نصرالله: إنها فلسطين يا عالم
كتب عوني الكعكي:
لم يعرف لبنان يوماً، كانت فيه أعصاب اللبنانيين متوترة وأنظارهم مشدودة الى شاشات التلفزة، كيوم أمس، عندما أطلّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله إطلالته تكريماً للشهداء على طريق القدس.. وبخاصة أنّ عدداً كبيراً من اللبنانيين، جلس «واضعاً يده على قلبه» مترقباً لما قد يحدث، ولما سيقوله السيّد.
ولا أبالغ إذا قلت أيضاً: إنّ العالم كله كان يتابع خطاب السيّد جملة جملة، بل كلمة كلمة…
وهنا لا بد لنا من التوقف عند بعض «المحطات» التي ضمّنها السيّد حسن نصرالله كلمته أمس:
أولاً: يقول السيّد بدأنا الحرب ضد إسرائيل في اليوم الثاني لعملية «طوفان الأقصى» التاريخية التي لم يحدث مثلها في العالم، وقدّمنا الشهداء الذي أصبح عددهم 55 مع أفراد سرايا المقاومة والفصائل الفلسطينية.
ثانياً: عملية الأقصى قامت بها «حماس» من دون معرفة أحد في العالم حتى الجمهورية الاسلامية في إيران، فهي لم تكن على علم بها.
ثالثاً: محور المقاومة كل جهة تتصرّف حسب مصلحتها، ولا علاقة لإيران بها لا من قريب أو بعيد، وهذه تبرئة لإيران.
رابعاً: قضية فلسطين هي قضية حق، قضية شعب ظلم، واعتدي عليه، وهجّر من أرضه، وأدخلوه الى سجون الظلم والقهر بأيدي الصهاينة وذلك منذ 75 سنة.
فلسطين هي مسؤولية كل مواطن عربي وكل مسلم في العالم.
قضية فلسطين في ضمير كل مواطن شريف، والذي يظن ان الشعب الفلسطيني سيتخلى عن وطنه فهو واهم ومخطئ.. وأكبر دليل على ذلك عملية «طوفان الأقصى» التي دخلت التاريخ من بابه الواسع، والتي تؤكد ان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلاّ بالقوة.
خامساً: شنّ السيّد هجوماً شديداً على أميركا وهدّدها بأنها كما فشلت في أفغانستان وفي العراق ستفشل في فلسطين، وكل هذه الأساطيل لا تخيفنا.
كذلك هدّد أوروبا وبالاخص فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
سادساً: إذا كانت أميركا وأوروبا تظن أنّ طائراتها وغواصاتها ومدافعها وأسلحتها تخيفنا فنحن نقول لهم إنّ إرادة الشعوب أقوى من الظلم والاستبداد الذي تمارسه هذه الدول الى جانب إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
سابعاً: الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني دخلت التاريخ بدءاً بمجزرة دير ياسين وصبرا وشاتيلا الى قانا. فهذا هو تاريخ إسرائيل.
ثامناً: موضوع الرهائن، موضوع إنساني، وأذكّر إسرائيل بأنّ أي اتفاق لا يمكن أن يحصل بالافراج عن الرهائن إلاّ بالافراج عن السجناء الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
تاسعاً: عدّد نصرالله 4 أسباب تسببت بالحرب:
– ما يعانيه السجناء الفلسطينيون داخل السجون الاسرائيلية.
– الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى.
– اعتداءات الجيش الاسرائيلي المتواصلة على الفلسطينيين.
– ازدياد المستوطنات الاسرائيلية على حساب مساكن الفلسطينيين.
عاشراً: لقد اعترف السيّد حسن أنّ الفلسطينيين لم ينتصروا بعد بالضربة القاضية، لكنهم ينتصرون بالنقاط، في كل جولة من جولاتهم.
وأخيراً… لقد استطاع السيّد حسن، إقناع مستمعيه بالعنف اللامحدود الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين، حتى فاق عدد القتلى العشرة آلاف شهيد حتى الآن حوالى 40% من بينهم هم من الأطفال. ناهيك عن قتله المتعمّد لرجال الاعلام والصحافيين، نذكر منهم غفران هارون وراسنة في مخيم العروب في مدينة الخليل، وشيرين أبو عاقلة في مدينة جنين، ويوسف أبو حسين في غزة، وأحمد أبو حسين في جباليا.
لقد قتل الاحتلال حوالى 55 صحافياً منذ عام 2000، ولن ننسى مقتل الصحافي عصام عبدالله وجرح كل من كارمن جوخدار وإيلي براخيا بواسطة طائرة أباتشي الاسرائيلية.
إضافة إلى كل هذا ترك الجيش الاسرائيلي بصماته الإجرامية على المستشفيات كالمستشفى المعمداني، وأمس مدخل مستشفى الشفاء، وهدم الأماكن الدينية الاسلامية والمسيحية ككنيسة برفيريوس الارثوذكسية التي بنيت في القرن الخامس الميلادي.
باختصار شديد، كلمة السيّد حسن بيّنت أهداف إسرائيل الارهابية… وكأنّ السيّد حسن يقول: أين أنتم؟ إنها فلسطين يا عالم.