حماس: لا عودة للرهائن إلا بشروط المقاومة.. بلينكن: لا أمن دائم لإسرائيل إلا بعد قيام دولة فلسطينية
في اليوم الـ65 من العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، واصل جيش الاحتلال قصفه مناطق عدة من القطاع، في حين تصدت فصائل المقاومة الفلسطينية لتوغلاته البرية، ودارت بينهما معارك وصفها الاحتلال بالضارية في محاور عدة؛ أبرزها: خان يونس والفالوجا ومخيم جباليا.
وعلى وقع المجازر الإسرائيلية الوحشية التي هزت ضمائر العالم وسط صمت الحكومات وفي الذكرى الـ75 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، دعت منظمات حقوقية وناشطون عبر العالم إلى إضراب عالمي اليوم للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بوقف الحرب الإجرامية على غزة.
ويأتي الاحتفال بهذا الإعلان الذي مرغ الاحتلال الإسرائيلي ورعاته الأميركيين به الأرض فيما يشهد العالم أكبر مذبحة بشرية وتهجير لشعب ذنبه أنه يقاوم الاحتلال ويتمسك بأرضه حتى الموت والشهادة.
ميدانيا قال الناطق باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة في تسجيل صوتي بعد غياب دام أسبوعين إن مقاتلي “حماس” تمكّنوا “من التدمير الكلي أو الجزئي لـ180 آلية خلال 10 أيام”، مؤكدا أن “لا العدو الصهيوني ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء، دون تبادل ونزول عند شروط المقاومة والقسام”؛ كما اشار إلى أنه “لم ولن يخرج أحد من أسرى العدو أو محتجزيه إلا من خلال التبادل المشروط الذي أعلناه منذ بداية المعركة”.
وقد ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى جراء العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي على غزة، إلى 17 ألفا و700 شهيد، و48 ألفا و780 جريحا، في حين أقر جيش الاحتلال بمقتل 426 جنديا وضابطا منذ بدء الحرب، وإصابة 1593 آخرين، بينهم 255 حالة حرجة
سياسيا انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “شلل” مجلس الأمن في وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.
ومع احتدام القتال وتزايد حصيلة الضحايا والأزمة الانسانية والصحية في القطاع المحاصر، أكدت قطر امس استمرارها في الجهود لتجديد الهدنة رغم تأكيدها أن المجال يضيق أمام احتمال تحقيق نتيجة بهذا الشأن.
وقالت حكومة حماس إنّ طائرات اسرائيلية شنّت فجرا “غارات جوية عنيفة جداً” قرب خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة، وعلى الطريق بين هذه المدينة ورفح قرب الحدود مع مصر.
وأفاد مصدر مقرّب من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي،، بأنّهما تخوضان “اشتباكات عنيفة” حول خان يونس.
وأعلنت كتائب القسام استهداف مقاتليها 14 دبابة إسرائيلية في محاور القتال بقطاع غزة، كما دكت المقاومة تجمعات لقوات الاحتلال، وأعلنت قتل 36 جنديا إسرائيليا على الأقل.
وقد أقر جيش الاحتلال أن قواته تخوض معارك ضارية في حي الشجاعية بمدينة غزة وفي جباليا شمال القطاع، وأقر بتكبده خسائر فادحة، في حين أفيد عن أن مروحيات الاحتلال تنقل جنودا مصابين إلى مستشفيات تل أبيب بشكل متواصل.
من جهته أكد أبو عبيدة أن “العدو أخفق في شمال القطاع وجنوبه، وسيخفق أكثر كلما استمر عدوانه وانتقل إلى مناطق أخرى من القطاع” مؤكدا أن “العدو لا يزال يتلقى الضربات، والقادم أعظم”.
في المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه “كثّف” عملياته في جنوب القطاع. وقال رئيس أركانه هرتسي هاليفي “يجب أن نزيد الضغط”، مشيراً إلى مقتل عدد متزايد من مقاتلي حماس.
وكانت الدبابات الإسرائيلية قد شقت طريقها أمس إلى وسط خان يونس في توغل جديد كبير في قلب أكبر مدن جنوب قطاع غزة.
وقال السكان إن الدبابات وصلت إلى الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه عبر وسط مدينة خان يونس بعد قتال عنيف طوال الليل أدى إلى إبطاء التقدم الإسرائيلي من الشرق بينما قصفت الطائرات الحربية المنطقة الواقعة غربي الهجوم.
من جهته أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس عن “استيائه” من تصويت موسكو لصالح القرار، وفق ما أعلن مكتبه.
وقال نتنياهو في بيان إنه تحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و”أعرب عن استيائه من المواقف التي أعرب عنها الممثلون الروس ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل”.
ورفض نتنياهو أمس الدعوات الدولية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ووصفها بأنها لا تتسق مع دعم هدف الحرب المتمثل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال في إفادة أمام حكومته إنه قال لزعماء فرنسا وألمانيا ودول أخرى “لا يمكنكم دعم القضاء على حماس من ناحية ومن ناحية أخرى الضغط علينا لإنهاء الحرب وهو ما من شأنه الحيلولة دون القضاء على حماس”.
وإضافة الى الدعم السياسي، تواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن دعمها العسكري لإسرائيل. وهي وافقت “بشكل عاجل” ومن دون المرور عبر الكونغرس، على بيع حوالى 14 ألف قذيفة من عيار 120 ملم لتجهيز دبابات ميركافا التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي.
وفي حين تؤكد إسرائيل قصف “أهداف” لحماس، ألحقت الحرب أضرارا واسعة ودمارا كبيرا ببنى مدنية في القطاع، خصوصا المستشفيات والمرافق الصحية.
في الأثناء حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في افتتاح جلسة استثنائية للمجلس التنفيذي للمنظمة مخصّصة للبحث في تبعات الحرب، من أثرها “الكارثي” على الصحة.
وأكد أنّ أفراد الطواقم الصحية يؤدون مهمات مستحيلة في ظروف صعبة.
وعبّر فلسطينيون أثناء فرارهم نحو رفح عن معاناتهم وخوفهم .
وقال أحدهم رافضا كشف اسمه “طلبوا منا التوجه إلى الجنوب لكن هناك قصفا هنا أيضا. نحن نستهدف أينما كنا ولا نعرف إلى أين نذهب”.
وأضاف “لم آكل منذ 10 أيام ولا أستطيع العثور على مياه للشرب”.
بدوره، قال محمد عاشور الذي فر من خان يونس “لا يوجد مكان آمن. الله يحمينا”.
وتتزايد بشكل ملحوظ أمراض معدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية وسط الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جنوب القطاع.
وقالت أديل خضر المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط “أجبر زهاء مليون طفل على النزوح قسرا من منازلهم ويجري دفعهم أكثر فأكثر نحو الجنوب إلى مناطق صغيرة مكتظة بلا ماء ولا طعام ولا حماية”.
إلى ذلك اتهم المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إسرائيل بتمهيد الطريق لطرد سكان قطاع غزة جماعيا إلى مصر عبر الحدود.
وأشار لازاريني في مقال رأي نشرته صحيفة لوس أنجليس تايمز السبت إلى أن “الأمم المتحدة والعديد من الدول الأعضاء بما في ذلك الولايات المتحدة رفضت بشدة تهجير سكان غزة قسرا من القطاع”.
وأضاف “لكن التطورات التي نشهدها تشير إلى محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مصر”، ورأى أن الدمار واسع النطاق في شمال قطاع غزة وما نتج عنه من عمليات نزوح هي “مرحلة أولى من هذا السيناريو”.
وقال لازاريني “إذا استمر هذا المسار فإنه سيؤدي إلى ما يسميه الكثيرون النكبة الثانية، فلن تكون غزة أرضا للفلسطينيين بعد الآن”.
في ملف الرهائن أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس أنّ جهود الوساطة لتجديد الهدنة مستمرّة.
وقال “جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم”، مضيفا أن “استمرار القصف لا يؤدي إلا إلى تضييق هذا المجال أمامنا”.
في الضفة اقتحم جيش الاحتلال خلال الليل مدينة طوباس بالضفة الغربية، وحاصر منزلا وأطلق قذيفة عليه، ما أدى لاشتعال النيران بداخله، كما فجر باب منزل آخر، وسط تحليق للطيران في سماء المدينة.
وأعقب القصف اقتحام واسع النطاق للمدينة، شهد – بحسب مصادر فلسطينية – عمليات تخريب للممتلكات العامة، وتجريفا للشوارع، وإغلاقا لبعض الطرق بسواتر ترابية.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في طوباس، بينما قالت مصادر محلية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل 11 شاباً قبل انسحابه من المدينة صباح امس.
في المواقف ، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه “من الضروري” أن تحمي العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة المدنيين الفلسطينيين، مضيفا أن القتال يجب أن يعقبه سلام دائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه من غير المقبول أن تستخدم إسرائيل الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول مبررا لعقاب جماعي للشعب الفلسطيني، ودعا إلى مراقبة دولية على الأرض في غزة.
وفي عمان حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي امس مع رئيس وزراء هولندا مارك روته من تداعيات “استمرار العدوان الإسرائيلي” على قطاع غزة، لافتاً إلى ضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين العزل
كما حذر من أعمال عنف ينفذها “مستوطنون متطرفون تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية، قد تؤدي إلى خروج الوضع بالضفة عن السيطرة”.
في غضون ذلك أفادت وزارة الدفاع الفرنسية بأن سفينة حربية فرنسية تقوم بمهام في البحر الأحمر أسقطت طائرتين مسيرتين أُطلقتا عليها من ساحل اليمن.
وكان تقرير نشرته صحيفة «إن 12 نيوز» الإسرائيلية، أمس الأول قد أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستتحرك عسكرياً ضد جماعة الحوثي باليمن، إذا لم تفعل الولايات المتحدة ذلك.
ونقل التقرير عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، قوله: «لقد أبلغ نتنياهو بايدن بأنه في حال لم تتحرك واشنطن ضد الحوثيين فسنتحرك نحن عسكرياً».
وأعلن الحوثيون أمس الأول أنهم سيمنعون كافة السفن المتجهة لإسرائيل من أي جنسية من المرور، إذا لم يدخل قطاع غزة ما يحتاجه من الغذاء والدواء، محذرين من أن هذه السفن «ستصبح هدفاً مشروعاً» لها إذا لم يتحقق ذلك.
من جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس أنه لن يستسلم أمام الضغوط لإثنائه عن المضي قدماً في المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حاملاً على مجلس الأمن الدولي الذي أخفق في التصويت على قرار بوقف الحرب، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف حربها على القطاع.
ووصف غوتيريش في كلمة أمام «منتدى الدوحة» الـ21، الذي بدأ أعماله، أمس، مجلس الأمن بـ«المشلول»، متعهداً بعدم الاستسلام للضغوط.
وانطلقت امس أعمال الدورة الـ 21 من منتدى الدوحة الذي يستمر ليومين بحضور رؤساء الدول والمنظمات الإقليمية، لتبادل الأفكار ومواجهة تحديات الملفات التي تشغل العالم في الوقت الراهن، وسط إلقاء الحرب الإسرائيلية في غزة بظلالها على حواراته.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمته بالمنتدى، إن أزمة غزة أظهرت حجم الفجوة بين الشرق والغرب وازدواجية المعايير، مؤكدا أن علينا الاعتراف بالخلل في النظام العالمي الذي يسمح باستدامة الصراع.
كما أكد التزام قطر بالعمل من أجل إطلاق سراح الرهائن، لكنها تريد أيضا وقف قصف المدنيين الفلسطينيين بالقطاع، مشددا على أن إطلاق سراح الرهائن من غزة تم بالمفاوضات، لا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، وأنهم لم يلمسوا جدية إسرائيل بتحقيق السلام.
من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية، في المنتدى إنه يجب أن تتعرض إسرائيل لعقوبات ولا يمكن السماح لها بالاستمرار في انتهاك القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، داعيا إلى تحقيق عاجل بالجرائم الإسرائيلية.
وأكد أنه من غير المقبول حديث إسرائيل عن القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لأنه لن يحدث، وأن الحركة جزء من فسيفساء السياسة الفلسطينية، وأن هناك حاجة لحل سياسي يضع نهاية للنزاع، وفق تعبيره.