إسرائيل تلعب بأمن المنطقة.. العودة إلى حرب الإبادة في غزة
في اليوم الـ56 من الحرب على غزة، عادت إسرائيل للعب بأمن المنطقة بعدما استأنفت صباح أمس عدوانها الهمجي بعد انتهاء هدنة دامت أسبوعا، وشنت طائراتها غارات وحشية ضد المدنيين على أنحاء مختلفة من القطاع، ما أدى إلى استشهاد 110 وإصابة مئات خلال بضع ساعات.
وأعلنت المقاومة الفلسطينية أنها تخوض اشتباكات في محاور عدة، ووجّهت ضربات صاروخية لمناطق إسرائيلية بينها تل أبيب وأسدود وغلاف غزة.
سياسيا وبعد انتهاء الهدنة التي تم خلالها تبادل 7 دفعات من الأسرى، قال البيت الأبيض، إنه يسعى لاستئنافها، في حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت أن قواتهما ستواصل العمليات العسكرية حتى تحقق أهدافها المعلنة.
ومنذ صباح امس بدأ القصف الإسرائيلي على قطاع غزة موقعا مزيدا من الشهداء والجرحى.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة في بيان إن حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزةارتفعت “منذ انتهاء الهدنة صباح هذا اليوم الى 110شهداء ومئات الجرحى حتى اللحظة”.
وقال صحافيون إن الجرحى يتدفقون على المستشفيات المكتظة، بينما يقوم السكان بالتبرع بدمائهم.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف “أكثر من 200 هدف إرهابي” في القطاع.
ومع بدء الضربات، باشر آلاف سكان قطاع غزة العودة إلى المستشفيات والمدارس التي أصبحت ملجأ للنازحين في القطاع المحاصر.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان امس إن إسرائيل تتحمل مسؤولية “استئناف الحرب والعدوان” على قطاع غزة “بعد رفضه طوال الليل التعاطي مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين”.
وكان نتنياهو اتهم حماس “بانتهاك الاتفاق” وب”إطلاق صواريخ” باتجاه الدولة العبرية.
ونشر الجيش الإسرائيلي امس خريطة لما أسماها “مناطق الإخلاء” في قطاع غزة التي يفترض بالسكان إخلاءها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة، وطلب أميركي بتجنب استهداف المدنيين.
وتقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية قطاع غزة إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.
وقال جيش الاحتلال إن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من “إخلاء أماكن محددة حفاظا على سلامتهم إذا لزم الأمر”.
وتمّ إرسال تحذيرات عبر رسائل نصية قصيرة إلى سكان في مناطق متعددة من قطاع غزة أمس تحذّر أن الجيش سيبدأ “هجومًا عسكريًا ساحقًا على منطقة سكنك بهدف القضاء على منظمة حماس الإرهابية”.
وحثت الرسالة الناس على التحرك الفوري.
ونددت السلطة الفلسطينية على لسان المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة ما وصفته ب”استمرار جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ومحاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية”.
ورغم استئناف القتال، أكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان امس “أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة”، داعية “الأسرة الدولية إلى “سرعة التحرك لوقف القتال”.
كما أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تواصل العمل لتمديد الهدنة الإنسانية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي “نواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر على الجهود لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة”.
وأضاف “لم تقدّم حماس حتى الآن قائمة بأسماء الرهائن من شأنها أن تسمح بتمديد الهدنة”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “أسفه العميق” لاستئناف القتال، معربا عن آمله “بالتمكن من تجديد الهدنة. استئناف العمليات العسكرية يظهر أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني فعلي”.
في غضون ذلك تقطعت السبل بشاحنات المساعدات بالقرب من الحدود المصرية مع غزة ويتوقع سائقو الشاحنات مزيدا من التأخير في عمليات تسليم المساعدات التي ارتفعت وتيرتها خلال هدنة استمرت أسبوعا.
وقال السائق صالح عبادة الذي ينتظر دخول المعبر للتفتيش منذ ثمانية أيام إن القصف مستمر منذ السابعة صباحا، مضيفا “هناك طائرات ومدفعية ولم نتحرك”.
وقالت مصادر أمنية مصرية ومسؤول في الهلال الأحمر إن شاحنات الوقود والمساعدات توقفت عن الدخول إلى قطاع غزة من مصر.
ووصف مسؤولون في الأمم المتحدة استئناف القتال بأنه “كارثي” وقالوا إن استمرار إيصال المساعدات أصبح موضع شك.
في ردود الفعل والمواقف، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه اجتمع مع مسؤولين من دول عربية وبحث مستقبل قطاع غزة.
وذكر بلينكن أن محادثات امس ركزت على الوضع الحالي في غزة وكيفية إحلال “سلام دائم وآمن” وذلك قبل استقلال طائرته في ختام ثالث زيارة للمنطقة منذ وقوع هجوم حماس في السابع من تشرين الأول.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن اجتمع مع وزراء خارجية قطر والإمارات ومصر والأردن والبحرين بالإضافة إلى ممثلين للسلطة الفلسطينية على هامش مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة كوب28 في دبي.
من جهة أخرى قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت إسرائيل بأن واشنطن ستفرض في الأسابيع القليلة المقبلة حظرا على تأشيرات دخول المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين الذين ينفذون أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي وأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية خلال اجتماع معهم بأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءاتها الخاصة بحق عدد لم يكشف عنه من الأفراد.