ترامب يلعب كرة المماطلة وهذه المرة في المحكمة العليا الأمريكية

نعمت كروم

ترامب يكسب الوقت من خلال تقديم طعون غير ضرورية إلى المحكمة العليا,لإعادة القضية ٱلى محكمة الإستئناف .وهذه المرة إلى المحكمة بكامل هيئتها بدلا من هيئة من المحكمة .حيث منحت المحكمة العليا مستشاره الخاص سميث اسبوعا للرد على أحدث أساليب التأخير.
لايتحدى ترامب بشكل مباشر حكم لجنة الإستئناف المؤلفة من ثلاثة قضاة كونه مواطنا عاديا وليس رئيسا بعد الآن.وبالتالي لايمكنه استخدام الحصانة الرئاسية إلى الأبد.
للتهرب من محاكمة جنائية فيدرالية بشأن اربع تهم تطال حملة ترامب في ٦كانون الثاني/يناير ٢٠٢١ في محاولة الإنقلاب واقتحام الكابيتول الأمريكي وغزوه.
الحصانة سوف تبطل المحاكمة حرفيا
بدلا من ذلك يريد ترامب من القضاة إصدار أمر طاريء لمحكمة الإستئناف الأمريكية في مقاطعة كولومبيا المكونة من ١١قاضيا للإستماع إلى طلب الحصانة والحكم عليه .وفي حال خسارته يرفع القضية إلى المحكمة العليا,ليكسب مزيدا من الوقت.
إلى أن تقرر المحكمة العليا بطريقة أو بأخرى بناء على طلب ترمب الطاريء سيتم تأجيل محاكمة ترامب ثانية أمام قاضية المحكمة الجزئية تشوتكان.
في مصطلحات كرة القدم هذا مايسمى الوقت الأضافي
دفعت تحركات ترامب المحاكمة بالفعل إلى مابعد الموعد الأصلي في ٤أذار /مارس ,أي اليوم السابق لقائمة الإنتخابات التمهيدية الرئاسية الكبيرة في الثلاثاء الكبير.
وهذا التأخير بالضبط مايريده ترامب .إنه تكتيك شائع استخدمه ترامب في حياته المهنية الطويلة والمثيرة للجدل
تأخير ..تأخير ..تأخير ..حتى ينفذ خصمك أو تختفي الأموال أو تتلاشى ذاكرة الشهود أو حتى تتمكن من التخلص منها تماما
وهذا ما يسعى إليه ترامب التملص من مواجهة ٨٧تهمة معظمها يتعلق بالتمرد في محاكمات أخرى في جورجيا ونيوورك وفلوريدا.
وبهذه الطريقة تجنب ترامب دفع المزايا الصحية والمعاشات التقاعدية لسنوات إلى ألف من العمال النقابيين ,نقابتهم المحلية أتلانتيك سيتي نيوجيرسي ,بعد ان طلب منهم إنشاء كازينو ترامب تاج محل في أتلانتيك سيتي بولاية نيوجيرسي .بحلول الوقت الذي توصل فيه الطرفان إلى إتفاق بشأن فرض غرامة على الكازينو ,كان ترامب قد أفلس الكازينو وخسره .لقد هدد بإغلاق الكازينو مما اضطر المالك الجديد المستثمر فاحش الثراء كارل إيكان إلى دفع الفوائد كاملة.
هناك سبب اهم ورئيسي وراء رغبة ترامب في تعطيل محاكمة تشوتكان وهيئة المحلفين وهو انتخابات كانون الثاني/يناير٢٠٢٥ .فمن الممكن أن يدخل المتملقون الذين اختارهم ترامب بعناية في وزارة العدل إلى محكمة القاضية تشوتكان وإسقاط القضية برمتها ومع موافقة محامي ترامب سيكون القاضي عاجزا تقريبا عن مواجهة هذا الطلب