الدولار الأميركي: خير الكلام ما قل ودل! التوقّعات ابتداءّ من تشرين الثاني 2023 إلى نهاية العام

الدولار الأميركي: خير الكلام ما قل ودل! التوقّعات ابتداءّ من تشرين الثاني 2023 إلى نهاية العام

سيرتفع زوج EURUSD بقوة حيث مازال المستثمرون يتوقعون تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو التيسير النقدي. ولكن ألا تعتبر هذه مبالغة في رد فعل الزوج؟ فلنناقش هذا الموضوع ونضع خطة للتداول.
التوقعات الأساسية
لماذا يتراجع الدولار الأميركي بهذه السرعة؟ هناك ثلاثة أسباب رئيسية: أولا، بعد صدور تقرير مؤشر التضخم الأميركي لشهر أكتوبر، فقد المستثمرون الأمل في رفع معدل الأموال الفيدرالية وتوقعوا خفضه في عام 2023. ثانيا، الاقتصاد الأميركي يتراجع مما يحرم الدولار الأميركي من ميزة الهيمنة الأميركية. وثالثا، يشير ارتفاع أسواق الأسهم إلى ارتفاع الرغبة العالمية في المخاطرة مما يؤدي لارتفاع زوج EURUSD
وتتوقع سوق المشتقات حاليا خفض معدل الأموال الفيدرالية بمقدار 100 نقطة أساس ليصل إلى 4.5% قبيل نهاية عام 2024. ولكن عقب صدور التقرير الضعيف لمؤشر مبيعات التجزئة البريطاني ومؤشر الإنتاج الصناعي الأوروبي، فتتوقع سوق المشتقات خفض تكاليف الاقتراض من قبل البنك المركزي البريطاني والبنك المركزي الأوروبي في العام المقبل.
تحركات توقعات المستثمرين
التحول نحو التيسير النقدي مبكرا من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي يمثل مشكلة بالنسبة للدولار الأميركي حيث يتوقع المستثمرون حدوث ذلك بين مايو ومارس في حين يتوقعون حدوثه بين يوليو ويونيو 2024 بالنسبة للبنك المركزي البريطاني والبنك المركزي الأوروبي. ويبدو الاقتصاد الأميركي أقوى من الاقتصاد الأوروبي، لذا فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي قادر على تثبيت أسعار الفائدة لفترة أطول من البنك المركزي الأوروبي أو البنك المركزي البريطاني.
والأمر الآخر هو أن التقارير الأميركية المخيبة للآمال تجعل المستثمرين يتوقعون تراجع الفجوة في النمو بين الاقتصادين الأميركي والأوروبي مما ساعد دببة EURUSD على تولي السيطرة لفترة طويلة. وبعد ارتفاع مؤشر الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 4.9% في الربع الثالث، فمن المرجح أن تكون الفجوة ومؤشر الدولار الأميركي قد بلغا ذروتهما.
وبدأت الرغبة العالمية في المخاطرة في الارتفاع بعدما اتضح أن الصراع المسلح بين حماس وإسرائيل لن يمتد إلى الشرق الأوسط بأكمله، كما أن تراجع مؤشر التضخم الأميركي والأوروبي والبريطاني أدى إلى زيادة التوقعات بالتحول نحو التيسير النقدي من قبل البنوك المركزية الكبرى في حين أن التحفيز النقدي سيؤدي إلى حدوث هبوط ناعم للاقتصاد الأميركي وارتفاع مؤشرات الأسهم.
وفقا لما ذكره بنك Wells Fargo، فلن يحدث هبوط ناعم للاقتصاد الأميركي بل ربما يعاود التضخم ارتفاعه مما يجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على استئناف دورة التشديد النقدي ويؤدي إلى حدوث ركود مدفوع بتراجع الناتج المحلي الإجمالي. في حين يرى بنك Deutsche Bank أنه خلال آخر 11 دورة من دورات التشديد النقدي، كان هناك حوالي عامين في المتوسط بين أول رفع لمعدل الأموال الفيدرالية وحدوث ركود، ولكن بنك الاحتياطي الفيدرالي بدأ الدورة في مارس 2022 ، فهل سيتعرض الاقتصاد الأميركي حقا للركود قبيل ربيع عام 2024؟
الخطة الأسبوعية
لم يعد من الممكن تغيير موعد أول إجراء من إجراءات التيسير النقدي من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. لذلك، إذا تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية فسوف يتراجع زوج EURUSD بل إن عدم تمكنه من تجاوز مستوى المقاومة عند 1.094 أو تراجعه ما دون المستوى 1.089 سيزيد من احتمالية تماسك سعره ويجعل من الممكن بالنسبة للمستثمرين بيع اليورو على المدى القصير.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً