الأميركية: “توجد مناطق آمنة للفلسطينيين يمكن اللجوء إليها داخل غزة ولا يفترض أن يتم قصفها من جانب إسرائيل”.
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس إن قواته في غزة تعمل “في قلب مدينة خان يونس” للمرة الأولى مضيفا في بيان أن الجنود “وصلوا إلى وسط خان يونس وبدأوا غارات مستهدفة في قلب المدينة” بينما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن الولايات المتحدة وإسرائيل بحثا جدولا زمنيا للحرب على غزة.
من جهة أخرى أقر جيش الاحتلال الذي تتكبد قواته خسائر بشرية قاسية بمقتل ضابط آخر في معارك شمال غزة، ليرتفع عدد قتلاه من الجنود والضباط إلى 10 خلال 24 ساعة، بينما تتكشف المعلومات عن الفشل الاستخباري والميداني في شمال القطاع أمام مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
وبينما تتلاعب الولايات المتحدة بمعايير الحرب فتسخى بمد الاحتلال بالمعدات والذخائر الحربية تقتر المساعدات على الفلسطينيين تحت حجة أنها تحث إسرائيل على تجنب المدنيين ومدهم بالمساعدات؛ نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنهم يتوقعون استمرار العملية البرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة إلى شهر كانون الثاني المقبل.
يأتي ذلك فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية طوقت منزل زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار في غزة.
وأضاف في بيان مصور مسجل “قلت أمس إن قواتنا يمكن أن تصل إلى أي مكان في قطاع غزة. واليوم (أمس) تحاصر منزل السنوار. قد لا يكون متحصنا في منزله ويمكنه الهروب لكن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن نمسك به”.
من جهته قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن يحيى السنوار “غير موجود فوق الأرض وهو تحت الأرض”.
في غضون ذلك قال المندوب الفلسطيني بالأمم المتحدة رياض منصور، إن المجموعة العربية تضع اللمسات الأخيرة على مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تحت مراقبة أممية.
وأضاف في مؤتمر صحفي للمجموعة العربية بالأمم المتحدة: “ربما نستطيع أن نكمل صيغة مشروع القرار قبل نهاية اليوم (أمس) وقد نستطيع التصويت عليه قبل نهاية الأسبوع”.
من جهته رفضت وزارة الخارجية الأميركية أمس أي مقترح بشأن منطقة عازلة داخل قطاع غزة.
وقالت الخارجية الأميركية إن الحرب في غزة تشكل تهديدا للأمن الإقليمي والعالمي مشيرة إلى أنها ستعترض على أي منطقة عازلة مقترحة إذا كانت داخل حدود غزة.
ولفتت إلى ان الولايات المتحدة تتفهم أن تكون هناك فترة انتقالية بعد نهاية العمليات القتالية في غزة.
وقالت إن الولايات المتحدة لا تستطيع على الفور تحديد مدة الفترة الانتقالية بغزة بعد انتهاء الصراع مؤكدة أنه من المبكر تحديد أي حل قاطع للوضع في غزة بعد الصراع.
وتابعت الخارجية الأميركية: “توجد مناطق آمنة للفلسطينيين يمكن اللجوء إليها داخل غزة ولا يفترض أن يتم قصفها من جانب إسرائيل”.
من جهة أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أمس إن الولايات المتحدة تراجع تقريرا صادرا عن منظمة العفو الدولية أفاد بأن ذخائر أميركية تسببت في مقتل مدنيين خلال غارات جوية في غزة.
وذكر تقرير المنظمة الصادر الثلاثاء أن شظايا من ذخائر الهجوم المباشر المشترك أميركية الصنع عُثر عليها في أنقاض منازل مدمرة في وسط غزة وأدى إلى استشهاد 43 مدنيا من بينهم 19 طفلا.
وفي سياق متصل هبطت في إسرائيل، أمس الطائرة رقم 200 ضمن الجسر الجوي الأميركي، من العتاد العسكري والذخيرة الموجهة للجيش الإسرائيلي.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن “طائرة الشحن رقم 200 حطت في إسرائيل، ضمن الجسر الجوي لنقل الأسلحة الأميركية إليها منذ بداية الحرب” على قطاع غزة.
وأضافت الوزارة في بيان أن “حجم المساعدات العسكرية بلغ حتى الآن 10 آلاف طن، اشتملت على المركبات المدرعة والأسلحة ومعدات الحماية الشخصية والمعدات الطبية والذخيرة وغيرها”.
من جهة أخرى أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بإلغاء جلسة للطاقم الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل كان مقررا عقدها ليلة أمس بسبب ما قالت إنه خلاف حول السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي اليوم الـ61 من العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، واصل جيش الاحتلال هجومه البري وقصفه الجوي والمدفعي على أنحاء متفرقة من القطاع، في حين تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من تكبيده خسائر فادحة في محاور عدة، أبرزها: خان يونس حيث تدور معارك ضارية.
وفي آخر إحصاء لضحايا العدوان الإسرائيلي، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء منذ بداية الحرب إلى 16 ألفا و248، بينهم 7112 طفلا، و4885 امرأة، في حين بلغ عدد المصابين أكثر من 43 ألفا.
في المقابل أعلنت كتائب القسام أنها دمرت أمس23 آلية لجيش الاحتلال كليا أو جزئيا، وقتلت وأصابت جنودا إسرائيليين، في عمليات ضد قوات الاحتلال في خان يونس جنوبي قطاع غزة وفي بيت لاهيا شماله.
ونشرت كتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- سلسلة من البيانات عبر تطبيق تليغرام استعرضت فيها عملياتها ضد قوات الاحتلال بالقطاع.
من جانبه حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من انهيار “القطاع العام” في قطاع غزة وذلك في رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الامن شدد فيها على وجوب إعلان وقف إنساني لإطلاق النار.
وكتب غوتيريش متطرقا للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في 2017 إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى وضع “يمكن أن يعرض حفظ السلم والأمن الدوليين للخطر”.
في جبهات أخرى ذكر متحدث باسم حركة الحوثي اليمنية المتمردة في بيان إن الحركة أطلقت عدة صواريخ باليستية على مواقع عسكرية في مدينة إيلات الإسرائيلية.
وقال مسؤول دفاعي إن البحرية الأميركية أسقطت طائرة مسيرة قادمة من منطقة باليمن تسيطر عليها جماعة الحوثي صباح أمس.
ونقلت صحيفة بوليتيكو عن مسؤولين أميركيين كبار بإدارة جو بايدن أن ضرب الحوثيين خطوة خاطئة في الوقت الحالي.
من جهة أخرى قالت المقاومة الإسلامية في العراق إنها استهدفت قاعدة عين الأسد -التي تضم قوات أميركية- بواسطة طائرة مسيرة ردا على الجرائم الإسرائيلية في غزة.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مسؤول عسكري أميركي أن الهجوم لم يسفر عن إصابات أو أضرار.
في الضفة استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون واعتقل عشرات أمس خلال عمليات اقتحام جديدة نفذها جيش الاحتلال في إطار تصعيد مستمر بالتوازي مع الحرب الجارية على غزة.
وتدور مواجهات مسلحة بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة يعبد جنوب غربي جنين بشمال الضفة الغربية.
كما قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة ترقوميا غرب الخليل جنوبي الضفة الغربية.
من جهة أخرى أفادت منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية غير الحكومية أمس بأن الحكومة الإسرائيلية وافقت بشكل نهائي على بناء 1738 وحدة استيطانية في مستوطنة في جنوب شرق القدس الشرقية المحتلة.
وقالت حاغيت هوفران من المنظمة المناهضة للاستيطان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لولا الحرب لأثيرت ضجة كبيرة، إنه مشروع إشكالي للغاية بالنسبة لامتداد الدولة الفلسطينية بين جنوب الضفة الغربية والقدس الشرقية».