نصرالله: نحن أمام فرصة تاريخية لتحرير كامل أرضنا.. اغتيال العاروري لن يكون بلا ردّ والقرار للميدان
أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله ان «أمامنا اليوم فرصة لتحرير كل شبر من أراضينا»، وأشار «ان ما حصل من خرق للضاحية الجنوبية والرد على إغتيال العاروري لن يكون بلا ردّ أو عقاب، ولكن القرار سيكون للميدان، دون الدخول في معادلة الرد في المكان المناسب أو الزمان المناسب».
وأثناء الحفل التأبيني في ذكرى مرور أسبوع على رحيل النائب السابق محمد حسن ياغي، في حسينية بعلبك، عرض للعلاقة الأخوية التي ربطته مع ياغي، وأكد «ان أهل البقاع لم يبخلوا لا بنفس ولا بدم ولا بأي من التضحيات». وقال: «نجد اليوم أهل البقاع وعشائره كما في البلدات الجنوبية والضاحية تشيّع الشهداء بالاحتضان الكبير والإصرار على مواصلة هذا الطريق مهما بلغت التضحيات».
وفي الوضع الميداني على الحدود قال نصرالله «على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يوماً تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردّاً على الاعتداءات على المدنيين». تابع: حزب الله نفّذ ما يزيد على 670 عمليةً في خلال 3 أشهر وتم إستهداف 48 موقعاً حدودياً أكثر من مرة. أردف: في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه الجيش وهو مجبور على التكتّم لكي لا يذهب الى حرب يعرف أنها صعبة جداً. أضاف: من سأل عن الفائدة لفتح الجبهة الجنوبية أقول أن هدف هذه الجبهة أمران، الأول الضغط على حكومة العدو من أجل وقف العدوان على غزة كما حصل في باقي الجبهات منها العراق واليمن والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة ميدانياً، كاشفا الى انه عندما «اضطر العدو الى سحب الفرق في الأعياد جاء بفرق من غزة وليس من الجبهة الشمالية».
وعن الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، أشار نصرالله الى انه «على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يوما تم استهداف كل المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردا على الاعتداءات على المدنيين»، وقال: «لم يبقَ موقع حدودي إلّا واستهدف مرات عدة وتم استهداف التجهيزات الفنية والاستخبارية في كل المواقع المعادية. وهذه الاستهدافات من قبل المقاومة تقدّر بمئات ملايين الدولارات. وفي المرحلة الثانية هرب جنود العدو الى المستعمرات الخالية من السكان والى محيط المواقع خوفا من فصائل المقاومة وهجومها على بعض المواقع».
وأكد اننا «نحصل على معلومات جيدة ودقيقة وصور وأفلام بخصوص تموضعات وتجمعات العدو، حيث تم تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات التابعة للعدو واليوم الضباط والجنود مختبئون، وقد حاول العدو الاستعاضة عن خسائره الفنية بالمسيرات وطائراته الاستطلاعية».
ولفت الى ان «العمليات كانت مستنزفة جداً للعدو الذي مارس تكتماً شديداً على خسائره الكبيرة، وإزاء قتلاه وجرحاه على الجبهة الشمالية، إلّا ان الخبراء في كيان العدو يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال». وقال: «الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الإسرائيلية حتى الآن ما يزيد عن 2000 إصابة في جبهة الشمال».
وتوجه الى من يسأل عن جدوى المواجهة جنوبا: «لو كنتم تعرفون حجم الخسائر البشرية لدى العدو وآلياته لما سمحتم لأنفسكم بالحديث عن جدوى القتال في الجبهة الشمالية».
وأوضح نصر الله «كنا نستهدف أهدافا عسكرية وضباطا وجنودا وإذا ضربنا بيوتا فهو ردّا على استهداف المدنيين عندنا»، وقال: «ما يجري عند الحدود الجنوبية وصفه أحد وزراء الحرب الإسرائيليين بأنه إذلال لـ«إسرائيل»، مضيفا: «ان التهجير والتشريد سوف سيشكّل ضغطا سياسيا وأمنيا على حكومة العدو».
وأسف ان «بعض السياسيين في لبنان إما جهلة أو يتجاهلون أو لم يقرأوا التاريخ منذ عام 1948. وذكر انه منذ عام 1948 «إسرائيل» هي التي تهاجم في جنوب لبنان وتعتدي على الناس وعلى الجيش اللبناني وترتكب المجازر. ودائما أهل الجنوب كانوا يهجرون واليوم المحتل الإسرائيلي هو الذي يهجر».
أضاف: «أقول للمستعمرين وللمستوطنين الذي يصرخون كل يوم ويخافون ويطالبون حكومتهم بالحزم العسكري مع لبنان هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع الثمن هو أنتم ومستوطنات الشمال».
وعلّق السيد نصر الله على كلام لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بشأن «خيمة المقاومة» الشهيرة عند الحدود، وقال لنتنياهو «حدثني عن 48 موقعاً حدودياً يدمر، و11 موقعا خلفيا يدمر و17 مستوطنة هوجمت وعن 50 نقطة حدودية، وعن جنودك المختبئين كالفئران، هل المقاومة التي تقوم بهذا الحجم من العمليات كل يوم هي مقاومة مردوعة؟ الخيمة باتت من الماضي اليوم هناك حرب حقيقية على الحدود».
واعتبر ان «المعركة التي تجري في جنوب لبنان ثبّتت موازين الردع ونحن أمام فرصة تاريخية اليوم لتحرير كل شبر من أرضنا اللبنانية ومنع العدو من إستباحة حدودنا وأجوائنا». وأكد ان «ما حصل من خرق للضاحية الجنوبية لا يمكن أن يمرّ ولن يكون بلا ردّ وبلا عقاب والقرار هو للميدان»، مشيرا الى ان «إذا سكتنا على قتل العاروري فسيصبح لبنان مكشوفاً والرد آتٍ لا محالة». وأشار الى ان «هناك اليوم فرصة تاريخية أمام العراق ليغادر المحتلون الذي سفكوا دماء شعوب المنطقة»، لافتا الى ان «الولايات المتحدة لا تريد توسيع الحرب لأنها مشغولة بجبهة أوكرانيا وهي تتهيأ لهزيمة إستراتيجية أمام روسيا».