لقاءات ميقاتي في ميونيخ لتهدئة الموقف
مجلس وزراء «مصرفي» هذا الأسبوع
في وقت اتفق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، أموس هوكشتاين على هامش “مؤتمر ميونيخ للأمن” امس، على “الحاجة إلى حل ديبلوماسي دائم يساهم في تحقيق الاستقرار الدائم جنوبا، وعودة النازحين إلى قراهم”.. بقي صوت حزب الله “الاعلى” لبنانيا، حيث أكد امينه العام السيد حسن نصرالله امس ان لا تسوية جنوبا قبل التسوية في غزة، ملوّحاً بتصعيد المواجهات للرد “بالدم” على المجازر التي يرتكبها الاسرائيليون ويسقط فيها مدنيون، في القرى الجنوبية.
هوكشتاين
وبينما تل ابيب بدورها، ماضية في ضرباتها وغاراتها على الجنوب، رغم الاصرار الاميركي على ردعها ومنعها من توسيع حربها لبنانياً، أكّد هوكشتاين في حديث تلفزيوني “اننا نعمل بهدوء لإنهاء الصراع على الحدود اللبنانية واتساع الحرب لن يكون بمصلحة أحد”. وكان قد اعلن امس “أنّنا نحاول إبقاء الصراع في جنوب لبنان عند أدنى مستوى ممكن”، مشدّداً على “ضرورة عودة سكّان البلدات والقرى الحدوديّة الجنوبيّة إلى منازلهم، وكذلك السكّان على الحدود الشماليّة لإسرائيل”. وقال “الوضع على الحدود بين البلدين تغيّر بعد 7 أكتوبر، وسيتعيّن علينا القيام بالكثير لدعم الجيش اللبناني، وبناء الاقتصاد في جنوب لبنان، وهذا سيتطلب دعماً دولياً من الأوروبييّن وكذلك دول الخليج، وآمل أن نرى منهم الدعم في المرحلة المقبلة”.
تصعيد ميداني
وفي انتظار تبيان ما اذا كان المبعوث الاميركي الرئاسي سيعود الى المنطقة لاستئناف مساعيه “التهدوية”، التصعيدُ سيد الموقف في الميدان. ووسط هذه الاجواء، واصل ميقاتي لقاءاته وإجتماعاته خلال مشاركته في “مؤتمر ميونيخ للأمن” في المانيا، عارضا للاوضاع جنوبا وفي غزة وللملف الرئاسي. في السياق، عقد رئيس الحكومة إجتماعاً مع وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير وتم البحث في الجهود المبذولة لوقف الحرب في غزة وجنوب لبنان وأهمية أن يصار الى انتخاب رئيس جديد للبنان. كما اجتمع رئيس الحكومة مع وزير خارجية مصر سامح شكري، في حضور الوزير عبدالله بو حبيب، وتم التشديد على اولوية وقف العدوان الاسرائيلي على غزة والتوصل الى وقف لاطلاق النار ومن ثم العمل على ايجاد حل مستدام للقضية الفلسطينية. واجتمع أيضاً مع الممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في حضور ممثل الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفن كوبمانس، وأثنى على المواقف التي اطلقها في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لا سيما لجهة التشديد على حل الدولتين”. والتقى رئيس الحكومة عضوي مجلس الشيوخ الاميركي كريس مورفي وكريس فون هال، وتمّ التشديد على أهمية دعم الجيش للقيام بمهامه.
الحرب والسلم
في المقابل، اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي في حديث اذاعي أن “مواقف ميقاتي عند كل حدث سياسي متناقضة”، مشيرًا إلى أن “ميقاتي يقول إن قرار السلم بيد لبنان لكن قرار الحرب بيد إسرائيل”. وأضاف “الحكومة اللبنانية لم تقم بدورها بمعناه الفعلي فهي التي يجب أن تقول إنه على الجيش الانتشار في مناطق الـ1701”، مشيرا الى أن “قرار الحرب أو السلم يجب أن يناقش من قبل كلّ اللبنانيين كما في مجلس النواب وليس من قبل فريق واحد”، محذرا من انه و”في حال حصول إتّفاق أو “deal” على ترسيم الحدود البرية سيضعون الحكومة اللبنانية في الواجهة كقناع لحزب الله”. ورأى أن “لبنان في مهب الريح والناس في خطر”، مشدّدًا على ان “تقدير الحرب والسلم ليس من حق حزب الله”.
لا عقود
على صعيد آخر، افيد ان توتال لم توقع على عقدي إكتشاف واستخراج الغاز والنفط من البلوكين ٨ و١٠، باعتبار أن توتال الفرنسية هي المشغل وهي التي تمثل شركاءها في الكونسورتيوم وهما Eni الإيطالية وQatar Energy. وكانت مهلة التوقيع التي حددها مجلس الوزراء قد انقضت أمس، وبالتالي، وبحسب مصادر مطلعة، فقرار مجلس الوزراء بتلزيم هذين البلوكين يكون قد سقط إلا إذا قرر مجلس الوزراء، بناءً على إقتراح من وزارة الطاقة، تمديد المهلة لتوتال. وفي حال عدم التمديد، يعاد إدراج البلوكين ٨ و١٠ في دورة التراخيص الثالثة. وأكّدت مصادر وزارة الطاقة ان الخلاف مع الكونسورتيوم، المؤلف من توتال و Eni و Qatar energy مرده إلى رفض توتال تقليص مهلة المسوحات الزلزالية، في البلوك رقم ٨ والحفر، في البلوك رقم ١٠. وأوضحت المصادر أنّه في حين كانت توتال تريد استمرار هذه العملية حتى العام ٢٠٢٧، طالب الجانب اللبنانيّ بإنجاز البتّ في هذه العملية، في مهلة أقصاها سنة ونصف السنة. وأشارت المصادر إلى أنّ وزارة الطاقة بذلت كل ما في وسعها، لضمان مصالح الكونسورتيوم، في العرضين المقدمين ولكنّها في الوقت ذاته متمسّكة لأبعد الحدود بحقوق لبنان في الإسراع في عمليتي المسح الزلزاليّ والحفر.
مجلس الوزراء
اقتصاديا ايضا، مصيرُ جلسة مجلس الوزراء المقررة هذا الاسبوع ضبابي، في ظل ترنّح خطة الحكومة “مصرفيا”، علما ان مستشار رئيس الحكومة فارس الجميل اعلن اليوم انها ستعقد الخميس او الجمعة.. في الاثناء، ثبتت وكالة “ستاندرد اند بورز” التصنيف الائتماني بالعملة الأجنبية للبنان عند SD/SD. كما ثبتت التصنيف الائتماني بالعملة المحلية عند CC/C مع نظرة مستقبلية سلبية على المدى الطويل، وفقاً لـ”رويترز”.