غزة بين الحرب والهدنة تبدأ شهرها الخامس
وفي اليوم الـ123 أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 27 ألفا و585 شهيدا و66 ألفا و978 مصابا منذ 7 تشرين الأول 2023.
وأوضحت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 107 شهداء و143 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، والاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات متواصلة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما أدى لسقوط المزيد من الشهداء، في حين شهدت المناطق الغربية لمدينة غزة وخان يونس اشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال المتوغل في المنطقتين.
واستهدف قصف إسرائيلي شقة سكنية في مدينة حمد شمال غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، خلف 6 شهداء وعددا من المصابين.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف الأحياء الغربية لمدينة غزة، وأ طلقت عشرات القنابل الدخانية في محيط مناطق النصر والشفاء والسرايا غرب المدينة، كما اعتقلت عشرات الفلسطينيين من محيط منطقة الجامعات.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارات عنيفة على مناطق متفرقة في شمال قطاع غزة، والمناطق الشرقية لمدينة خان يونس، جنوبي القطاع.
وذكر مصدر طبي فلسطيني بأن الطواقم الطبية والمواطنين قاموا بانتشال عدد من الجثامين لفلسطينيين من شوارع ومنازل في مدينة خان يونس والمناطق الوسطى للقطاع.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن عددا من الشهداء والجرحى سقطوا بعد تعرض مناطق السرايا، والرمال، والصبرة، وتل الهوا، والشيخ عجلين، ومحيط مجمع الشفاء الطبي لقصف عنيف من قبل الطائرات الإسرائيلية.
وأشار الشهود إلى صعوبة وصول المواطنين وسيارات الإسعاف لمواقع وجود الضحايا، بسبب استهداف كل من يتحرك في الشوارع من قبل القناصة الإسرائيليين الذين يتمركزون في المباني السكنية، بالإضافة إلى الطائرات التي تطلق الرصاص الحي.
كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول المساعدات شرق حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، ما أدى لإصابة عدد منهم بجراح.
ومنذ 22 كانون الثاني الماضي ينفذ جيش الاحتلال غارات مكثفة على خان يونس، وفي محيط مستشفياتها مع توغل آلياته بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة، ما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح مجددا إلى أقصى جنوب القطاع.
جوع ونزوح
والاثنين، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إجلاء نحو 8 آلاف نازح من مستشفى الأمل ومقر الجمعية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، متجهين إلى مدينة رفح، بعدما حاصرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدى أسبوعين.
وأشار الهلال الأحمر إلى بقاء 40 نازحا فقط من كبار السن في مستشفى الأمل، بالإضافة إلى نحو 80 مريضا وجريحا، و100 من الطواقم الإدارية والطبية.
وتستضيف رفح حاليا أكثر من نصف سكان غزة الذين شردتهم الحرب الإسرائيلية، ويعيش النازحون أوضاعا إنسانية قاسية في مخيمات تفتقد لأبسط مقومات الحياة.
وأظهر مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام فلسطينية تجمع برك من مياه الصرف الصحي وسط خيام النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح جنوبي القطاع.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن إسرائيل تواصل عرقلة وصول معظم المساعدات إلى شمال قطاع غزة.
وأشار دوجاريك إلى أن 10 عمليات مساعدات فقط وصلت لشمال غزة من أصل 61 عملية في كانون الثاني الماضي، وأضاف أن بعثات المساعدة إلى المستشفيات والمؤسسات الصحية غالبا ما يتم منعها.
وتفيد تقارير صحافية إلى تضور الأهالي شمالي غزة جوعا، وأنهم يحاولون سد رمق أطفالهم من خلال استخدام ما بقي بين أيديهم من علف الحيوانات، حيث استخدمت قوات الاحتلال الجوع سلاحا منذ بدء حربها على قطاع غزة، فقد قطعت الكهرباء والماء، وجرفت معظم الأراضي الزراعية.
كما قصفت قوات الاحتلال المتاجر والمخابز وقوافل المساعدات الإنسانية، وفرضت قيودا مشددة على دخول جميع الشاحنات التي تحمل مواد غذائية إلى أهالي القطاع.
ميدانيا، دارت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع غارات جوية وقصف مدفعي في الأحياء الغربية لمدينة غزة.
وسمع في المناطق الغربية والجنوبية لمدينة غزة دوي انفجارات عنيفة وإطلاق رصاص بشكل متفاوت، وفقا لشهود عيان.
وأعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- أنها دمرت جرافة إسرائيلية من نوع “دي 9” بعبوة شواظ غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
بدورها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال وآلياته بالأسلحة الرشاشة والقذائف وسط وغرب وجنوب خان يونس.
وقبل 3 أيام، عادت الاشتباكات بقوة إلى مدينة غزة ومناطق بشمالي القطاع بالتزامن مع المعارك الدائرة في خان يونس جنوبا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء إنه قتل عشرات المسلحين الفلسطينيين، وألقى القبض على العشرات خلال عمليات في أنحاء قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما وصف مدينة خان يونس بجنوب القطاع بأنها “محور القتال حاليا”.
وذكر أن نحو 80 مشتبها بهم اعتقلوا في خان يونس، من بينهم بعض المتهمين بالمشاركة في هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من تشرين الأول الماضي.