شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – نتانياهو يبتز بايدن
أوردت دراسة فرنسية رصينة تحليلاً للعلاقة المتوترة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس «كابينت الحرب» في الكيان العبري بنيامين نتانياهو، فقالت إن الأخير يبتز الأول بالانتخابات الرئاسية الأميركية التي بدأت معركتها الجدّية فعلاً. وأضافت الدراسة ما تعريبه حرفياً: «سيّان أكان الخلاف في ما بين الرجلين حقيقياً او مفتعلاً أو صورياً»، فإن حاجة بايدن الى دور وفاعلية اللوبي اليهودي هي حاجة أكيدة، ولأن الإسرائيلي يدرك تماماً هذه الحاجة فهو يستغل هذا الوضع الى أبعد الحدود بما فيها حدّ الإعلان، غير مرّة، عن «تمرّده» على الأميركي ورفضه تدخله في قرار الحرب وكيفية التعامل معها. وفي هذه النقطة بالذات تعرب الدراسة عن «الاستغراب الشديد» لكلام نتانياهو حول التدخل الأميركي في القرار الإسرائيلي وتسأل: هل يشمل هذا الرفض الـ13 مليار دولار التي أقرها الكونغرس، أخيراً، لإسرائيل؟ وهل يشمل الجسر الجوي الممتد من واشنطن الى تل أبيب ناقلاّ أحدث وأخطر ما أنتجته مصانع السلاح الأميركية وهو أكثر بكثير وأشدّ فاعلية وخطورة وتكنولوجيا ممّا زوّد الأميركي به أوكرانيا؟
وتتوقف الدراسة عند التحرّج الذي يجد بايدن نفسه تحت ضغطه الكبير، بسبب تعذر التوازن بين الحاجة الى دعم اللوبي الصهيوني وكثافة الناخبين الأميركيين من أصول أميركية لاتينية وأيضاً تنامي أعداد المواطنين الأميركيين المسلمين وكذلك شريحة لا بأس بها من الأميركيين من أصول أفريقية، إذ إن هذه الأطياف داخل المجتمع الأميركي تؤيد الفلسطينيين، عاطفياً على الأقل، وهي تدين الحرب على غزة والمجازر الرهيبة المرتَكَبة بحق المدنيين، ولم تنفك تعبر عن مشاعرها هذه في التظاهرات الحاشدة، وقد تتجه الى تسييل هذا الموقف في صناديق الاقتراع، وهذا ما «يؤرق ليالي بايدن» على حد ما تؤكّد عليه الدراسة.
الى ذلك لم يفت الجهة التي أعدّت الدراسة أن تشير الى أن الجميع في مأزق في حرب غزة. وبالتالي الجميع أيضاً يبحث عن باب خلاص، بما في ذلك نتانياهو، «وإن كان يزعم العكس». من هنا تبدو «هدنة رمضان» مطلوبة بإلحاح ليلتقطوا، جميعاً، الأنفاس، بعدما تبين فشل الحرب الإسرائيلية في تنفيذ المخطط المرسوم لها، وأهم بنوده القضاء على حماس. أمّا حركة حماس فهي قد لا تستطيع أن تتحمل المزيد من الشهداء والتهديم، وفي الشمال (شمال فلسطين المحتلة)، قد يكون حزب الله «الأكثر ترحيباً» بهدنة رمضان. وأيضاً الحكومات العربية «تلهث» وراء الهدنة كي لا يؤدي استمرار الحرب في الشهر الفضيل الى احتجاجات شعبية «قد تتحول الى اضطرابات» في غير عاصمة عربية اعتراضاً على تخاذل المسؤولين.