استفتاء شعبي وسياسي ووطني لسعد الحريري
زار الرئيس سعد الحريري عند الثانية عشرة و55 دقيقة بعد ظهر يوم الاربعاء الماضي، وسط حشود شعبية وشخصيات توافدت من العاصمة ومختلف المناطق إلى وسط بيروت، ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمناسبة إحياء الذكرى 19 لاغتياله، ترافقه رئيسة “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” بهية الحريري وعمه شفيق الحريري، وقرأوا الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه الشهداء. ثم جال الرئيس الحريري بين الحشود الذين تجمهروا حوله وأطلقوا هتافات التأييد والدعم، وصافحهم وحيّاهم على عاطفتهم. ولدى مغادرته، تحدث الرئيس الحريري إلى وسائل الإعلام متوجّها إلى الحشود، فقال “أريد أن أشكر كل الناس التي أتت من كل لبنان، وأريد أن أقول لهم، أنا أينما كنت، سأبقى الى جانبكم ومعكم، وفي النتيجة مثلما تقولون “كل شي بوقتو حلو وسعد الحريري ما بيترك الناس”. وأضاف: قولوا للجميع إنكم عدتم الى الساحة، ومن دونكم ليس هناك “بلد ماشي”. نبض البلد هنا، حافظوا على النبض، حافظوا على البلد، ونحن سويا وانا الى جانبكم، و”كل شي بوقتو حلو”.
بعدها توافدت الحشود الشعبية والمناطقية والشخصيات إلى بيت الوسط لإلقاء التحية على الرئيس الحريري والتعبير عن دعمها وتأييدها لنهجه. وفي المناسبة، قال الرئيس الحريري: أود أن أشكر كل الناس الذين نزلوا اليوم إلى ضريح الشهيد رفيق الحريري، الذي دفع دمه فداء هذا البلد. رفيق الحريري كان يملك مشروعا، ومشروعه هو المستقبل، مستقبل هذا البلد، مستقبلكم شبابا وفتيات. استشهد لأنه كان معتدلا، استشهد لأنه كان وسطيا، استشهد لأنه كان يحمل مشروعا للنهوض بهذا البلد. وأضاف: “أود أن أشكر كل من نزل إلى الساحة وقرأ الفاتحة. أريد أن أشكر كل الطوائف وكل من قدم لي التعزية بالأمس واليوم. أنا أفديكم بالروح والدم، وأريد أن أشكر كل اللبنانيين وأقول لكم إني حيثما كنت سأبقى إلى جانبكم ومعكم. ففي النتيجة، كما تقولون: “كل شي بوقته حلو، وسعد الحريري ما بيترك الناس، وأنا لن أترككم”. وختم: قولوا للجميع إنكم عدتم إلى الساحة، ومن دونكم “ما في شي ماشي بالبلد”، حفظكم الله وحفظ لبنان واللبنانيين واللبنانيات، وإن شاء الله كل شي بوقته حلو، وأنا أشكركم من كل قلبي”. ثم جال الرئيس الحريري بين الحشود وصافحهم وشكرهم.
لبنان يمرّ بمرحلة خطرة ولا حلّ إلا بتفعيل المؤسّسات
اشار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الى أن أي حل يحتاج الى انتظام المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، قائلا: صحيح انني علقت العمل السياسي لكن أعطي رأيا، وهذا ما قلته للكتل التي اجتمعت بها.
وفي لقاء مع عدد من الاعلاميين في بيت الوسط، كرر الحريري ان وقت عودته لم يحن بعد، قائلا: انا “مش شايف انو حان وقت عودتي للعمل السياسي”، مشددا على اهمية الاعتدال بكل شيء فهو الاساس في السياسة او الطوائف او المذاهب. واذ اعتبر ان “هذه المنطقة تخسر الكثير”، لفت الى ان “التقارب السعودي – الايراني ينفع المنطقة و”يصفّر” المشاكل”.
كما لفت الى ان “محبة الناس نعمة والناس قالت كلمتها، ولبنان اليوم يعاني من الانهيار الاقتصادي ومعاناة مؤسسات الدولة”، معتبرا أن “الجميع يطلب من لبنان انتخاب رئيس فعلينا ان نأتي بالحلول من الداخل ولا يجب ان نكابر”، واضاف: “بعض الاحزاب لديها تواصل مباشر مع ايران كحزب الله لكن هذا لا يعني ان ليس له حرية العمل في الداخل”.
واعتبر ان “لبنان ليس من اولوية كل الدول التي لديها مصالحها”، موضحا أن “النائب السابق سليمان فرنجية صديق كما انني صديق للوزير السابق جهاد ازعور الذي التقيته في الإمارات وانا من الاشخاص الذين يحافظون على صداقاتهم”.
ورأى الحريري أن “ما يحصل في غزّة والجنوب يجب أن يتوقّف”، مشددا على انه “إذا لم يساعد اللبنانيّون أنفسهم فمن سيساعدهم، فالدول منشغلة بمشاكلها، ويجب أن يكون لدينا قراءة واضحة”.
وتابع “الذي كسب في مشهد الامس هو سياسة الاعتدال وليس سعد الحريري، ومشروع رفيق الحريري والاعتدال وقبول الآخر، اذا كان هناك استقرار امني وسياسي اللبنانيون بمفردهم ينهضون بالبلد”.
وكرر ان “ليس لدى اللبنانيين اي خيار في مثل هذه الازمة الا تفعيل المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية ويجب تفعيل الوفاق وان نواصل المحاولة وكل يوم تأخير يعتبر فرصة نخسرها”.
وردا عن سؤال عن عدم حصول لقاء بينه وبين رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط، أجاب الحريري: “وليد هوي وليد”.
واضاف: “اي طائفة لديها مشكلة يعني ان لبنان لديه مشكلة، ان كانوا مسيحيين او شيعة او سنة او دروز… واشار الى ان ٩٩% من اللبنانيين لديهم وفاء لكن المشكلة في القيادات”.
وردا عن سؤال، اعتبر الحريري ان “تجربة تسوية العام ٢٠١٦ فاشلة لكن ذلك لا يعني ان كل التجارب فاشلة”، وقال: “ما كنت راكض أعمل رئيس حكومة اضطريت اعملها بس اتمنى يجي حدا غيري يكون عندو خبرة اكتر”.
وتابع: “ليس هناك دولة فقيرة هناك سوء ادارة ومشكلتنا سوء الادارة بشكل كبير”، مبديا أسفه الى ان “البوصلة الوطنية مكسورة والشعب لا يشعر ببعضه البعض”.
وردا عن سؤال، اشار الى ان “السعودية أخذت قرار تصفير المشاكل بدافع اقتصادي ورؤيوي أوّلاً، وأظنّ أنّ تصفير المشاكل هو الأساس في كل إنماء”.
وبالعودة الى الاستحقاق الرئاسي، قال الحريري: “اذا فعلا اراد الافرقاء رئيسا، فغدا ينتخب، لكن هناك من يريد التضحية، وآخرين غير مستعدين… فماذا ينتظرون؟ لا اعلم!.”.
واستطرد: “اذا لمست ان الطائفة السنية في لبنان تميل نحو التطرف، “ساعتها انا بتدخّل”.
الى ذلك، اشار الحريري الى ان “عدم فعل اي شيء هو الجريمة الحقيقية، انا تحملت المسؤولية فلماذا غيري لا يريد ان يتحمل مسؤولية؟!”، مذكرا بأنه علّق العمل السياسي بقرار شخصي و”نقطة على السطر”، “وكل ما يكتب عن علاقتي مع المملكة غير دقيق”.
وختم: “تدخلنا في بلدية بيروت حفاظا على المناصفة. فلماذا بلدية بيروت والقرار عند المحافظ، اما يلغوا المحافظ او يلغوا البلدية؟”.