10 شهداء في غارة النبطية ولبنان يشكو في مجلس الأمن
بري وميقاتي ندّدا.. ودعوة لاجتماع عاجل لهيئة الطوارئ
لا صوت يعلو فوق صوت انين الجرحى ولا مشهد يتقدم على صور المجازر التي ترتكبها اسرائيل في جنوب لبنان في شكل شبه يومي. ثمانية شهداء، سبعة منهم من عائلة واحدة بينهم اطفال ونساء خطفت ارواحهم غارة اسرائيلية استهدفت مسكنهم في النبطية اول من امس فيما انقذت العناية الالهية طفلا انتشل من تحت الانقاض بعد اربع ساعات على الاستهداف. ارواح بريئة تحصدها اسرائيل في لبنان تضاف الى ألوف مؤلفة من ارواح الغزاويين من دون ان ترتدع، وذريعتها القضاء على من تصنّفهم في قاموسها ارهابيين، وقد اعلنت امس عن اغتيال قائد مركزي في قوة الرضوان مع نائبه في الغارة، في حين أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، نظيره الأميركي، لويد أوستن، أمس بأن لا تهاون في الرد على هجمات حزب الله. ونقلت العربية عن وزير الدفاع الإسرائيلي قوله: “طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة، معتبرًا ان التصعيد الراهن ضد حزب الله ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به”، وأضاف: “يمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان آخر “.
تطور في العمليات
ميدانيا ايضا، أطلق الجيش الاسرائيلي وابلًا من القنابل الحارقة على أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب والبستان وعيتا الشعب امس. وسجل تطور لافت على الجبهة الجنوبية حيث قصف الطيران الحربي الاسرائيلي قرى وبلدات جنوبية لم تتعرض للقصف منذ بداية الأحداث. ويسود التوتر والحذر قرى القطاعين الغربي والاوسط. من جانبه، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي اننا “شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحولاً مثيراً للقلق في تبادل إطلاق النار، بما في ذلك استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق. وأودى تفاقم النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص، بما في ذلك، وبشكل مأسوي، أرواح الأطفال. كما تسبب بأضرار جسيمة في المنازل والبنية التحتية العامة، وعرّض سبل عيش الآلاف من المدنيين للخطر”. وتابع “تعتبر الهجمات التي تستهدف المدنيين انتهاكات للقانون الدولي وتشكل جرائم حرب. إن الدمار والخسائر في الأرواح والإصابات التي شهدناها تثير قلقاً عميقاً، ونناشد جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع المزيد من التصعيد”. واشار الى انه “يجب تكثيف الجهود الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين بالقرب من الخط الأزرق. من ناحيتها، تواصل اليونيفيل العمل بشكل كامل مع الأطراف من أجل تخفيف التوترات، ويواصل حفظة السلام عملياتهم على الأرض على الرغم من التحديات التي يواجهونها”.
غارات
في المقابل، تعرضت اطراف بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على اطراف بلدة عيتا الشعب. واستهدف الطيران المسير بثلاثة صواريخ بلدة بليدا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة هاجمت عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في منطقة وادي السلوقي في جنوب لبنان اليوم. وأفاد بأن الطائرات المقاتلة هاجمت أيضا البنية التحتية التابعة لحزب الله في منطقة اللبونة في وقت سابق من امس وكذلك مبنى عسكريا تابعا لحزب الله في منطقة الطيبة.
بري
في المواكبة الرسمية، ادان رئيس مجلس النواب نبيه بري مجزرة النبطية وقال: “مجزرة جديدة يضيفها المستويان السياسي والعسكري في الكيان الإسرائيلي الى سجله الحافل بالقتل والإرهاب وحروب الإبادة من خلال العدوان الجبان الذي إستهدف الآمنين في مدينة النبطية”.
وأضاف: “إن تلك المجزرة التي إرتُكبت مع سبق الإصرار والترصد، إن دلت على شيء فإنما تدل على الطبيعة العدوانية والعنصرية لهذا العدو الذي لم يعد خافياً أنه على نقيض في أدائه ونهجه مع كل ما هو إنساني، وأن بنك أهدافه المعلن والخفي هم المدنيون وكل مقومات الحياة في وطننا ومنطقتنا”.
وتابع: “إن الدماء التي أزهقت في النبطية وقبلها في حولا والصوانة وعدشيت هي برسم الموفدين الدوليين والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، لا لتدين وتستنكر إنما لتتحرك بشكل عاجل وفوري لوقف آلة القتل الاسرائيلية وكبح جماح قادة كيان الإحتلال الذين يأخذون المنطقة نحو حرب لا تحمد عقباها”.
شكوى
وأدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي يرتكبها في حق المواطنين اللبنانيين لا سيما ما حصل ليل اول من امس في النبطية حيث استشهد سبعة اشخاص من عائلة واحدة بالقصف الاسرائيلي. وقال رئيس الحكومة: ازاء التمادي في هذا العدوان الاسرائيلي وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يسببه العدوان، تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد اسرائيل الى مجلس الامن الدولي. اضاف: في الوقت الذي نشدد على التهدئة وندعو جميع الاطراف الى الالتزام بعدم التصعيد، نجد العدو الاسرائيلي يتمادى في عدوانه، ما يدفعنا الى طرح السؤال على المعنيين الدوليين بالمبادرات عن الخطوات المتخذة للجم العدو. وقال: ازاء تصاعد العدوان طلبت من وزير البيئة الدعوة الى اجتماع عاجل لهيئة الطوارئ الوطنية لمواكبة الوضع. كما اطلعت من وزير الصحة على الواقع الصحي والاستشفائي في الجنوب والخطوات العاجلة المتخذة.
عند القائد
وسط هذه الاجواء، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان Joanna Wronecka، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد والتطورات على الحدود الجنوبية.