أسبوع التسابق بين تزايد التدمير وقمم الدبلوماسية والمساعدات
دبلوماسية القوة الأميركية: «أوهايو» إلى المنطقة.. رسائل مع طهران.. وقمتان في الرياض
في اليوم الـ31 من الحرب الهمجية على غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة مجازره المروعة بحق المدنيين والأطفال الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم الذي لا يحرك ساكنا لانقاذ ما تبقى من قانون دولي وشرعة حقوق الإنسان. ويرى مراقبون أن الأسبوع الجاري يأتي في إطار التسابق بين المزيد من التدمير المنهجي لغزة أو إعلان اتفاق حول وقف مؤقت لإطلاق النار مع ما يرافق ذلك من قمم دبلوماسية منها القمة العربية الطارئة في الرياض في 11 الجاري وقمة منظمة التعاون الإسلامي في 12 الجاري في الرياض أيضا إضافة إلى مؤتمرات لمساعدة الفلسطينيين المنكوبين بعد إعلان فرنسا عن استضافتها مؤتمرا إنسانيا دوليا لصالح السكان المدنيين في غزة في التاسع من الجاري لتنسيق إدخال المساعدات لقطاع غزة المحاصر. وبينما يزداد الصلف الإسرائيلي لارتكاب إبادة صريحة بحق الشعب الفلسطيني المحاصر تستمر الولايات المتحدة الأميركية في سياسة التغطية على الجرائم الإسرائيلية وتهديد دول الجوار بحال فتحت جبهات أخرى ضد إسرائيل نصرة للفلسطينيين.
وفي حدث نادر يكشف عن حجم الفشل الإسرائيلي العسكري والاستخباري على أرض الميدان وصلت أكبر غواصة نووية أميركية إلى الشرق الأوسط أمس بعدما عبرت قناة السويس متجهة إلى قرب إسرائيل. وقالت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” إن الغواصة النووية من فئة “يو إس إس أوهايو” وصلت إلى مركز عملياتها في منطقة الشرق الأوسط، لتنضم إلى حاملتي الطائرات الأميركيتين “جيرالد فورد” و”دوايت دي أيزنهاور”.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أمس أنّ الغواصة النووية، موجودة في الشرق الأوسط للمساعدة في منع تفاقم الحرب بين إسرائيل و«حماس» واتساع نطاقها.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، نشرت القيادة المركزية الأميركية صورة للغواصة على منصة «إكس»، حيث ظهرت وهي تعبر قناة السويس.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر للصحافيين، إنّها «الآن في منطقة عمليات الأسطول الخامس»، في إشارة إلى المنطقة التي تشمل الخليج والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي.
وأضاف: «ما تفعله هذه (الغواصة)… هو تقديم دعم لجهود الردع التي نقوم بها في المنطقة»، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.
ووفق صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” وشبكة “سي إن إن” الأميركية، فإن اعتراف الولايات المتحدة بموقع غواصة نووية يعد أمراً نادرًا للغاية لأنها تمثل جزءاً مما يسمى “الثالوث النووي” الأميركي للأسلحة الذرية، والذي يتضمن أيضاً صواريخ باليستية أرضية وقنابل نووية على متن قاذفات استراتيجية. ويرى مراقبون أن هذا الإعلان النادر هو رسالة ردع موجهة بوضوح إلى الخصوم الإقليميين وعلى رأسهم إيران ووكلاؤها في المنطقة. وتعتبر الغواصة “أوهايو” إحدى أكثر الأسلحة الأميركية رعبا إن لم تكن أكثرها التي تجوب المحيط الهادئ. وهي ضمن الغواصات الضخمة التابعة للبحرية الأميركية التي تستخدم للردع النووي حيث يمكنها القضاء على 24 مدينة من خريطة العالم في أقل من دقيقة.
وفي موازاة التهديدات الأميركية لشد أزر العدو وتجنيبه حربا على مختلف الجبهات قال المتحدث بالبيت الأبيض جون كيربي إن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا أمس إمكانية إعلان “توقفات تكتيكية” للضربات على غزة.
وأضاف أن بايدن ونتنياهو ناقشا أيضا الوضع في الضفة الغربية والحاجة لمحاسبة المستوطنين المتطرفين على عنفهم.
وتوقع كيربي خروج المزيد من الأميركيين من غزة مع استمرار دخول المساعدات إلى القطاع.
وقال كيربي أن بايدن أكد لنتنياهو ضرورة حماية المدنيين في غزة ودخول المساعدات بشكل أكبر مضيفا إن واشنطن أبلغت الإسرائيليين أنه ينبغي أن تكون عملياتهم ضد حركة حماس سريعة وحاسمة ومميتة.
وقال البيت الأبيض إنه طالب الإسرائيليين “بتقليل الخسائر في صفوف المدنيين وأن يكونوا حذرين”، مضيفا “ندعم هدنا إنسانية مؤقتة وذات رقعة جغرافية محدودة في غزة، وينبغي تجنب المدنيين وإرسال المزيد من شاحنات المساعدات لغزة”.
وكان مسؤول إسرائيلي قد كشف في وقت سابق عن توقعات بأن تطلب أميركا وقفا لإطلاق النار في غزة خلال 10 أيام، وفق ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
كما قال “نتنياهو يواجه ضغوطا أميركية للحد من القتال في غزة”.
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن بايدن ونتنياهو تحدثا عن وقف إنساني للحرب في غزة.
وفي السياق قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للتلفزيون الرسمي أمس إن الولايات المتحدة بعثت برسالة إلى إيران في الأيام الثلاثة الماضية تقول فيها إنها تسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف “لكننا على أرض الواقع لم نر سوى دعمهم للإبادة الجماعية في غزة”.
يأتي ذلك بينما بدأ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، ويليام بيرنز، جولة مركزة في الشرق الأوسط تشمل إسرائيل ودول عربية، مستهدفًا بالأساس إجراء محادثات مع عدد من القادة ومسؤولي الاستخبارات في تلك الدول.
ويرى مراقبون أن 3 عناوين بارزة ستتصدر جدول أعمال بيرنز هي إطلاق سراح الرهائن لدى حماس، وفرض هدنة إنسانية في القطاع وتجنب نشوب حرب إقليمية.
وتعد زيارة بيرنز المحطة الأولى في رحلة متعددة البلدان في المنطقة، وفقا لمسؤولين أميركيين تحدثوا لصحيفة “فايننشال تايمز”.
من جهته أفاد موقع أكسيوس الأميركي، أن مدير “سي آي إيه” وصل إلى إسرائيل أمس الأول ويعتزم السفر إلى دول أخرى في المنطقة بينها “قطر ومصر” للقاء مسؤولين استخباراتيين وقادة دول.
وبينما تزداد المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط ودخول أطراف أخرى في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إن قوات سلاح الجو تستطيع الوصول إلى كل مكان في الشرق الأوسط.
وأوضح خلال زيارته مقر سرب “أدير” لمقاتلات إف 35: “هذه القاعدة قادرة على الوصول إلى كل مكان في الشرق الأوسط”
وأضاف هاليفي أنه منذ شهر “نشهد حربًا نسدد خلالها ضربات قاسية للغاية لحماس، ونضرب القيادة الحمساوية، ونضرب القادة، ونضرب المخربين، وندمر البنى التحتية التابعة لحماس في غزة، ونكون على أهبة الاستعداد بشكل مستمر للتعامل مع مناطق أخرى”.
من جهتها نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخطط لنقل قنابل دقيقة التوجيه إلى إسرائيل بقيمة 320 مليون دولار.
وأمس نددت الولايات المتحدة بالتصريحات “غير المقبولة على الإطلاق” التي أدلى بها وزير إسرائيلي بدا وكأنه يعبر عن قبوله لفكرة قيام إسرائيل بتنفيذ ضربة نووية على غزة.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل في مؤتمر صحفي “ما زلنا نعتقد أنه من المهم لجميع أطراف هذا الصراع الامتناع عن خطاب الكراهية”.
وبعد أكثر من شهر على الحرب الوحشية على غزة أحصت وزارة الصحة في غزة 10022 شهيدا منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وأكدت أن 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية 24 مجزرة كبرى راح ضحيتها 243 شهيدا.
وقالت الوزارة أن جيش الاحتلال ارتكب قبل قليل مجزرة جديدة بحي المغازي وسط القطاع مضيفة أن 200 شخص على الأقل استشهدوا في القصف الإسرائيلي المكثف الذي نفذته القوات الإسرائيلية خلال اللية الماضية على قطاع غزة.
وأضافت في رسالة لوسائل الإعلام: «أكثر من 200 شهيد بمجازر ليلية»، موضحة أن هذه الحصيلة تشمل مدينة غزة وشمال القطاع فقط، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهتها قدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس عدد المدنيين الذين استشهدوا في غزة بالآلاف، لكنها لم تقدم رقماً محدداً.
وقال البريجادير جنرال باتريك رايدر المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين: «فيما يتعلق بالخسائر في صفوف المدنيين بغزة… نعلم أن الأعداد بالآلاف».
ميدانيا واصلت المقاومة التصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة، وكبّدتها المزيد من الخسائر في الأرواح والآليات والدبابات.
ونشرت كتائب القسام مشاهد لتدمير آليات إسرائيلية، في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أن خسائره منذ السابع من تشرين الأول الماضي، ارتفعت إلى 341 قتيلا و260 مصابا، وأن عدد الجنود الذين قتلوا في المعارك البرية بغزة بلغ 30.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أمس عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن يوآف غالانت وافق على خطط إضافية للعملية البرية في غزة.
في المقابل قال الجيش الإسرائيلي إن غاراته الجوية استهدفت 450 هدفاً في آخر 24 ساعة، وإنه سيطر على موقع لـ«حماس»، وزعم مقتل عدد من مقاتلي الحركة في الأهداف التي هاجمها، وتشمل مجمعات عسكرية ونقاط مراقبة ومواقع إطلاق قذائف مضادة للدبابات وغيرها.
كما زعم إنه تمكن من قتل عدد من القادة الميدانيين في «حماس» من بينهم جمال موسى المسؤول عن الأمن الخاص في حركة «حماس». لكن هذه المزاعم لم يجر التحقق منها، ولم تعلن الحركة عن مقتل أحد من قياداتها.
ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، أمس من تبقى من مدنيين إلى مغادرة شمال القطاع، مضيفا أن هذا سيسمح للقوات الإسرائيلية «بتفكيك حماس معقلا بعد آخر حتى نحقّق هدفنا النهائي المتمثل بتحرير قطاع غزة برمته من حماس».
في الأثناء وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش غزة بأنها أصبحت «مقبرة للأطفال»، مطلقاً النداء من أجل «وقف إنساني فوري» لإطلاق النار داعياً إلى جمع 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون من الفلسطينيين في غزة، ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وقال غوتيريش للصحافيين في المقر الرئيسي للمنظمة الدولية في نيويورك، إن «الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة إنسانية. إنها أزمة للإنسانية»، مضيفاً أن «الصراع المحتدم يهز العالم، ويهز المنطقة».
وأكد أن «لا أحد في أمان» بسبب العمليات البرية للقوات الإسرائيلية والقصف المتواصل الذي «يضرب المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومرافق الأمم المتحدة – بما في ذلك الملاجئ»
إلى ذلك عبر غوتيريش عن «قلق بالغ من تصاعد العنف واتساع نطاق الصراع»، مضيفاً أن «الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وصلت إلى نقطة الغليان».
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أمس استشهاد 5 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: «3 شهداء وإصابة حرجة وصلوا إلى مستشفى طولكرم الحكومي».
وفي القدس الشرقية المحتلة أُصيبت جندية إسرائيلية بجروح خطيرة بعد تعرضها للطعن، أمام مركز للشرطة قرب باب العامود، وفق ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية.
وجاء في بيان الشرطة: «وصل إرهابي مسلَّح بسكّين إلى مركز شرطة شاليم وطعن جندية… قام حرس الحدود بتحييد الإرهابي بإطلاق النار»، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
في الأثناء دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى إقامة مناطق أمنية حول المستوطنات في الضفة لإبعاد المزارعين الفلسطينيين خلال موسم حصاد الزيتون.
وكتب سموتريتش رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت طالبهما فيها بإقامة مناطق خاصة حول المستوطنات لمنع الفلسطينيين من الاقتراب “بما يشمل موسم حصاد الزيتون”.
وقال سموتريتش إن الهجوم الذي شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل قدم دروسا للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
إلى ذلك اعتقل الجيش الإسرائيلي الناشطة الفلسطينية عهد التميمي (22 عاماً)، صباح أمس خلال عملية دهم في الضفة بتهمة «التحريض على الإرهاب».
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أوقفت عهد التميمي للاشتباه بتحريضها على العنف ونشاطات إرهابية في بلدة النبي صالح. أحيلت التميمي على قوات الأمن الإسرائيلية لمزيد من الاستجواب»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ميدانيا أيضا وفي جبهات أخرى قالت فصائل عراقية مسلحة، أمس إنها استهدفت 4 قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا بـ6 هجمات.
وأضافت «المقاومة الإسلامية في العراق» أنها استهدفت قاعدة عين الأسد في غرب العراق بثلاث هجمات، كما نفذت هجمات على قاعدة أميركية قرب مطار أربيل بشمال العراق، وقاعدتي تل البيدر بشمال سوريا والتنف بجنوب سوريا.
من جانبها أعلنت جماعة الحوثي المتمردة في اليمن، إطلاق دفعة جديدة من الطائرات المسيرة ضد أهداف حساسة داخل إسرائيل.
وقال البيان إن أهداف الطائرات المسيرة كانت “متنوعة وحساسة” وأدت إلى توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة لساعات، وفق ما نقلته “رويترز”.
سياسيا تعقد منظمة التعاون الإسلامي قمة إسلامية طارئة بناء على دعوة السعودية، بصفتها رئيس القمة الإسلامية الحالية، وذلك الأحد المقبل، في الرياض، لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني.
وفي عمان حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس من التدهور الخطير في غزة والوصول إلى مرحلة “اللاعودة” والانزلاق نحو حرب إقليمية”.
وجدد الدعوة للعمل للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين، محذرا من توسع دائرة الصراع إلى الضفة الغربية وتفجر الأوضاع في القدس.
إلى ذلك أعلن العاهل الأردني عن إنزال جوي “لمساعدات طبية عاجلة” مخصصة لمستشفى ميداني أردني في غزة أمس.وكتب الملك على منصة إكس (تويتر سابقا) “تمكن نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة في منتصف هذه الليلة (أمس) من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة”، مضيفا “هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة”.
وأوضح ناطق باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس في وقت لاحق إن إنزال المساعدات الطبية جوا إلى غزة الذي أعلنه الأردن خلال الليل، تم “بالتنسيق” مع الجيش الإسرائيلي.