الإسرائيلية في غزة” لكنه أكد أنه “سيكون هناك تحول لمرحلة بالحرب تركز على الاستهداف الدقيق لقادة حماس”.
كثفت إسرائيل غاراتها الوحشية أمس على قطاع غزة المحاصر مؤكدة أن الحرب مع حركة حماس ستستمر أشهرا عدة فيما أعلنت كتائب “القسام” جهوزيتها لحرب طويلة. وفيما تقف الولايات المتحدة الأميركية وراء الاحتلال الإسرائيلي بشكل سافر وتمدّ جيشه بأحدث الأسلحة الفتاكة لقتل المدنيين الفلسطينيين وتهديم المنازل فوق رؤسهم وتهجيرهم خارج أرضهم حاول مسؤولون أميركيون أمس التنصل من ذلك عبر رفضهم أن تكون هذه الحرب هي حرب أميركا.
ونقلت شبكة “إن بي سي” عن مسؤولين أميركيين أنه يتعين الاعتراف بأن “هذه الحرب (على غزة) ليست حربنا في نهاية المطاف”.
لكن مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الذي أنهى زيارة أمس إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة طلب بوقاحة فاضحة مدة 6 أسابيع من أجل حسم الحرب ضد حماس مشيرا إلى أن المرحلة الثانية من العدوان الرسرائيلي ستركز على استهداف قادة الحركة.
وفي وقت لاحق كرر البيت الأبيض الموقف نفسه قائلا في بيان “نتفق مع إسرائيل بأن الصراع سيستمر شهورا لكن ينبغي أن تكون عملياتها أكثر دقة وهذا يعود لها”. وأضاف “هناك نقاش واسع بشأن شكل السلطة الفلسطينية التي ستحكم غزة” موضحا “نعمل مع الشركاء الإقليميين وإسرائيل على ما بعد الصراع في غزة ولا ينبغي أن تكون حماس بالسلطة”.
وفي تل أبيب التي وصلها قبل رام الله في الضفة قال سوليفان إنه ليس من “الصواب” أن تحتل إسرائيل غزة على المدى الطويل، مع تزايد التكهنات حول مستقبل القطاع في أعقاب الحرب التي دخلت يومها الـ70.
وفي مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب قال سوليفان إن زيارته لإسرائيل تهدف “لتأكيد دعمنا لها”.
وأكد أن المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين “كانت بناءة بشأن العمليات في غزة”، مضيفاً أنه ركز خلال المحادثات في إسرائيل على “ضرورة تحول العمليات لتكون أقل حدة”.
ورأى سوليفان أنه “لا يمكن الحديث عن جدول زمني للعمليات الإسرائيلية في غزة” لكنه أكد أنه “سيكون هناك تحول لمرحلة بالحرب تركز على الاستهداف الدقيق لقادة حماس”.
وتابع سوليفان: “اتفقنا على أن محاربة حماس ستستغرق أشهرا وستتم على مراحل”، مشدداً على أن “أميركا ترغب في رؤية نتائج لنية إسرائيل تجنب سقوط مدنيين في غزة”.
وأكد أن واشنطن تعمل على “عدم توسع الصراع إلى المنطقة”، مضيفاً أنه “لا يمكن قبول أي تهديد من حزب الله لإسرائيل”.
وفي الضفة أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله، خلال استقباله سوليفان على “ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار، وحرب الإبادة الجماعية خاصة في قطاع غزة”.
وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على ضرورة فتح جميع المعابر، ومضاعفة إدخال المواد الإغاثية.
كما جدد التأكيد على رفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد عباس على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية.
وكان سوليفان قد أكد على “ضرورة حل الدولتين”، مضيفاً أنه سيبحث مع الرئيس الفلسطيني بسط سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية”.
وأضاف إنه “يجب أن تنتقل السيطرة على غزة إلى الفلسطينيين ويتعين العمل على ذلك وفق جدول زمني”، مضيفاً أن “السلطة الفلسطينية يجب أن تقوم بعملية إصلاح وسنكون شريكا لها.. نحن نعتقد أن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى التجديد لتمثيل شعبها”
ميدانيا وسعت القوات الإسرائيلية عملياتها البرية في شمال القطاع وخان يونس حيث تدور معارك ضارية مع المقاومين افلسطينيين.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس فجر أمس سقوط “عشرات الشهداء والجرحى” في ضربات جوية وقصف.
كما طاول القصف مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر.
وقال بكر أبو حجاج “كنا آمنين في بيوتنا فجأة صار قصف ببراميل متفجرة . وقعت لدينا إصابات ودمار هائل”. وأضاف “نعاني من 70 يوما من الحرب والدمار”.
في المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن صفارات الانذار دوت في القدس للمرة الأولى منذ 30 تشرين الأول. ورأى صحافيو فرانس برس صاروخين على الأقل يتم اعتراضهما من منظومة الدفاع الجوي.
من جهته أعلن الناطق العسكري باسم “القسام” أبو عبيدة، أمس استهداف أكثر من 100 آلية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الماضية، قائلاً إن “أيادي مقاتلينا على الزناد وجاهزين لحرب طويلة الأمد”.
وأعلن جيش الاحتلال صباح أمس مقتل جندي من سلاح الهندسة في لواء غولاني في المعارك الدائرة جنوبي قطاع غزة. كما أعلن إصابة ضابطين وجنديين آخرين في المنطقة نفسها.
وفي وقت لاحق مساء أمس أعلن جيش الاحتلال أنه قتل “عن طريق الخطأ” 3 من الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وأوضح أن الواقعة حدثت في حي الشجاعية في غزة، مرجحاً أن يكون الأسرى الـ3 قد نجحوا في بادئ الأمر في الفرار من آسريهم، قبل أن يتم قتلهم بـ”نيران صديقة”، حيث اعتقدت القوات الإسرائيلية المتواجدة هناك أنهم يشكلون “تهديداً”.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، إن “القوات المسلحة تتحمل المسؤولية الكاملة عما حدث”، مؤكداً أنه تم فتح تحقيق في الواقعة. وأعرب المتحدث عن “الندم العميق على الحادث المأسوي”.
وبينما وصف نتنياهو الحادث ب”مأساة فوق الاحتمال” مضيفا أن إسرائيل بأكملها في حداد هذا المساء طالبت عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية بصفقة عاجلة للافراج عن أبنائها.
وتحت الضغوط الدولية المتصاعدة على حكومته والاحراج الأميركي أمام العالم أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السماح “موقتا” بإدخال المساعدات القادمة من مصر إلى غزة عبر معبر كرم أبو سال.
من جهة أخرى يواصل الاحتلال استهداف الصحافيين للتعتيم على ما يجرى من مجازر على الأرض حيث قال متحدث باسم شبكة «الجزيرة» الفضائية أم إن مصوِّرها سامر أبو دقة استشهد أمس، في جنوب قطاع غزة.
وذكرت الجزيرة، في بيان سابق، أن أبو دقة أُصيب مع مراسلها وائل الدحدوح، خلال تغطيتهما قصف مدرسة. ولم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إلى أبو دقة، لنقله للعلاج.
وأكد المتحدث أن رجال الإنقاذ تمكنوا للتوّ من انتشال جثة المصور سامر أبو دقة.
وأوضحت «الجزيرة» أن الصحافيين أُصيبا بصاروخ أطلقته طائرة مسيَّرة على مدينة خان يونس، جنوب غزة.
وقال المراسل وائل الدحدوح، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من مستشفى ناصر في خان يونس: «كنّا نقوم بتغطية آثار غارة إسرائيلية أنا والمصور سامر أبو دقة، وسط خان يونس، بعدما أحدثت قتلى وجرحى».
وأضاف: «كان طاقم الدفاع المدني قد وصل قبلنا، وفي طريق عودتنا قامت مُسيّرة إسرائيلية بإطلاق صاروخ أُصبتُ بشظاياه في ذراعي اليمنى وفي خاصرتي».
في البحر الأحمر أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن، أمس أن الجماعة شنت هجمات بالصواريخ على سفينتين، مضيفا بالقول: هاجمنا السفينتين “إم.إس.سي ألانيا” و”إم.إس.سي بلاتيوم 3″.
وقال مسؤول أميركي إن سفينة شحن ثانية أصيبت بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون، مضيفاً أن المدمرة ميسون التابعة للبحرية الأميركية في طريقها لمساعدة السفينة.
من جهته قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس إنه لا توجد حاجة لمزيد من التصعيد في المنطقة وإنه يأمل في إمكانية تجنبه، وذلك ردا على سؤال عن الهجمات التي تشنها حركة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر.
كما صرح الوزير للصحفيين في أوسلو بأنه يأمل أن يحظى قرار جديد يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمزيد من الدعم.
وأضاف بعد اجتماع لوزراء خارجية دول عربية ومن دول شمال أوروبا “نتطلع إلى أن يكون هناك قبول أكثر بالذات من الولايات المتحدة الأمريكية التي استخدمت سابقا الفيتو لأننا لا نعتقد أن هناك مبررا لعدم المناداة بوقف لإطلاق النار في ظل ما نراه في غزة”.