هآرتس: لماذا لا يكون الترحيل للمستوطنين لا الفلسطينيين؟
قالت صحيفة هآرتس إن فكرة “الترحيل” عادت إلى الموضة، وقائمة المعجبين بها تتزايد كل دقيقة، وهو ما يعني أن الوقت قد حان لمناقشته بعقل منفتح ومستعد لتغيير وجهات النظر القديمة، وبرؤية أكثر معاصرة بعض الشيء بالنسبة لإسرائيل ومستقبلها.
ولا يعني الترحيل هذه المرة، كما يذهب الذهن عادة إلى ذلك في إسرائيل، تهجير العرب من ديارهم وإرسالهم جميعا إلى الجحيم، لما يشمله ذلك من دعاوى قضائية ورقابة دولية، وحاجة إلى مستوى من الضغط الجسدي غير المعتدل، بل يعني -حسب مقال للكاتب بي ميكائيل بالصحيفة- استخدام القليل من الإبداع، لنجد مواد بشرية قابلة للتحويل ولا يتطلب نقلها من أي شخص مغادرة منزله ولا الانتقال من مكان وجوده، ولا نقل ممتلكاته ولا أداء أي نشاط يتضمن الحركة.
ويرى الكاتب أن هذا الترحيل له مزايا ولا عيب فيه، وسوف يستقبله العالم أجمع بتصفيق مدو، وسوف يرفع مكانة إسرائيل بين الأمم، وتستعيد به مجدها السابق كدولة ديموقراطية، وسيؤدي إلى ارتفاع قيمة الشيكل مقابل العملات الرئيسية.
وبالإضافة إلى كل هذه الفضائل، هذا الترحيل سهل -كما يقول الكاتب- ويمكن أن يتم خلال أيام أو ساعات أو ربما دقائق، وذلك لأن المرشحين للنقل، كلهم مع زوجاتهم وأطفالهم وأغنامهم وبنادقهم، موجودون أصلا في الخارج، ويكفي إبلاغهم رسميا بأنهم من الآن فصاعدا هم في الخارج، إضافة إلى إعلام وكلاء الحدود أن الخط الأخضر هو الحدود الشرقية لدولة إسرائيل.
وبالطبع -يقول الكاتب- سيدرك أي قارئ فطن أن المقصود هم المستوطنون، وأن هذا النقل عمل مهم ومفيد، لأن الدولة ذات السيادة وشبه العاقلة لا تحتاج إلى التسامح مع طائفة عنصرية وثنية زائفة لا تخفي طموحها لتقويض أسس الدولة واستبدالها “بمقدسات” خرافية من العصر البرونزي الأوسط، خصوصا أن هذه الطائفة خطر خبيث يهدد وجود الدولة وصحتها العقلية وقيمها، أكثر بكثير من كل أعدائها الخارجيين.
وهؤلاء المستوطنون بالنسبة لإسرائيل -حسب بي ميكائيل- هم مثل الجماعات المتطرفة في بعض البلدان الشرق أوسطية وفي إيران، كما أنهم لا يختلفون عما سيكون عليه المسيحيون الإنجيليون بالنسبة للولايات المتحدة قريبا، فهؤلاء المستوطنون هم عصابات من المتعصبين العنيفين المقتنعين بأن إلههم الغريب يتكلم من حناجرهم، وأنهم فوق كل الناس وأن كل شيء مباح من أجل تحقيق أهوائهم.
“يجب وقف كل هذه الأمور بسرعة وحسم، قبل أن تسقط علينا جميعا الكارثة التي يرغبون فيها”.
ويختم الكاتب ساخرا، قائلا “لليهود الرحماء الذين سيقلقهم مصير المستوطنين المرحلين، لا تقلقوا.. بعد فترة وجيزة من خيبة أملهم، سيتحولون إلى الإسلام أو إلى المسيحية أو يتعافون”.