ميقاتي يجول لتثبيت تحييد لبنان
الراعي يرفض إسقاط قائد الجيش
بعد اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاولى بعد «طوفان الاقصى» وتأكيده ان لا حرب الآن والجنوب جبهة مساندة فقط، ولا قرار ايرانيا بالدخول في المواجهة الكبرى رغم حجم الدمار والدماء التي تسيل في غزة. خف الى حد كبير، التشنج الذي عاشه لبنان الرسمي والشعبي منذ اسبوع تقريبا. وترافق هذا التبريد النسبي، مع مواصلة الاتصالات لتثبيت واقع ابقاء لبنان بعيدا من سيناريو «التصعيد الكبير». في السياق، تنقل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بين الاردن ومصر ولفت اجتماع ضمه الى وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن في عمان ، شارك فيه سفير لبنان في الاردن يوسف اميل رجي، مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف ونائب رئيس موظفي وزارة الخارجية توم سوليفان.
كما زار ميقاتي مصر حيث التقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي ليعود الى عمان ويلتقي الملك عبد الله الثاني.
لوقف النار
وأكد ميقاتي خلال الاجتماع «أولوية العمل للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الارض المحروقة التي تتبعها اسرائيل باستخدام الاسلحة المحرّمة دوليا للامعان في احداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية». وشدد على»أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الاسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته برا وبحرا وجوا».
ايران تنأى بنفسها
في الداخل، بقيت كلمة نصرالله مدار اخذ ورد. فقد اكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني ان اطلالة نصرالله لم تحمل تطميناً للبنانيين بعدم الدخول في الحرب بل تأكيداً أن «الحزب» دخل الحرب جنوباً منذ اليوم الثاني للعملية ولو تحت لواء «قواعد الاشتباك». تابع «إيران و»وحزب الله» عبر تأكيدهما عدم المعرفة بعملية «طوفان الاقصى» مسبقاً يحاولان النأي بأنفسهما عن تبعات الحرب في غزة. مواقف السيد نصرالله تظهر اولاً أن الدولة ضعيفة وهو من يقرّر عنها وتضع لبنان ثانياً في دائرة الخطر وهو غير قادر على تحمّله. فلا مقومات إقتصادية او مالية تساعده على تحمل أعباء اي مواجهات عسكرية. «الحزب» يقول من خلال كلام امينه العام انه هو من يحدّد الارباح والخسائر وكذلك التضحيات المطلوبة وليس الدولة اللبنانية والشعب اللبناني. هذا أخطر ما في الامر». كما شدّد حاصباني على انه «يفهم من كلام السيد نصرالله ان القرار في ايران واللافت انه لم يتوقف عند الوضع المتأزّم في لبنان ولم يتحدث عند تجنيبه مخاطر غير ضرورية حالياً».
استنزاف العدو
في المقابل، كرر عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، موقف نصرالله موضحا أنّ «المقاومة الإسلامية بعملياتها المتواصلة، استطاعت أن تستنزف العدو الإسرائيلي على طول الحدود، وأن تُجبر المستوطنين على الجلاء عن بيوتهم ومستوطناتهم، وأن تدمر خلال أيام منظومة الرصد والتجسس التي بناها العدو على مدى خمسين عاماً، والتي تراقب المنطقة وصولاً إلى سوريا والعراق وإيران».
عودة الراعي
داخليا ، التقى البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي وامس، قائد الجيش العماد جوزاف عون في الصرح البطريركي في بكركي. واكد في عظة الاحد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ، معتبرا ان الكلام عن اسقاط قائد الجيش امر معيب.
ومن جهته، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: «زرت ليلاً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وهنأته بسلامة العودة واطلعته على الجولة التشاورية التي قمت بها وعلى نتائجها، وأكّدت للبطريرك استعدادنا للالتزام بميثاق شرف لدعم أي رئيس جمهورية يتم انتخابه بجلسة انتخاب مفتوحة، في حال لم يتمّ التوافق قريباً على اسم جامع، اذا كان هذا الامر يساعد بإنهاء الفراغ ووقف تحلّل الدولة. توافقنا على انّه من واجب مجلس النواب انهاء الفراغ الرئاسي بسرعة وبحسب الدستور».