اغتيال العاروري في الضاحية يهدد الاستقرار اللبناني
اغتالت اسرائيل عضو المكتب السياسي في حركة “حماس” الشيخ صالح العاروري وإثنين من قادة القسام بصواريخ اطلقتها مسيرة في اتجاه شقة وسيارة على اوتوستراد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت قرب حلويات الشرق، قرابة الخامسة والنصف مساء امس.
وأكدت حركة “حماس” خبر اغتيال العاروري في انفجار الضاحية الجنوبية، معلنةً عن “سقوط اثنين من قادة القسّام في انفجار الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وتصاعدت سحب الدخان من المنطقة، وشوهدت أشلاء بشرية في مكان الانفجار ودمار في إحدى الشقق وحرائق اشتعلت في السيارات.
وافادت المعلومات عن سقوط ستة شهداء وعدد من الجرحى. وفور وقوع الانفجار هرعت الى المكان فرق الاسعاف والدفاع المدني وعملت على نقل المصابين الى المستشفيات واطفاء النيران المشتعلة ورفع الركام.
يشار الى أن صالح محمد سليمان العاروري (أبو محمد 1966) هو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني بارز، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ساهم بتأسيس (كتائب القسام) الجناح العسكري لحماس في الضفة، ويعد الرأس المدبر لتسليح كتائب القسام. واتهمته اسرائيل بالوقوف خلف عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق، عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن العاروري.
وقالت “المكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية، ان “المكافأة يصل قدرها الى 5 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات عن نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس العاروري”.
ونعت حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين في بيان، “القائد الوطني الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، وإخوانه الشهداء، إثر عملية اغتيال جبانة وغادرة نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وختمت: “إننا إذ نزف القائد العاروري وإخوانه إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا العربية والإسلامية، فإننا نؤكد أن هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب، وأن المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال”.
وتوعدت “كتائب شهداء الأقصى” التابعة لحركة “فتح”، في بيان “الرد على اغتيال إسرائيل صالح العاروري”.
ميقاتي
وندد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالانفجار الذي وقع في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت وأدى الى سقوط ضحايا وجرحى.
وقال: إن هذا الانفجار جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكما الى ادخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.
كما ان هذا الانفجار هو حكما توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لابعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان، واننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نحذر من لجوء المستوى السياسي الاسرائيلي الى تصدير اخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة .
إن لبنان ملتزم كما على الدوام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لا سيما القرار 1701 ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هي اسرائيل التي لم تشبع بعد قتلا وتدميرا، وبدا واضحا للقاصي والداني ان قرار الحرب هو في يد اسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها.
وكان رئيس الحكومة قد تابع مع قيادة الجيش والاجهزة الامنية المعنية تفاصيل الانفجار وملابساته.
وأجرى ميقاتي اتصالا بوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، طالبا “تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم (أمس) وكل الخروق الإسرائيلية المستجدة للسيادة اللبنانية”.
إسرائيل لا تتبنى
في الجانب الاسرائيلي اعلن ديوان رئاسة الوزراء بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو طالب الوزراء بعدم التعليق على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكد مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريغيف، في حديث لـ”MSNBC”، أننا “لم نعلن مسؤوليتنا عن هجوم بيروت وهو لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله”، معتبراً أننا “أوضحنا أن كل من تورط في مذبحة 7 أكتوبر هو إرهابي وهدف مشروع”.
ولكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت عن مسؤولين إسرائيليين بأن “اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية، هي عملية عالية الجودة وكل قادة حماس مصيرهم الموت”.
مواقف لبنانية
دان رئيس تجمع “كلنا لبيروت” الوزير السابق محمد شقير في بيان، “الجريمة الآثمة التي نفذتها إسرائيل، وأسفرت عن اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري وعدد من رفاقه في ضاحية بيروت الجنوبية”.
وأكد شقير أن “هذه الجريمة المدانة والمستنكرة، يريد من خلالها العدو الإسرائيلي جر لبنان إلى مواجهة دموية للهروب من مستنقع غزة”.
وقال: “إن المجتمع الدولي مطالب بوضع حد لجرائم ومجازر دولة الارهاب، التي تستبيح سيادة لبنان وتستهدف المدنيين والأبرياء بشكل يومي”.
ودعا شقير اللبنانيين إلى “الوحدة والتكاتف في هذه المرحلة المصيرية، وتفويت الفرصة على حكومة نتانياهو لجر لبنان الى حرب يريد الذهاب إليها بأي ثمن”.
وكتب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، عبر منصة “أكس”: “إن الانفجار الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت هو انتهاك واضح وجديد للسيادة اللبنانية وضرب للقرار ١٧٠١ من قبل العدو الإسرائيلي الذي لم يحترم يوما أيا من القرارات الدولية، والذي يسعى جاهدا اليوم لتعويض خساراته في الداخل من خلال اعتداءاته على لبنان. إن كل شهيد يسقط على طريق القدس هو شهيد كل شريف عربي يؤمن بالقضية الفلسطينية… العزاء بالشهداء والشفاء للجرحى والمصابين، وحمى الله لبنان”.
وكتب النائب فيصل كرامي، عبر منصة “أكس”: “اغتيال الشهيد صالح العاروري مع رفاقه هو استهداف صهيوني سافر لسيادة الدولة اللبنانية ولكل القرارات الدولية، وهو عمل جبان متوقع من الموساد للتغطية على هزيمتهم، التي دفعتهم إلى سحب جيوشهم الغازية من قطاع غزة. يبقى السؤال للأميركيين: هل حقا أنتم جادون بعدم توسع رقعة حرب الشرق الأوسط؟”.
وكتب النائب حسن مراد عبر منصة “أكس”: “طبيعتهم الإجرام، وقدرنا الشهادة… الشيخ صالح العاروري ارتقى شهيدا على طريق القدس التي لطالما أحبها وعمل على تحريرها. عزاؤنا أن الأحرار لا يموتون، وأن المقاومة من لبنان إلى غزة تسحق كل يوم أهداف الاحتلال”.
أضاف: “ما حصل انتهاك خطير للسيادة ولقواعد الاشتباك… وفي الميدان كلنا مقاومة”.