شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الرئاسة بعيدة… بعيدة!
«في تقديري بات الاستحقاق الرئاسي عندكم، في لبنان بعيداً جدّاً، وستكونون محظيين إذا حصلت أعجوبةٌ ما وأُجرِي في الأشهر العشرة المقبلة من العام الحالي ٢٠٢٤». بهذه الشحنة من التشاؤم بادرني الديبلوماسي الأوروبي الغربي خلال «لقائنا» عن بعد عبر تقنية «زووم»، على عادتنا كلّ أسبوع. وذهب في تقديره الى الأسباب التي ألخّصها، نقلاً عنه، في الآتي:
أوّلاً – إن اللجنة الخماسية لم تجتز، بعد، حاجز الخلافات المبدئية الناشبة بين أعضائها وهي غير قليلة، وأنا أجزم (يقول الديبلوماسي الأوروبي الغربي، صديق لبنان، وهو لا يزال في الخدمة في بلده) بأن كل ما يقوله سفير من هنا وثانٍ من هناك وثالث من هنالك، عن انعدام الخلافات ليس سوى وهم.
ثانياً – ليس صحيحاً على الإطلاق أن وزراء خارجية الدول الخمس لم يتداولوا في الأسماء، فأنا أعرف يقيناً أن أربعة أسماء قدّمها وزير خارجية إحدى الدول الأعضاء الى زملائه الأربعة الآخرين، ولا يزال ينتظر ردودهم. وفي معلومات المسؤولين في بلدي فإن التأخر في الجواب، لاسيما من الولايات المتحدة الأميركية، يشكّل مؤشِّراً سلبياً.
ثالثاً – لا أكشف سراً إذا قلت إن كلّاً من إيران وإسرائيل أعربت عن «الرغبة» في الإطلاع على ما يُدار في اللجنة بالنسبة الى الرئاسة اللبنانية، وأنا واثق من أن أحد أطراف اللجنة بحث ويبحث في الملف الرئاسي اللبناني مع طهران، وأن طرفاً ثانياً يبحثه مع تل أبيب.
رابعاً – في معلوماتي (يقول الديبلوماسي) إن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله متصلّب جداً في موقفه الذي يمكن تلخيصه بنقطتين، الأولى: لم يحن الوقت، بعد، للبحث في مرشّح للثنائي الشيعي يكون بديلاً عن الوزير سليمان فرنجية، والثانية: إن لدى الحزب اهتمامات مصيرية في هذه المرحلة ناجمة عن الحرب في غزة(…).
خامساً – تؤكد معلومات دقيقة في إدارتي على أن أربع قيادات لبنانية على الأقل ليست متحمسة لإجراء الانتخابات الرئاسية في الظرف الراهن: السيد نصرالله أشرتُ الى موقفه قبل قليل. الثاني هو الرئيس نبيه بري الذي أبدى بعض الليونة ولكنه لن يغادر الصورة ويقفز خارج «الإطار» الثنائي لاعتبارات عديدة(…). والقيادة الثالثة تتمثل في رئيس حزب التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهو مثله مثل القيادة الرابعة والأخيرة الدكتور سمير جعجع، يعرفان جيّداً أن أياً منهما لن يستطيع أن يخرج منتصراً لا في إيصال مرشح له الى قصر بعبدا، ولا حتى مرشح مقرّب… وهذا التوصيف يصحّ أيضاً في الثنائي الشيعي، وفق المعادلات الحالية في المجلس النيابي. وباختصار، يختم الديبلوماسي الأوروبي الغربي هذا الجانب من لقائنا بالقول: أمامكم محطتان لا بد منهما قبل وصول الاستحقاق الكبير الى برّ أمان انتخاب الرئيس، وهما: المحطة الأولى وهي الأقل أهمية في المسألة الرئاسية وتتمثل بانتهاء حرب غزة، والمحطة الثانية والأكثر أهمية بحسب فهمي للأمور، وهي أن يتوافق الأميركي والإيراني… أما الباقي فتفاصيل. وعلى أمل أن تضع الأطراف، عندكم، نصب أعينها أنه في حال انتصر حزب الله ميدانياً في غزة والجنوب فلن يتغير شيء أساسي في الملف الرئاسي، وإن خسر في غزة فلن يستطيع أعداؤه وسائر معارضيه أن يفرضوا عليه رئيساً…