البابا فرنسيس: رسالة شديدة اللهجة قال فيها إن الأطفال الذين يموتون في الحروب هم “يسوع الصغير اليوم”
في اليوم الـ81 للعدوان الإسرائيلي على غزة، واصلت المقاومة الفلسطينية استنزاف جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تكبد 5 قتلى وعشرات الجرحى من جنوده في الساعات القليلة الماضية، بينما أكدت كتائب القسام أنها فجّرت نفقا في قوة إسرائيلية مكونة من 8 جنود وسط القطاع وأوقعتها بين قتيل وجريح.
من جهته أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه خسر أمس ضابطين برتبة نقيب أحدهما قائد سرية في لواء ناحل، من أصل 5 ضباط وجنود قتلوا في القطاع منذ مساء أمس الأول. وفي وقت لاحق أقر الاحتلال بإصابة 43 عسكريا في الساعات الـ24 الأخيرة.
وبالتوازي مع الاشتباكات التي تدور على محاور عدة، واصل الاحتلال استهداف المدنيين، حيث ارتفعت الحصيلة الإجمالية للشهداء إلى نحو 21 ألفا والجرحى إلى 55 ألفا. كما واصل الاحتلال اعتداءاته في الضفة حيث استشهد فلسطينيان قرب الخليل، بينما اعتُقل آخرون.
وتعرض قطاع غزة امس لعمليات قصف جديدة خصوصا على خان يونس ورفح المجاورة عند الحدود مع مصر حيث يقيم عشرات آلاف النازحين في خيم بينما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قوات الفرقة رقم 36 بدأت هجوما على مخيم البريج وسط قطاع غزة.
ونعى الفلسطينيون أكثر من 100 شخص قال مسؤولو الصحة في غزة إنهم استشهدوا في الغارات الجوية الإسرائيلية ليلة عيد الميلاد، وهي واحدة من أكثر الليالي دموية شهدها مخيم المغازي في وسط القطاع المحاصر.
وأصدر البابا فرنسيس رسالة شديدة اللهجة قال فيها إن الأطفال الذين يموتون في الحروب، بما في ذلك في غزة، هم “يسوع الصغير اليوم”، وقال إن الضربات الإسرائيلية تجني “حصادا مروعا” من المدنيين الأبرياء.
وفي الوقت الذي لم تسفر فيه الجهود الدبلوماسية عن الكثير لمساعدة الفلسطينيين أو التوصل إلى اتفاق هدنة جديد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول بعدما زار غزة “لن نتوقف (..) سنكثف القتال في الأيام المقبلة. ستكون الحرب طويلة”.
وفي مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” حدد نتنياهو الذي يقتدي في حربه بالنازيين على قاعدة الانهيار أم الانتحار، ثلاثة “شروط مسبقة” لتحقيق السلام: “يجب تدمير حماس، ويجب نزع سلاح غزة، ويجب استئصال التطرّف من المجتمع الفلسطيني”.
من جهته قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أمس إن الحرب على حماس ستستمر على الأرجح لعدة أشهر.
وأضاف للصحفيين في بيان بثه التلفزيون على الحدود مع غزة “ستستمر الحرب شهورا كثيرة وسنستخدم أساليب مختلفة للحفاظ على إنجازاتنا لفترة طويلة”.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية، إن هناك خلافات في مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي بشأن استمرار المرحلة الحالية من الحرب على غزة.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن وزير الدفاع يوآف غالانت قال خلال جلسة سرية، إن إسرائيل تبحث مع مصر إنشاء “حاجز متطور لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة”.
من جهتها أفادت القناة «12» الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يستعد لتغيير خطته في غزة وسيقوم بإنشاء منطقة عازلة غرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل.
من جهة ثانية ألمح غالانت أمس إلى أنه تم تنفيذ أعمال انتقامية في العراق واليمن وإيران ردا على هجمات ضد إسرائيل.
وقال للنواب “نحن في حرب متعددة الجبهات ونتعرض للهجوم من سبعة مناطق: غزة ولبنان وسوريا ويهودا والسامرة (الضفة الغربية) والعراق واليمن وإيران. قمنا بالرد بالفعل واتخذنا إجراءات في ست من هذه المناطق”.
وتزامنت تلك التصريحات الإسرائيلية مع وصول وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن أمس لعرض خطط إسرائيل لتقليص الحرب والانتقال إلى عملية منخفضة الشدة في غزة.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن واشنطن رفضت طلب تل أبيب للحصول على مروحيات أباتشي.
وكانت الصحيفة الإسرائيلية قد ذكرت أن 230 طائرة شحن و30 سفينة نقل أميركية وصلت إلى إسرائيل حاملة أسلحة وذخائر منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول الماضي.
في الأثناء تتواصل الضغوط على حكومة الحرب الإسرائيلية للافراج عن الرهائن وأطلقت عائلات رهائن محتجزين في قطاع غزة صيحات استهجان ضد رئيس الوزراء أثناء إلقائه خطاباً في الكنيست أمس الأول.
وردّد أقارب المحتجزين الذين حملوا لافتات وصورا لأبنائهم “الآن! الآن!” ردا على قوله إن الجيش يحتاج إلى “المزيد من الوقت” لاستكمال العملية العسكرية.
وفي المفاوضات الجارية بين الوسطاء من أجل إقرار هدنة جديدة أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس الأول رفض “المبادرة المصرية” التي اقترحتها القاهرة، وتضمنت 3 مراحل لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وناقشت اللجنة التنفيذية للمنظمة، التي اجتمعت برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله، “ما تم نشره في وسائل إعلامية عن ورقة مبادرة تتحدث عن ثلاث مراحل، بما فيها الحديث عن تشكيل حكومة فلسطينية لإدارة الضفة وغزة بعيداً عن إطار مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد”، في إشارة ضمنية إلى “المبادرة المصرية”.
وقالت اللجنة إنها “قررت رفضها (المبادرة)، وتشكيل لجنة من أعضائها لمتابعة ما يترتب عليها من مخاطر تمس مصالح الشعب الفلسطيني العليا وحقوقه الوطنية الثابتة، والتمسك بالرؤية السياسية الشاملة التي تؤكد على الموقف الفلسطيني الثابت”.
وأمس قالت مصادر فلسطينية إن السلطة قررت تشكيل وفد يتجه إلى القاهرة، مشيرة إلى أن الوفد سيحمل مقترحات بأن ترعى مصر “حواراً وطنياً فلسطينياً” لدمج حركة “حماس” في منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة “وفاق وطني” فلسطينية في قطاع غزة، وليس حكومة “تكنوقراط”، حسبما اقترحت المبادرة المصرية التي تم رفضها.
في جبهة أخرى قال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في اليمن يحيى سريع أمس إن الجماعة شنت هجوما بالصواريخ على سفينة تجارية تابعة لشركة إم.إس.سي يونايتد في البحر الأحمر بعد أن رفضت ثلاث نداءات تحذيرية.
وقال “انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني… نفذت القوات البحرية عملية استهداف لسفينةٍ تجارية ’إم.إس.سي يونايتد’ بصواريخ… بعد رفض طاقمها وللمرة الثالثة نداءات القوات البحرية، وكذلك الرسائل التحذيرية النارية المتكررة”.
وأضاف أن الجماعة نفذت كذلك هجمات بطائرات مسيرة على مدينة إيلات بجنوب إسرائيل “ومناطق أخرى في فلسطين المحتلة”.
من جهتها أكدت شركة البحر المتوسط للشحن (إم.إس.سي) تعرض سفينة الحاويات يونايتد للهجوم مشيرة في بيان إلى أن “جميع أفراد الطاقم بخير، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، وتجري عملية تقييم شاملة للسفينة”.
من جهته أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إحدى طائراته اعترضت “هدفا معاديا في منطقة البحر الأحمر كان في طريقه إلى إسرائيل”.
إلى ذلك قال مصدران أمنيان إنه جرى إسقاط مسيرة قرب مدينة دهب السياحية المصرية المطلة على البحر الأحمر في ثاني حادث من نوعه خلال شهر. إلا أنه لم يتسن للمصدرين تأكيد المكان الذي انطلقت منه.
في غضون ذلك بحث وزيرا الخارجية المصري والأردني، سامح شكري وأيمن الصفدي، أمس في القاهرة، في أمن الملاحة في البحر الأحمر في ظل أهمية مسار البحر الأحمر اتصالاً بحركة التجارة الدولية، ومن ثم كونه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والأردني.
وامس أعلنت الولايات المتحدة أنها شنت ضربات جوية على ثلاثة مواقع تستخدمها فصائل موالية لإيران في العراق.
ونددت الحكومة العراقية “بفعل عدائي واضح” أدى إلى مقتل عنصر على الأقلّ من فصيل عراقي في الحشد الشعبي وإصابة 18 شخصا بينهم مدنيون.
وأعلنت كتائب حزب الله العراقية، صباح أمس الأول مسؤوليتها عن استخدام طائرة بدون طيار “في اتجاه واحد” في شن هجوم على شمال العراق، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية، من بينهم جندي لا يزال في حالة حرجة.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أطلع الرئيس بايدن في اتصال هاتفي بعد ظهر الاثنين، على الحادث، وتم تقديم عدة خيارات للرئيس، وأمر بايدن بشن الضربات خلال تلك المكالمة.
وأضاف البيت الأبيض أيضا أن الضربات ركزت على “أنشطة الطائرات بدون طيار”، وأوضح أن الجماعات التابعة لكتائب حزب الله العراقي ركزت بشكل خاص على أنشطة الطائرات بدون طيار.
على صعيد إنساني أعلنت الأمم المتحدة، أمس تعيين الوزيرة الهولندية سيغريد كاغ منسّقة للشؤون الإنسانية في قطاع غزة، بعد صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو لزيادة المساعدات في غزة.
وأفادت المنظمة الدولية أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش “أعلن تعيين السيدة سيغريد كاغ من هولندا، منسّقة عليا للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة”، على أن تتولى إقامة آلية أممية “لتسريع شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة عبر دول ليست طرفا في النزاع”.