سفيرا السعودية ومصر يبحثان المستجدات مع بري
لقاء السفراء الخمس مع المسؤولين يحدّد سريعاً
بقوة دفع دولية غير مسبوقة، يتحرك ملف لبنان امنيا وسياسياً. حركة ديبلوماسية ناشطة تتصدر الحدث المحلي، وزراء خارجية يحطون في بيروت تباعاً اولهم اليوم وزير خارجية اسبانيا على ان يليه نظيره الايطالي وبعده نهاية الاسبوع البريطاني.
المملكة العربية السعودية ومصر حركتا سفيريهما في اتجاه المسؤولين اللبنانيين، فيما ارجئت جولة سفراء الدول الخماسية لتضارب في المواعيد والانشغالات وفق المعلن من مواقف او ان جديدا استجد اوجب ارجائها، لكن في مطلق الاحوال ما اعلنه سفير مصر علاء موسى في هذا الخصوص من عين التينة كان كافيا ووافيا: “الخماسية” على قلب واحد.
سفير المملكة
محور الحركة الديبلوماسية إذاً رئاسي في شكل اساس. اذ استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري، حيث تم عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
خارطة عمل
وفي السياق نفسه، وعلى الاثر استقبل بري سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى، وتناول البحث تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان والعلاقات الثنائية بين لبنان وجمهورية مصر العربية، إضافة الى الاستحقاق الرئاسي وعمل اللجنة الخماسية.
بعد اللقاء قال موسى “تناولنا مجمل الاوضاع في المنطقة وما يحدث من تطورات وتأثيرها وتفاعلها على المنطقة وعلى دولها خصوصا على مصر ولبنان، وقد استمعت الى تقييمات دولته ورؤيته للمستقبل وطرحت عليه أيضا تقييمنا. وتناولنا أيضا مسألة الشغور الرئاسي ودور اللجنة الخماسية وخارطة عملها في المستقبل وتبادلنا الآراء حول هذا الامر وكلها باذن الله سوف تؤدي الى اشياء إيجابية سوف تظهر في المستقبل القريب ان شاء الله”.
ردا على سؤال حول أسباب تأجيل موعد سفراء اللجنة الخماسية مع الرئيس بري؟ أجاب السفير المصري: في الحقيقة اللقاء مع دولة الرئيس اليوم هو فرصة للتأكيد أن الموقف في “الخماسية” واحد وموحد وأمس التقيت دولة الرئيس ميقاتي ونقلت له نفس الرسالة وكما عبرت في اكثر مناسبة ان موقف “الخماسية” على قلب رجل واحد وفقط في ما يتعلق بإجتماع اليوم من قبل “الخماسية” اللقاء تم تأجيله الى الفترة المقبلة، وذلك في إطار إجتماعات إخرى لسفراء “الخماسية” مع مختلف القوى السياسية من أجل ترتيب مواعيد السفراء فقط، وهذا امر طبيعي يحصل بما يخص جدول ارتباطات السفراء وهو ما سيتم تداركه ومراعاته في المستقبل. ونحن في الحقيقة نسعى لترتيب لقاء لسفراء الخماسية سريعا. وهذا الإجتماع لا يهدف للحديث حول تناقضات، بالعكس يتحدث حول المشتركات وخريطة طريق لعمل الخماسية”. وحول ضرورة فصل الملف الرئاسي عما يجري في قطاع غزة؟ أجاب موسى “أقول من طبيعة الأمور أن أي دولة في العالم يجب أن يكون لها رئيس وفي الظروف المشددة والحرجة يتطلب أكثر هذا الامر، وبالتالي نحن نرى أن ما يحصل في المنطقة وما يواجهه لبنان ودول المنطقة من تحديات يستوجب الإسراع في إتمام هذا الإستحقاق وهو إنتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن”.
المهم الدوزنة
ليس بعيدا، كتب الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط على حسابه الخاص عبر منصة “إكس”: “الخماسية الرئاسية.. المهم الدوزنة”.
لدورات متتالية
في المواقف من الاستحقاق، اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان الحل رئاسيا، يكمن في الذهاب الى جلسة إنتخابيّة بدورات متتالية حتى الوصول الى إنتخاب رئيس جديد للبلاد وإلا سيبقى الفراغ سيّد الموقف، في ظل تعنّت الفريق الآخر وتمسّكه بتبوء مرشحه سدّة الرئاسة أو سيستمر في التعطيل. موقفه جاء خلال استقباله في معراب، السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو. وبحث الطرفان في مختلف التطورات في لبنان والمنطقة ولا سيّما الحرب في غزة والتصعيد في الجنوب اللبناني وخطر الانزلاق نحو الحرب والسعي الدولي لتجنيب لبنان هذا الخطر الذي أصبح داهماً أكثر فأكثر. كما ناقش المجتمعون ملف إنتخاب رئيس الجمهورية وجولة الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان على الدول العربية المعنية والتنسيق مع اللجنة الخماسية في هذا الخصوص وتوقيت عودته الى لبنان.
فرنجية مرشحنا
في المقابل، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم إلى أن “الاستحقاق الرئاسيّ ما زال في الأولوية والموعد المقرر لسفراء اللجنة الخماسية للتشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري أُجّل لأنّه قد يكون استجد أمر ما وسيتشاور السفراء في ما بينهم”. وأضاف في حديث تلفزيوني: مرشحنا الوحيد لرئاسة الجمهورية هو سليمان فرنجية إذ لم يُبحث بعد في التخلّي أو عدمه وإنّنا نختار وفق المعايير إذ حتى اللجنة الخماسية لم تدخل في الاسماء بل في المعايير”.
توافق داخلي
النائب غسان سكاف شدد ايضا، ان جلسة التمديد للقادة الأمنيين أثبتت أن التوافق بين اللبنانيين غير مستحيل، وانطلاقا من مبدأ أنه لا يمكن انتظار نهاية الحرب وما يمكن أن تمليه علينا نتائجها من فرض رئيس للجمهورية يكرّر، أو يكون سبباً للانقسام في لبنان”، وأضاف: “علينا أن نتحرك داخليا في نافذة زمنية لا تتعدى بضعة أسابيع وقبل أن ينكفئ الأميركيون لأنهم منشغلون في الانتخابات الرئاسية الأميركية”.