«الاشتراكي» عند «المردة»: تباين لا يلغي الودّ
قائد الجيش زار وزير الدفاع مهنئاً و «التيار» يعدّ الطعن
ببطء شديد، تحركت دورة الحياة السياسية في اول يوم عمل بعد عطلة عيد الميلاد، بما تخللها من طوفان طبيعي، تحوّل كارثيا في بعض المناطق لا سيما في بيروت بفعل غياب الدولة او بالأحرى تواريها عن الانظار هربا من تحمّل تبعات اقترافات المسؤولين عنها وتقصيرهم لكثرة ما نهبوا وسرقوا من مواردها وخيراتها، حتى حرموا اهلها فرحة العيد فلم يجدوا من ينتشلهم من عتمة لياليهم السوداء بفعل انعدام الكهرباء وفقدان ادنى مقومات تمكّنهم من الاحتفال. اما اهل الجنوب فافتقدوا معنى العيد، وهم اما مهجرون من قراهم الحدودية او يقبعون تحت قصف واجرام اسرائيل يبحثون عن دولة تلتفت اليهم او تعزيهم فلا يجدونها، وبعد عصف الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية، صاروا يفتقدون اليوم كل شيء والاهم امنهم وامانهم.
المردة والاشتراكي
وبينما تتواصل العمليات العسكرية بوتيرة مرتفعة على الجبهة الجنوبية، لفت أمس لقاء سياسي جمع بين «الاشتراكي» و»المردة». ففي وقت وضع قطار التعيينات العسكرية في مجلس الوزراء، على السكة، بدفع من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي و»المختارة»، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في بنشعي، على رأس وفد يضم عضوي كتلة اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب والنائب وائل أبو فاعور، أمين السر العام ظافر ناصر، مستشار النائب جنبلاط حسام حرب وجوي الضاهر. وكان ابو فاعور قد مهّد لهذا اللقاء، الاسبوع الماضي، عندما زار النائب طوني فرنجية. بعد اللقاء، قال عضو «كتلة اللقاء الديموقراطي»، النائب أكرم شهيب: «نشكر صاحب هذه الدار على دوره الدائم في حفظ هرمية قيادة الجيش، إن بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون أو بالسعي للحفاظ على رئاسة الأركان والمجلس العسكري وذلك صونا للمؤسسة العسكرية الأم التي حافظت على وجودها وعلى السلم الأهلي على الرغم من الظروف الصعبة والدقيقة، والتي تقوم بدورها كاملا في الدفاع عن لبنان بمواجهة العدو الإسرائيلي». وأشار الى أنه «إذا كان هناك بعض التباين في المواقف بيننا وبين تيار «المرده»، فهذا لا يلغي الود والإحترام والتقدير والتواصل في ما بيننا تأكيدا على العلاقة التاريخية والوطنية التي تربط المختارة بهذه الدار».
فرنجيه
بدوره، قال النائب طوني فرنجيه: نرحب برئيس «الحزب التقدمي الاشتراكيّ» تيمور جنبلاط وبالوفد المرافق، مؤكدين أن الدار هي دارهم على الرغم من بعض التباينات في وجهات النظر بين «المرده» و»الاشتراكي»، التي لا تمنع التواصل الدائم في ما بيننا، وذلك إنطلاقا من إيماننا بالحوار وبلغة التواصل». وأضاف: «أكثر ما نلتقي اليوم عليه مع «الحزب التقدمي الاشتراكي» هو أن لا خروج للبنان من نفقه الأسود من دون التواصل والحوار بين مختلف الأفرقاء، ونأمل ان نشهد بعد انتهاء فترة الاعياد نشاطا على هذا الصعيد». وأشار إلى أن تيار «المرده» يؤكد حرصه الدائم على مختلف مؤسسات الدولة اللبنانية رغم علامات الاستفهام التي يطرحها حول مبدأ التعيينات في ظل غياب رئيس الجمهورية». واستنكر كيف أننا «في كل مرة نقوم بالبحث عن الحلول المجتزأة في حين أن الحل الفعلي هو بالتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام الى المؤسسات اللبنانية». وقال: «في ما يتعلق بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، رأينا ان البديل عنه هو الذهاب بالبلاد الى المجهول وهذا ما دفعنا الى الموافقة على هذا التمديد. واليوم، نلمس أن هناك حرصا كبيرا من قبل المؤسسة العسكرية ومن قبل الحزب التقدمي الاشتراكي على المجلس العسكري، وذلك حفاظا على انتظام العمل في صفوف الجيش. أضاف: «انطلاقا من هنا، نؤكد اننا مستمرون بالحوار مع كل المعنيين لايجاد الحل الملائم لهذا الموضوع منعا لأي تأثير سلبي على حسن سير العمل في المؤسسة العسكرية».
القائد عند سليم
ليس بعيدا، استقبل وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد جوزاف عون في زيارة تهنئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
طعن التيار
اما التيار الوطني الحر فيعد العدة للطعن بقانون التمديد الذي اقر في مجلس النواب. في السياق، أعلن عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سيزار ابي خليل أن «الطعن بقانون التمديد قيد التحضير واصبح منجزاً وما حصل في مجلس النواب هو تشريع محاباة». واضاف في حديث تلفزيوني «الاطراف السياسية تأتمر بأوامر الخارج من أصغر سفير ومن اصغر موظف وهي باعتنا التغيير والاصلاح وعند اول مفترق طرق خرقت الدستور والقانون». وتابع ابي خليل: «مجلس الوزراء لا يتمتع بثقة مجلس النواب وهو ساقط شرعياً ولا يحق له حتى ان يجتمع».
بعيدا من الاضواء
رئاسيا، لا جديد. غير ان الملف قد يتحرك مطلع العام. ليس بعيدا، قال النائب غسان سكاف «الملف الرئاسي سيصبح أولوية إقليمية فور وضع بنود اتفاق ما بعد حرب غزّة،» مشدّداً على «أننا كلبنانيين يجب أن نجعل هذا الملف أولوية داخلية»، داعيا الى «وجوب اقتناص فرصة التلاقي الأميركي- الإيراني من أجل انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، لا سيما أن المعطيات تشير إلى وجود مفاوضات أميركية – إيرانية، بعيداً من الأضواء، في دولة غربية».