تصريحات إيجابية إسرائيلية حول صفقة التبادل لكن نتانياهو يضع العصي في الدواليب
تغادر بعثة أمنية إسرائيلية إلى الدوحة للتباحث مع الوسطاء في بعض تفاصيل الصفقة المقترحة، وسط تواصل تشكيك إسرائيلي بنوايا رئيس حكومة إسرائيل نتانياهو حيال مدى رغبته بها فعلاً، رغم أن جهات محلية ترى بأن مثل هذه الصفقة تخدم مصالحها.
وحسب مصادر عبرية، فإن البعثة الإسرائيلية إلى الدوحة مكوّنة من طواقم مهنية (الجيش والشاباك)، وليست رفيعة المستوى، وهدفها التداول في تفاصيل اتفاق الإطار الجديد، ولكنها غير مخّولة لاتخاذ قرارات عدا ذلك.
وتقول مصادر إعلامية وسياسية في إسرائيل إن هناك تفاؤلاً كبيراً وحذراً عشية سفر بعثة إسرائيلية،، إلى الدوحة للتداول حول هوية المحتجزين والأسرى وشروط الهدنة.
وتنقل صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن “مصادر مطلعة” قولها إن “الاتجاه إيجابي، وهذا يستغرق وقتاً، وإسرائيل تنوي الضغط من أجل استعادة الجنديات في الدفعة الأولى من التبادل ضمن هذه الصفقة”.
وأضافت الصحيفة: “يتضمن مخطط الصفقة، وفقاً للتقارير المختلفة، هدنة موقتة لـ6 أسابيع يتم خلالها إطلاق سراح ما يصل إلى 40 مختطفًا، مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 300 أسير فلسطيني”.
كما تنوّه الصحيفة العبرية إلى أن إسرائيل تطالب “حماس” بسجل بأسماء المحتجزين الأحياء كشرط للتّقدم في الاتصالات، وتقول إنه حسب تقديرات إسرائيلية هناك نحو 100 منهم ما زالوا على قيد الحياة، مقابل نحو الثلاثين منهم باتوا في عداد الموتى.
قال نتانياهو إنه حتى لو تمت الصفقة فإن إسرائيل ستقوم باحتلال رفح، وهذا من شأنه استفزاز “حماس” ودفعها للخلف
ويستشف من تصريحات وتلميحات إسرائيلية أن تل أبيب أيضاً، في اليوم الـ١45 للحرب على غزة، معنية بهدنة طويلة (مثلما أن حماس أيضاً ترغب بذلك لحساباتها هي) نتيجة عدة عوامل، منها حاجة الجيش للراحة والتدرّب، ضغوط داخلية وخارجية من أجل استعادة المحتجزين وهم أحياء، والخوف من انفجار كبير في الضفة الغربية المحتلة، في ظل استمرار الحرب، خصوصا في شهر رمضان الوشيك.
وكان الوزير عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت قد أشار لأهمية استعادة المحتجزين الآن، ضمن صفقة لا تمسّ بإمكانية العودة للحرب مستقبلاً حتى تفكيك “حماس” من قدراتها العسكرية والسلطوية.
وتبدو الفجوة في المواقف بين الطرفين كبيرة، وهناك عدة نقاط خلافية، منها رفض الاحتلال طلب “حماس” بانسحابه من كل القطاع، والسماح لأهالي شماله العودة لديارهم.
في المقابل، تتزايد الاتهامات الإسرائيلية أيضاً، لا من “حماس” فقط، لنتانياهو بأنه يبحث عن “صفقة رخيصة” فقط تبدو عملياً غير ممكنة الآن مقابل “حماس”، وسط مؤشّرات متنوعة على أن نواياه كيدية وسلبية.
في التزامن مع سفر البعثة الإسرائيلية إلى باريس، يوم الجمعة الفائت، كَشَفَ نتانياهو عن لاءاته ضمن خطة “اليوم التالي”، فيما كشفت القناة 12 العبرية أن نتانياهو سعى لسحب تخويل البعثة بعد انطلاق الطائرة التي أقلّتها من تل أبيب لباريس، حيث سارعَ للاتصال عند الساعة السادسة صباحاً بغانتس وآيزنكوت، واقترح عليهما تقليص التفويض للبعثة، لكنها صمّما على رفض مطلبه. وتزامناً مع أجواء متفائلة، وعشية سفر البعثة الإسرائيلية للدوحة، قال نتانياهو مهدّداً إن الصفقة من شأنها التأثير على عملية رفح، موضحاً أنها ستُرْجَأ، ولن تلغى.
وفي المقابلات مع صحافة أميركية، زعم نتانياهو أن النصر قريب، وهو في متناول اليد خلال أسابيع لا شهور، معللاً ذلك بالزعم أنه من غير الممكن إبقاء رفح حصناً لـ“حماس”، وهذا التهديد يتعدّى الرغبة التكتيكية بالضغط على “حماس”، فنتانياهو، وبدوافع سياسية داخلية ومبدئية، يسعى لاستكمال احتلال القطاع، ومحاولة كّي وعي الفلسطينيين بالانتقام والتدمير واستبعاد إمكانية استعادة اللحمة الجيوسياسية بين القطاع والضفة الغربية، والهروب للأمام من تسوية الدولتين المطروحة بقوة اليوم في العالم.
وكُشف النقاب، عن تداول مجلس الحرب خططاً عملياتية لاحتلال رفح قدّمها الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي، تشمل خطة لإخلاء اللاجئين منها في غضون أسبوعين.
كما كُشف، أن نتانياهو، وخلال اجتماع الحرب، عاد وطرح طلباً يشترط تحرير الأسرى الفلسطينيين من العيار الثقيل بطردهم لقطر وتركيا ولبنان أو سوريا.
ومن المؤشرات على كيدية ومراوغة نتانياهو، ما كشفت عنه القناة 12، بأن نتانياهو وبّخَ رئيسَ الموساد، خلال اجتماع مجلس الحرب، وعلى مسمع الجميع، بقوله: “هكذا لا يديرون مفاوضات”، داعياً لإبداء مواقف متشدّدة في المداولات.