياسية بفعل المستطاع لمنع انجرار لبنان إلى الحرب». وقال: «نحن من جانبنا نَعِدّ كما كل مرة أننا سنفعل كل المستطاع لتحريك عجلة الاقتصاد والاستفادة من المواسم المقبلة حفاظاً على مؤسساتنا وعلى اليد العاملة فيها وعلى اقتصادنا الوطني».
اضاف: «إننا نمر في أوقات عصيبة، لكننا وكعادتنا لن نستسلم وسنتحرك، كل مؤسسة وكل قطاع، وسنتحرك بشكل جماعي متضامنين متكاتفين، وسنعمل على إنتاج شراكة قوية بيننا وبين القطاع العام».
وتابع: «لهذا سأتواصل فور إنتهاء الملتقى مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي نحييه على كل الجهود التي يقوم بها لتحييد لبنان عن الحرب، لتسليمه ورقة التوصيات التي ستصدر عن هذا الملتقى والتي تتضمن الإجراءات والتدابير المطلوبة من الوزارات والدوائر الحكومية في هذه المرحلة الدقيقة».
وأردف: «القطاع الخاص اللبناني هو أساس صمود لبنان ونهوضه، فعلى الجميع خصوصاً الإدارات المعنية في الدولة، تحمل مسؤوليتها والمبادرة لاتخاذ كل ما من شأنه تحقيق هذه الاهداف».
وختم: «أنا على ثقة أنه رغم كل هذه المعاناة، فإن لبنان سيصمد حتماً وسينهض من جديد بفضلكم وبفضل القطاع الخاص اللبناني وبفضل المبادرة الفردية وبفضل كل رجل وسيدة أعمال وكل شاب وشابة أينما وجدوا وكانوا».
من جهته، أشار رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الى «الأزمات الكثيرة والقوية التي واجهها القطاع الخاص خلال السنوات الأخيرة»، مؤكدا ان «الهيئات الإقتصادية تعمل لمواجهة التداعيات على ثلاث مستويات: الرسمي، والإقتصاد الكلي والقطاعي».
وشدد على «ضرورة تشكيل اوسع مروحة من التعاون بين القطاع الخاص للنظر في كيفية الصمود لا سيما من خلال الحفاظ على استمرار المداخيل».