بداية عام 2024 هادئة سياسياً وساخنة أمنياً
قانون التمديد للقائد في الجريدة الرسمية
لا يجد اللبنانيون أفضل من القلق على المصير، عنوانا جامعا للعام الجديد. أما موسم الاعياد فحلَّ هذه السنة غير سعيد على شريحة واسعة منهم، خلافا لقلة قليلة ممن انتشرت صورهم وفيديواتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يحتفلون، وهم اما من المغتربين العائدين او من الفئات الشابة ممن لا تترتب عليهم مسؤوليات عائلية او من المقتدرين. اما الشريحة الواسعة فالتزمت منازلها، وتمكنت بالكاد من الاجتماع على عشاء من حواضر البيت، فيما تابع من حلّت عليه نعمة التيار الكهربائي برامج تلفزيونية اضفت بعضا من البهجة على ايامهم السوداء.
السياسة غابت في عطلة العيد فيما بقيت السخونة على الجبهة الجنوبية متسيّدة المشهد، وقد عنف القصف ليلا على عدد من البلدات والقرى الحدودية.
خطأ 2006
امس، حضرت التطورات كلها في بكركي. فاستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري في زيارة للتهنئة بالاعياد وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الراهنة.
واستقبل الراعي الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من «لقاء الأزهر ووثيقة الأخوة الانسانية» في زيارة للتهنئة بالأعياد وكان عرض للأوضاع. وشدد السنيورة بعد اللقاء على «ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وميثاق العيش المشترك»، معلنا رفضه «إدخال لبنان في الحرب الدائرة في غزة لان اللبنانيين عانوا الكثير من حرب تموز وحتى اليوم، واليوم لم تعد هناك شبكة الأمان موجودة كما كانت في العام ٢٠٠٦».
غارات
ميدانيا، يتواصل القصف الاسرائيلي على المناطق الجنوبية. ومن جانبه، اعلن حزب الله «اننا إستهدفنا تجمعاً لجنود العدو في ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة وأوقعنا أفراده بيت قتيل وجريح». واعلن ايضا «اننا هاجمنا بمسيرة انقضاضية مقر القيادة 91 للعدو الإسرائيلي في إيليت شمال شرق صفد وأصبنا الهدف بدقة».
دعم فرنسي
واستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة وزير الجيوش الفرنسية Sébastien Lecornu، وجرى البحث في سبل التعاون بين جيشي البلدين، ثم انتقلا إلى الطبابة العسكرية حيث عرض رئيس الطبابة العميد داني بشراوي إيجازًا عن وضعها وإمكاناتها وحاجاتها ومشاريع التطوير التي يجري العمل عليها، وقاما بجولة على الأقسام واطّلعا على سير العمل فيها.
ونوّه الوزير Lecornu بالجهود الكبيرة التي يبذلها عناصر الطبابة العسكرية، واحترافهم في أداء واجبهم، مشددًا على أولوية دعم الجيش وبخاصة الطبابة العسكرية في ظل التحديات الراهنة.
في الجريدة
في الغضون، وفي انتظار اي جلسة وزارية قد تبحث في استكمال التعيينات في المجلس العسكري، صدر في العدد الاخير من الجريدة الرسمية القانون رقم 317 الذي تم بموجبه تمديد سن تقاعد قائد الجيش العماد جوزاف عون وقادة الاجهزة الامنية والعسكرية لمدة سنة، حاملا توقيع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من دون الوزراء.
لجنة المال
اقتصاديا، أشار رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، بعد جلسة اللجنة، الى أن «المواطن يحتاج إلى رعاية صحية غير قادر على كلفتها لذلك طالبنا بصرف الاعتمادات وتبلغ 23 الف مليار بشكل فاعل ومتوازن وأن تكون الأولوية للمستشفيات الحكومية». ولفت كنعان، الى أن «المبلغ المرصود للضمان الاجتماعي أقل من المطلوب ويجب استمرار تقديم الخدمة وتحسين وضع المؤسسات التابعة للدولة بدل تركها تهترئ»، مؤكداً أنه «اذا تأمن النصاب اليوم بعد الظهر وغدا قبل الظهر وبعده نكون قد شارفنا على انهاء عملنا في موازنة 2024 لرفع تقريرنا الاسبوع المقبل الى رئاسة مجلس النواب».