مئات الآلاف يتجمعون وسط لندن تحضيراً لتظاهرة الدعم للقضية الفلسطينية..
تجمّع مئات الآلاف من المحتجين في وسط لندن اليوم السبت، في مسيرة مؤيدة للقضية الفلسطينية يتوقع أن تكون الأضخم في تاريخ بريطانيا، رغم تقييد حركة التنقل والمواصلات تزامناً معها، بينما أطلقت الشرطة عملية أمنية كبيرة تخللها توقيف 82 يمينياً خرجوا ضمن حشد مضاد، واشتبك بعضهم مع عناصر الشرطة في وقت سابق اليوم.
ومن المتوقع أن ينضم مئات الآلاف من المتظاهرين إلى المسيرة، رفضاً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وقالت شرطة العاصمة لندن إنها أوقفت عددا من مثيري الشغب، بحوزتهم سكاكين وعصيّ، وكانوا ينوون الاشتباك مع التظاهرات المؤيدة لفلسطين. وأضافت أن رجال الشرطة واجهوا أعمال عنف غير مقبولة، بما في ذلك قيام هؤلاء الأشخاص بإلقاء المقذوفات والحواجز المعدنية، مشيرة إلى أنهم “كانوا عازمين فقط على مواجهة ضباط الشرطة”.
وقال رئيس العمليات في شرطة لندن، لورانس تايلور، في وقت سابق، إن التظاهرة المضادة ستتضمن على الأرجح مشجعين لكرة القدم من مثيري الشغب المعروفين باسم الهوليغنز، وأن “من المرجح” أن تستخدم الشرطة القوة في مرحلةٍ ما ضد “جيوب من المواجهات”.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن رئيس مجموعة “رابطة الدفاع الإنكليزية” اليمينية المتطرفة، تومي روبنسون، كان من المشاركين في التظاهرة المضادة.
و”المسيرة الوطنية من أجل فلسطين” هي الرابعة التي تُنظَّم في العاصمة البريطانية منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ويسعى المنظمون إلى مشاركة مليونية، على غرار التظاهرة المناهضة للحرب على العراق في 2003، والتي كانت الأكبر في التاريخ البريطاني.
وأعلنت أكبر النقابات العمالية البريطانية مشاركتها في التظاهرة اليوم السبت، منها نقابة السكك الحديدية الوطنية، ونقابة التعليم الوطنية، ونقابة رجال الإطفاء الوطنية. وقال بيان مشترك لقادة النقابات إنهم يريدون إرسال رسالة قوية إلى الحكومتين، البريطانية والأميركية، “اللتين تدعمان إسرائيل سياسياً وعسكرياً”، بأنهم يرفضون الصمت عن “الظلم والاضطهاد اللذين يتعرض لهما الفلسطينيون، وينضمون إلى الملايين من البريطانيين الذين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية، ويطالبون بوقف النار والعدوان على غزة”.
وسيتحدث في التظاهرة جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال السابق، والممثلتان جولييت ستيفنسون وماكسين بيك، ورئيس البعثة الفلسطينية إلى المملكة المتحدة حسام زملط، وآخرون.
ولا تزال الاستقالات في حزب العمال البريطاني مستمرة بسبب موقف الحزب وزعيمه حيال الحرب على غزة، إذ استقال النائب عمران حسين احتجاجاً على موقف زعيم الحزب كير ستارمر، الذي رفض دعوات للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة. ويمثل عمران حسين دائرته الانتخابية في شمال إنكلترا، التي تضم عدداً كبيراً من المسلمين.
وفي هذا السياق، وقّع 45 عالماً مسلماً في بريطانيا على بيان يدين دعم الحكومة البريطانية لإسرائيل، ويدعو الدول الإسلامية إلى إرسال جيوشها من أجل وقف الإبادة الجماعية في فلسطين. وانتقد العلماء المسلمون الحكومة البريطانية، وقالوا: “عارٌ على حكومة المحافظين الاستمرار في تقديم الدعم الدبلوماسي والعسكري لنظام الفصل العنصري في إسرائيل، الذي يستمر في ارتكاب مزيد من المجازر”.
ودعا العلماء، الحكومة البريطانية، إلى وصف إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري، ودعوا السياسيين المسلمين إلى حثّ زعماء الأحزاب على المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وناشد العلماء، جميع الحكومات في الدول الإسلامية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وتجميد جميع الأنشطة التجارية معها، وفرض حظر نفطي عليها. وأكدوا أيضاً حق الشعب البريطاني في تنظيم التظاهرات السلمية نصرةً لفلسطين.