مجلس الأمن يصطدم برفض أميركي لإيقاف الحرب
غوتيريش: عواقب وخيمة لانهيار غزة ودائرة الحرب تتّسع
أشار نائب المندوب الروسي بالأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، في كلمته امام مجلس الامن الدولي في نيويورك، الى أن “مجلس الأمن فشل في اتخاذ قرار ملزم يتضمن مطالب للأطراف لإنهاء العنف في غزة”،لافتاً الى أن “تهجير الفلسطينيين يهدف إلى جعلهم يختارون بين مغادرة وطنهم أو الموت”.
وأشار نائب المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة روبرت وود، الى أن “حماس لا تزال تشكل تهديدا لإسرائيل وتظل مسؤولة عن غزة، ونحن ندعم بقوة السلام الدائم لكن لا نؤيد الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار”.
ولفت وود، في كلمته امام مجلس الامن الدولي في نيويورك، الى أن “الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار لن تؤدي إلا إلى زرع بذور الحرب القادمة، ونحن نسعى إلى مستقبل لا تكون حركة حماس موجودة فيه”.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مستهل اجتماع طارئ لمجلس الأمن، ان “وحشية حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعي للفلسطينيين”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال، الجمعة، إنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة وإنه لا يوجد مكان آمن في القطاع.
جاءت تصريحاته قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مطلب وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
وحذر الأمين العام من أن نظام الدعم الإنساني في قطاع غزة المحاصر يواجه “انهيارا تاما”، وسط عدد غير مسبوق من القتلى من موظفي المنظمة الدولية. وأكد أن “أكثر من 130 من موظفي الأمم المتحدة قُتلوا بالفعل في غزة”.
وقال غوتيريش إنه ستكون هناك “عواقب مدمرة” إذا فشلت شبكة المساعدات، وإذا حدث ذلك فإنه “سيؤدي إلى انهيار كامل للنظام العام في غزة”.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن مخاوفه أن “تكون العواقب مدمرة على أمن المنطقة كلها، بعدما انجذبت الضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والعراق واليمن إلى صراع غزة بدرجات متفاوتة”.
وكان مجلس الأمن الدولي، انعقد الجمعة، تحت ضغط الأمين العام للأمم المتحدة، في دعوة إلى “وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية” في قطاع غزة، في عملية تصويت غير محسومة النتائج في ظل أوضاع ديبلوماسية مشحونة.
ووجه أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر”، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.
وكتب في رسالته أنّه “مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ، أو حدّ أدنى للبقاء، أتوقع انهياراً كاملاً وشيكاً للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلاً (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة”، مجدداً دعوته إلى “وقف إطلاق نار إنساني” لتفادي “تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة”.
يطالب مشروع القرار بـ”وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية” في غزة، محذراً من “الحالة الإنسانية الكارثية في القطاع”.
وعلق المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك بالقول: “نأمل أن يأخذ مجلس الأمن بندائه”، مشيراً إلى أن الأمين العام تحدث، منذ الأربعاء، مع وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والبريطاني ديفيد كاميرون، ومع عدد من الدول العربية.
وعلى إثر رسالة غوتيريش غير المسبوقة، أعدّت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار يطرح للتصويت على مجلس الأمن، الجمعة، على ما أفادت الرئاسة الإكوادورية للمجلس.
ويطالب مشروع القرار، في نسخته الأخيرة، بـ”وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية” في غزة، محذراً من “الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة”.
كما يدعو النص المقتضب إلى “حماية المدنيين” و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن” و”ضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
غير أن نتيجة التصويت غير مضمونة، بعدما رفض مجلس الأمن، في الأسابيع التي تلت اندلاع الحرب، أربعة مشاريع قرارات.