رسالة إسرائيلية تحذيرية لمجلس الأمن
اعتصامات الشارع تطيح جلسة الحكومة
اذا لم تكن اقترافات ومجازر اسرائيل اليومية في حق اللبنانيين وغاراتها واستهدافاتها التي تكاد تحوّل المنطقة الجنوبية الحدودية الى ارض محروقة حرباً، فكيف تكون الحروب؟
وها هي الدولة العبرية توجه رسالة الى رئاسة مجلس الأمن الدولي بأنّها “ستفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكريًّا، في حال لم تطبّق الحكومة اللبنانية القرار 1701 وتمنع الهجمات من حدودها على إسرائيل”.
واذا كانت الحرب الميدانية في الجنوب تطيح بالبشر والحجر، فحرب اللبنانيين مع دولتهم اطاحت جلسة مجلس الوزراء أمس، اذ اعتصم العسكريون المتقاعدون منذ الصباح الباكر في محيط السراي الحكومي مطالبين بحقوقهم وحق جميع الموظفين والعسكريين والمتقاعدين بالعدالة والمساواة والعيش الكريم وأشعلوا الإطارات مؤكدين منع اي وزير من دخول السراي، ما حدا برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى ارجاء الجلسة الى موعد لاحق.
إرجاء مجلس الوزراء
إذاً، ارجأ الرئيس ميقاتي جلسة مجلس الوزراء امس. وقال في كلمة متلفزة مباشرة من السراي: “جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة وكانت مخصصة للبحث في “مشروع قانون معالجة أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها”، وبما انه وردني الكثير من الملاحظات من معالي الوزراء على هذا المشروع، وبما ان لدي شخصيا ملاحظات عديدة عليه، كنت قد قررت ان يصار خلال هذه الجلسة الى مناقشة عامة لهذا المشروع والاتفاق على آلية لعرضه في الجلسات المقبلة لاقراره في مجلس الوزراء، خصوصا أنه كان من المستحيل اقراره اليوم بفعل كل الملاحظات التي وردت عليه. كذلك كنت أنوي أيضا ان أعرض في جلسة مجلس الوزراء المشروع الذي توصلنا اليه والمتعلق بتحسين أوضاع الموظفين والعسكريين واعطائهم بدل الانتاجية المطلوبة”.
اسرائيل تهدد
على خط آخر وفي تطور لافت، أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئاسة مجلس الأمن الدولي بأنّ بلاده سوف “تفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكريًّا، في حال لم تطبّق الحكومة اللبنانية القرار 1701 وتمنع الهجمات من حدودها على إسرائيل”. ووجّه كاتس رسالة غير مسبوقة بتفاصيلها ومعطياتها الى مجلس الأمن، بحيث بدت إحاطة رسمية لإمكان شنّ حرب واسعة على لبنان. وتورد رسالة كاتس مواعيد وطرق نقل ذخائر متطورة من إيران الى “حزب الله”، جوًّا، بحرًا وبرًّا. وتعتبر أنّ نقل هذه الأسلحة هو انتهاك للقرار 1701. ويضع كاتس ما يسمّيه وثائق عن نقل الأسلحة من إيران إلى العراق، ومن هناك إلى سوريا، فالحدود السورية اللبنانية، وتواريخ حصول ذلك. وطالب وزير الخارجية الإسرائيلي في الرسالة بوجوب أن يدعو مجلس الأمن الحكومة اللبنانية إلى التنفيذ الكامل لقراراته، وتحمّل المسؤولية ومنع الهجمات من أراضيها ضد إسرائيل والتأكد من أن المنطقة حتى نهر الليطاني ستكون خالية من الوجود العسكري أو الأصول أو الأسلحة”. وقال: “لقد حذرت إسرائيل المجتمع الدولي، مرارا وتكرارا، من جهود إيران وحزب الله لتوسيع الوجود العسكري لحزب الله. وتؤكد إسرائيل من جديد حقها الأساسي في القيام بكل ما تحتاجه في إطار القانون الدولي لحماية مواطنيها من هذه الانتهاكات الشنيعة”.
4 شهداء وجريح
ميدانياً، تمضي الآلة العسكرية الاسرائيلية في استهداف المدنيين والاماكن السكنية وجمعيات الاغاثة، وجديدها الليلة ما قبل الماضية، اذ اغارت على مركز للدفاع المدني في بلدة بليدا، ما أدى إلى سقوط 4 عناصر من الهيئة الصحية الاسلامية وفقاً للمعلومات الأوليّة، ونعت المديرية العامة للدفاع المدني – الهيئة الصحية الشهيدين المسعفين حسين محمد خليل “حسين” مواليد العام 1997 من بلدة برعشيت، ومحمد يعقوب اسماعيل “أبو يعقوب” مواليد العام 1994 من بلدة بليدا. فيما نعى حزب الله محمد حسن طرّاف “أحمد” مواليد عام 1986 من بليدا. وصباح شهدت المنطقة الحدودية سلسلة اعتداءات بدأت بإستهداف بلدة الوزاني برشقات رشاشة غزيرة وعدد من قذائف المدفعية، ما أدى الى اصابة عسكري في الجيش اللبناني، وحصول أضرار بالمنازل ومزارع الماشية. كذلك تعرضت أطراف بلدة يارون لقصف مدفعي. وأفيد عن انفجار صاروخ اعتراضي إسرائيلي في أجواء بلدة ميس الجبل. وطال القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف مزرعة حلتا وأحراج كفرشوبا وكفرحمام. وبعد الظهر، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات بالصواريخ الثقيلة على جبل اللبونة، أطراف بلدة الناقورة الساحلية، وعلى بلدة كفركلا.
في المقابل، وفيما كانت صافرات الانذار الإسرائيلية تدوي من مستعمرة يفتاح إلى مستعمرة المطلة وسط سماع انفجارات للصواريخ الاعتراضية في أجواء الحدود في القطاع الشرقي من جنوب لبنان تحدث الاعلام الاسرائيلي عن إنفجار وقع في كريات شمونة ناجم عن سقوط صاروخ او طائرة مسيّرة بينما سجّل تحليق مروحيات العدو في أجواء المستعمرات الشمالية المقابلة لبلدتي بليدا وعيترون وصولا الى أجواء كريات شمونة.
قمة باريس
اجتماع القمة الذي سيعقد في فرنسا في 27 الجاري بين الرئيس الفرنسي وامير قطر بمشاركة قادة جيشي البلدين، علما ان لا مؤشرات حتى الساعة الى مشاركة القائد عون فيها، ستبحث في كيفية تطبيق القرار 1701 وسبل دعم ومساعدة الجيش اللبناني وحاجاته الضرورية، وقد اطلع عليها وفد الكونغرس الاميركي الذي زار بيروت اخيرا، ليتم عرضها لاحقا في مؤتمر روما المفترض عقده مطلع شهر آذار المقبل.