اتهام دو فيلبان «بمعاداة السامية» لحديثه عن «مال مهيمن على الإعلام والفن في الغرب»
يشن اللوبي الصهيوني واليمين الموالي له في فرنسا حملة ضد رئيس الوزراء، ووزير الخارجية الأسبق دومينيك دو فيلبان بسبب تصريحات تتحدث عن خنق حرية التعبير في الغرب بسبب سيطرة المال على الإعلام وعالم الثقافة والفن، وكذلك بسبب مواقفه وتصريحاته التي تتخللها مصطلحات مثل «الأبرتهايد» في وصف ممارسات إسرائيل.
ومنذ عملية «طوفان الأقصى»، برز دو فيلبان بشكل كبير في وسائل الإعلام محذّرا من خطورة الأوضاع التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط، والعالم في حالة استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية التي وصفها «بالوحشية». ورغم أنه ندد بحركة حماس، لكن تركيزه كان أكبر على إسرائيل بحكم أنها دولة وليست حركة، وطالبها في عدد من البرامج الاعلامية باحترام القانون الدولي ووقف تقتيل الأطفال والمدنيين. واستعمل دو فيلبان عددا من المصطلحات مثل «الأبارتهايد» و»حرب الإبادة» و»حرب انتقامية»، ونبه إلى أن حرب الانتقام لن تجلب السلام والأمن لإسرائيل، الأمر الذي زاد من هجمات اللوبي الصهيوني ضده في فرنسا.
وكان المنعطف منتصف الأسبوع الماضي عندما شارك في برنامج تلفزيوني في قناة TCM حول هيمنة المال على حرية تعبير فنانين من ممثلين ومغنيين، بل وحتى عارضات الأزياء مثل حالة الفلسطينية بيلا حديد التي استشهد بها وكذلك الممثلة سوزان سارندون، حيث أكد أن كل فنان يبدي تعاطفا مع الفلسطينيين في هوليوود يتم وقف التعاقد معه وأن الفنانين لا يستطيعون الإعراب عن مواقفهم. وتأسف أن «هذا بدأ ينتقل الى فرنسا». كما تحدث دو فيلبان عن «هيمنة المال» على قطاع الإعلام دون أي ذكر لـ « اليهود أو المال اليهودي».
ومباشرة بعد هذا التصريح، بدأت آلة شيطنة دو فيلبان واتهامه بمعاداة السامية، وأقدم عدد من الاعلاميين والسياسيين، كان أولهم الوزير السابق جاك أتالي، باتهامه بأنه كان يلمح إلى «هيمنة اليهود» على وسائل الإعلام وعالم الثقافة والفن. وذهبت قناة BFMTV الإخبارية إلى «الكذب» واتهامه بأنه ذكر حرفيا « المال اليهودي»، مع أنه لم يقل ذلك أبدا. وقد قامت القناة بعدها بإصدار بيان تراجعت فيه عن ادعائها، لكنها لم تعتذر. وتنتمي هذه القناة الى مجموعة «ألتيس» التي تضم عدة وسائل إعلام، ويملكها رجل الأعمال الإسرائيلي باتريك دراهي، المولود في المغرب، والذي تنازل عن جنسيته الفرنسية. ويمتلك دراهي القناة الإسرائيلية إي 24، التي تبث بثلاث لغات العربية، والفرنسية، والإنكليزية.