الهدنة في غزة تكشف عن جرائم مروعة ارتكبها الاحتلال
عثر فلسطينيون، الجمعة، على عشرات الجثث في “شارع الرشيد” بمدينة غزة، أثناء عودتهم لمنازلهم مع بدء الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس.
وأفاد شهود عيان، بأنهم أثناء عودتهم لتفقد منازلهم بالمناطق الغربية لمدينة غزة، عثروا على جثث لعشرات الفلسطينيين الذين قتلهم جيش الاحتلال على شارع “الرشيد” غربي المدينة.
وأوضح الشهود أن الجثث كانت متحللة، ما يشير إلى مقتلهم قبل عدة أسابيع أثناء حركة النزوح من مدينة غزة إلى جنوب القطاع.
وأقدم الجيش الإسرائيلي على استهداف النازحين الفلسطينيين، وارتكب العديد من المجازر في الجنوب، بالتزامن مع ترويجه أن الجنوب “منطقة آمنة” لإجبار العدد الأكبر من أهالي الشمال على مغادرته.
ومع بدء الهدنة في السابعة صباحا امتلأت شوارع قطاع غزة بالسكان بعد أن بقيت الحركة طوال فترة أيام الحرب السابقة والطويلة مقتصرة على الخروج الاضطراري إما للتسوق أو العلاج أو غيرها من الضروريات.
وكانت الأغلبية من السكان قد خرجوا لزيارة أقارب وأصدقاء لهم، حرموا من رؤيتهم على مدار أيام الحرب، من بينهم أقارب من الدرجة الأولى، فيما قام آخرون بزيارات لمنازل الضحايا من الأهل والأصدقاء لتقديم العزاء في استشهاد أفراد من أسرهم، كما عجّت الشوارع أيضاً بالمارة الذين تفقدوا الدمار والخراب الهائل الذي أحدثته الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي.
وعلت الدهشة وجوه المتجولين من حجم الدمار والخراب الذي لحق بمناطق سكنهم، إذ لم يكن طوال أيام الحرب السابقة التي استمرت فيها الغارات الجوية الإسرائيلية على مدار 48 يوماً، يرى السكان إلا ما يحيط بمناطق سكنهم من غارات ودمار، وتلك التي تكون في طريقهم للأسواق، أو بعض الأماكن التي اضطروا لزيارتها، مثل العيادات الطبية.
ولوحظ خروج الأطفال أيضاً للشوارع بهدف اللعب، بعدما ظلت حركتهم، طوال الفترة الماضية، مقتصرة بشكل كبير داخل المنازل، إذ كان الأهالي يخشون عليهم من شظايا القصف والغارات، رغم أن غالبية العدد الكبير من شهداء الحرب كانوا من الأطفال، الذين قضوا تحت ركام منازلهم المدمرة، فيما لا يزال هناك آخرون كثر تحت الركام.