برعاية وزير الثقافة مركز العزم الثقافيّ استضاف معرضا تشكيليّا
رعى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى لمناسبة إعلان طرابلس عاصمة الثقافة العربيّة حفل إفتتاح المعرض الفنيّ التشكيليّ الذي نظمه مركز العزم الثقافيّ بالتعاون مع نقابة الفنانين التشكيليين اللّبنانيين و جمعيّة الفنانين اللّبنانيين للرسم والنحت وذلك في قاعة المعارض في مركز العزم الثقافيّ بيت الفن في طرابلس .
حضر الحفل إلى الوزير مرتضى النائب طه ناجي و ممثلين عن الفعاليّات الثقافيّة والفنيّة الإجتماعيّة و مشاركين
بداية كلمة ترحيب من مدير مركز العزم الثقافيّ عبد الناصر ياسين قال :
أيها الحفل الكريم من المبدعين الافاضل بعد خمسين سنة من مواكبة كبار مشاهير العائلة الفنيّة في لبنان والعالم اعتقدت أنّني اكتسبت الخبرة الكافيّة .
أعترف الآن بتسرعي حينما لبيت طلب الدكتورة رويده الرافعي ان استهلّ كلمات الإحتفال وأنا منهمك معها بتجهيز المعرض .
وفي طريقي إلى البيت تساءلت :
ماذا أقول عن الثقافة بحضور وزيرها الذي يعيشها بجوارحه ويعمل على نشر أبعادها ويحاضر في فلسفتها . ؟
أو هل ارحب به عنده ؟
أو عن طرابلس عاصمة للثقافة وهو مفعلها ؟
أو أتحدث عن العيش الواحد الذي هو رسالته؟
وأمام مبدعين قد عبروا إلى دواخله .؟
وفي المقلب الآخر هل ارحب بالفنانين في بيتهم وهم أصحابه ؟
أم اكلمهم عن التشكيل وهم
صناعه الذين غمروا جدران المكان ببحر من الألوان والأشكال بمناسبة عيدها .؟
صحيح انّه في البدء كانت الكلمة لكن الرسم جردها ووثّق حروفها .
حينها أدركت أين وضعتني ظلما.
وفكرت أن أطلب البراءة من عدالتكم معالي القاضي .
ولكنّي تذكرت انّه صحيح انّي مارست التعبير بالرسم والنحت والشعر وكتابة المسرح والسينوغرافيا كلغة ثقافيّة حضاريّة .
ولكن يبدو انّه في داخلي ثقافة قبليّة قديمة تعود للثأر عند الشدائد.
لذلك بعد أكثر من عشرين سنة في صداقة جمعتنا مع الدكتورة رويدا التي عرفناها زوجة صالحة وأم ناجحة وتلميذة مجتهدة وسيّدة مجتمع أنيقة وأستاذة متفانيّة وفنانة متألقة ، صلبة في مواقفها المحقة وصفات كثيرة
رغم هذا ادعوها انتقاماً إلى المنصة أمام عدالتكم لنسمع تسارع دقات قلبها أمام جمهوركم المهيب فلتتفضل.
ثمّ ألقت الدكتورة رويدا الرافعي كلمة باسم الفنانين المشاركين شكرت فيها الوزير المرتضى على رعايته وحضوره لحفل افتتاح المعرض و إدارة مركز العزم الثقافيّ وشددت على أهمية هذا الحدث الفنيّ الذي يأتي في إطار إعلان طرابلس عاصمة الثقافة العربيّة
أخيرا كلمة راعي الحفل الوزير محمد وسام المرتضى وقال :
أحيى العيد الوطنيّ للفن التشكيليّ في طرابلس ضمن فعاليّات طرابلس عاصمة للثقافة العربيّة 2024
المرتضى: طرابلس تثورُ متسلحةً بالكلمة والقصيدة واللون وتنتظر بإيمان عودةَ الضمير الى السياسة فتتعلمَ السياسةُ من طرابلس أمثولاتَ الوطنيّةِ الحقّة.
تمّ إحياء العيد الوطنيّ للفن التشكيليّ في لبنان في بيت الفن -الميناء طرابلس بحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وحشد من الفاعليّات والهيئات الثقافيّة والأدبيّة والإجتماعيّة والمعنيّة بالفن التشكيليّ ، وهو الحفل الذي اصرّ وزير الثقافة على احيائه كمحطة أساسيّة في طرابلس ضمن فعاليّات طرابلس عاصمة للثقافة العربيّة لعام 2024 بالإشتراك مع جمعية الفنانين اللّبنانيين للرسم والنحت ونقابة الفنانين التشكيليين اللّبنانيين.
وكان للوزير المرتضى كلمة تضمنت مواقف مهمة في السياسة لجهة طرابلس وعروبتها وما تمثله القضيّة الأم “قضيّة فلسطين ” لطرابلس وأهلها ،مؤكدا أنّ طرابلس :”تثور متسلحةً بالكلمة والقصيدة واللّون وتنتظر بإيمان عودةَ الضمير الى السياسة “
داعيّا السياسيين إلى استقاء العبر من طرابلس والطرابلسيين:”فتتعلم السياسة من طرابلس أمثولات الوطنية الحقّة التي توازي مئة ألف خطاب سياسيّ.”منوها بالتنوع في مدينة الفيحاء :”ههنا في طرابلس فخرنا أنّنا موحّدون بتنوعِنا. في كلٍّ منا مسيحيّة محبّة واسلام سماحة لا يتميّز الواحد منّا عن الآخر سوى بقدر لقائه مع الآخر.
ومما جاء في كلمة الوزير المرتضى :”
يسعدني لا بل يشرّفني أن أشهد في حفل إحياء العيد الوطنيّ للفن التشكيليّ وذلك ههنا في الفيحاء طرابلس…طرابلس الحقيقية التي تولدُ بأبهى حللها من الفنون التشكيليّة والتي كان لعظماء الفن والإبداع في طرابلس الفضل في نحت هويتها الإبداعيّة التي تلازمها منذ عقود.”
وقال :”وما المعرض الذي نفتتحه اليوم على هامش احيائنا لمناسبة العيد بهمّة مشكورة من نقابة الفنانين التشكيليين اللّبنانيين وجمعية الفنانين للرسم والنحت سوى تأكيد على التنوّع الذي تحتضنه الفيحاء والذي تخاطب عبر أشكاله وألوانه اللّبنانيين والعالم باللوحة والمنحوتة، فطرابلس ربيبةُ الفنون ومهدُ الفنانين والمفكرين والشعراء والأدباء وقليلٌ عليها وعلى تاريخها وأهلها أن نخصصها باعلانها مدينة الثقافة العربيّة فهي قبلنا مهدَ العروبة الخلاقة وبعدنا مدينة الروح التي يضيء جمالها على ساحل المشرق العربيّ كما تضيء خيوط الشمس على الذرى.
وتابع المرتضى:”لا يُخفى عليكم أنّ الثقافَةَ هي مرآةُ المجتمع وتنعكس فيها آمالُ وآلامُ الناس، طموحاتُهم وأحلامُهم وثوراتُهم ولذلك يأتي إزميلُ النحّات وريشة الرسام لتجسِّد بسمات أفراحِهم ودموعَ أتراحِهم فيتماهى الألم مع القلم والكَون مع اللّون ويتماهى المتلقّي مع كلّ ذلك بلا تصنّع وبطبيعيّة وانسياب وكأنّما الفن يعيش مع الناس في مخادعهم ويأنُّ من الحرمان على أسرّتهم ولذلك ترون الناس أقرب الى الثقافة والفنون منهم الى السياسة والسياسيين وهم على حقّ خصوصًا اذا كانت السياسة تجاذبًا ومناكفةً وصراعًا وتلاسنًا ومصالح جانبيةً ولذلك أيّها الأخوة طرابلس تشبه الثقافة وهي مرتاحة للغتها وفصاحتها وأسلوبها.”
وأردف :”طرابلس تثورُ متسلحةً بالكلمة والقصيدة واللون وتنتظر بإيمان عودةَ الضمير الى السياسة فتتعلم السياسة من طرابلس أمثولات الوطنية الحقّة التي توازي مئة ألف خطاب سياسيّ.”
مستطردا:”ما خبرتُه وشهدتُه خلال تحضيرات إطلاق فاعليّات طرابلس مدينة الثقافة العربيّة للعام ٢٠٢٤ كان مدهشًا ومثيرًا للكبر والاعتزاز.
طرابلس سبقتنا بأشواط ماردة في التاريخ وعريقة في الجغرافيا لا يمكن مجاراتها في عظمتها. تتحفُنا كلَّ يوم بعروبةٍ تشبه قلعة ” سان جيل ” ، مُشرِفة، عالية، راسخة، من الصليبيين إلى المماليك ، هم رحلوا وهي بقيت. عروبة طرابلس من نفس حجارة قلعتها وبنفس إرتفاع أسوارها عليها تتكسر جحافل الغزاة.”
منوّهًا بموقف طرابلس وأهلها لجهة عروبتها :”العروبَةُ التي ذَبُلَت لدى البعض في هذه الأيام وارفة الأغصان في طرابلس، العروبة التي اقترفت التطبيع عند البعض الآخر هي عروبة ٢٤ قيراط في طرابلس، فلسطين في وجدان طرابلس أجمل وأنقى فلسطين يمكن تخيُّلُها، فلسطين المقاومة، نجدها في غزة كما نجدها في أبي سمراء، وقبة النصر، وجبل محسـن، وباب التبانة، والسويقة والجسرين، والميناء، وباب الرمل، وضهر المغر، والبحصاص، والمعرض، والزاهرية. وفي كلّ شارع ولذلك طرابلس تعلّمُ العروبةَ ولا تتعلَّمُها من أحد!!
من هذه العروبة يستمِدُّ لبنان قوته. هو المنبع والبقايا فروع وهذا مدعاةُ فخرِنا وقوتِنا معًا، ههنا في طرابلس فخرنا أنّنا موحّدون بتنوعِنا. في كلٍّ منّا مسيحية محبّة واسلام سماحةٍ لا يتميّز الواحد منّا عن الآخر سوى بقدر لقائه مع الآخر، أنظروا معي أيّها الإخوة كيف يصبُّ نبع مغارة قاديشا في نهر أبو علي فهل يعيّرُ النبعُ النهرَ أنّه المنبعُ أو يعيّر النهرُ النبعَ أنّه المصبُّ أم أنّهما يتحدان في مجرى واحد؟ هذه هي طرابلس التي يتحد فيها المصبُّ بالمنبع والأصل بالفرع لأنّها المصهر والمجرى والمدينة المفتوحة على المحبة ولقاء الآخر.”
وختم الوزير المرتضى كلامه :”إنّ لقاءنا اليوم حول الفنون الجميلة يجب ان يتكرر في نفوسنا جميعًا فتكونُ جميلةً هي أيضًا على غرار جمال الفنون تتنوعُ وتتعددُ وتتلونُ ولكن مع وحدة المصدر وهو العيش الواحد ، فلتكُن طرابلس مدينة الثقافة مصدرَ إلهامَ لنا ولنَنهل من تاريخها وأهلها عيشنا الوحيد ولنصدّره الى باقي المناطق فتستعيد الفيحاء دورَها عاصمةً للجمعِ واللقاء والحياة…
مبارك لكم عيدكم أيّها الفنانون التشكيليون
عاشت طرابلس أبيّة بهيّة فيحاء ثقافة وعروبة ووحدة وطنيّة.
وفي الختام شارك الجميع في قصّ الشريط وافتتاح المعرض.