احتدام القتال في حي الزيتون وخان يونس واستهداف جديد لمنتظري المساعدات والأونروا: الأسوأ لم يأت بعد
في اليوم الـ151 للحرب على غزة سقط جرحى برصاص الاحتلال لدى سعيهم للحصول على مساعدات في مدينة غزة، في حين اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الاستهداف “إمعانا في تعزيز المجاعة وتكريس الحصار”.
ومنذ صباح الثلاثاء كثف طيران ومدفعية الاحتلال غاراته على مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة مخلفا عشرات الشهداء والجرحى، في حين احتدم القتال بين المقاومة الفلسطينية والقوات المتوغلة في حي الزيتون بمدينة غزة وفي خان يونس جنوبي القطاع.
وحسب وزارة الصحة فقد ارتكبت قوات الاحتلال 10 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، راح ضحيتها 97 شهيدًا و123 إصابة.
واستشهد 9 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال حيًا سكنيًا بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، حيث جرى نقلهم بعد عناء إلى أحد المشافي القريبة.
كما استشهد شابان وجرح آخرون في قصف الاحتلال منزلاً في شارع الهوجا بمخيم جباليا، كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منازل لعائلة الغندور والكيلاني شمال غزة، ما أوقع عدداً من الشهداء والإصابات، جرى نقلها إلى مستشفى كمال عدوان.
وذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال شن غارات بالطيران الحربي والمدفعية على العديد من المناطق الشمالية والشرقية لشمال قطاع غزة.
وأصيب عدد من المواطنين في قصف الاحتلال شارعَ الرشيد الساحلي، مقابل وسط قطاع غزة، فيما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الغربية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة.
كذلك استشهد عدد من المواطنين، وأصيب العشرات بجروح مختلفة، في قصف الاحتلال منزلاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن عدداً من المواطنين استشهدوا، وأصيب آخرون، جراء قصف المنزل الذي يعود لعائلة “السدودي” بالمخيم.
وفي مدينة خان يونس، واصلت قوات الاحتلال هجومها البري العنيف، والذي وسع هجماته على المدينة منذ ثلاثة أيام، حيث قامت تلك القوات، خلال الساعات الماضية، بشن سلسلة غارات جوية استهدفت عدة منازل، كما شنت المدفعية الإسرائيلية هجمات أخرى، تركز غالبيتها على مدينة حمد السكنية شمال المدينة.
وذكرت مصادر طبية أنه وصل إلى مشفى غزة الأوروبي في المدينة 25 شهيداً، 17 منهم ارتقوا في قصف لمنزل عائلة الفقعاوي، حيث تمكنت طواقم الدفاع المدني بصعوبة من انتشال عددٍ من الأحياء من تحت ركام القصف العنيف.
واستمرت الغارات أيضاً ضد مدينة رفح، حيث ارتفع عدد الشهداء، خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، إلى ١٧ شهيداً، جراء قصف عدد من المنازل شمال ووسط المدينة.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 30631، إضافة إلى 72043 إصابة.
وفي السياق، أبقت سلطات الاحتلال على تشديد إجراءات الحصار على مناطق شمال قطاع غزة، ما فاقم من معدلات الجوع وسوء التغذية، التي وصلت إلى مستويات عالية، حيث ذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال حال دون دخول العديد من شاحنات المساعدات الثلاثاء، في وقت تمكنت فيه عدة طائرات شحن كبيرة، من إلقاء كميات كبيرة من المساعدات جواً على تلك المناطق.
وحسب المعلومات، فإن عدة طائرات أردنية ومصرية وفرنسية وأميركية، نفذت، الثلاثاء، أكبر عملية انزال جوي للمساعدات منذ بدء الحرب، فوق مناطق شمال القطاع.
إلى ذلك فقد أكدت منظمة الفاو أن 80% من سكان غزة يصنفون بأنهم في وضع الكارثة والمجاعة بسبب الجوع، وأشارت المنظمة إلى أن 25% من سكان قطاع غزة في مناطق الشمال والوسط في وضع كارثي نتيجة انعدام الغذاء.
وفي السياق، حذّرت منظّمة الصحة العالمية من أن عشرات الأطفال يموتون جوعاً في مشافي شمالي قطاع غزة جراء النقص الحاد في الغذاء والوقود والأدوية.
و حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، الثلاثاء، من “انفجار وشيك” في عدد وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية بقطاع غزة، موضحة أن معدلات الوفيات بشمال القطاع “أعلى بثلاث مرات” من المسجلة في الجنوب.
يشار إلى أن المفوض العام لـ “الأونروا” فيليب لازاريني قال إن 5% من سكان غزة إما قُتلوا أو جرحوا أو فقد أثرهم. وذكر أن معاناة السكان يستحيل وصفها بالشكل الملائم، إذ يضطر الأطباء إلى بتر أطراف الأطفال المصابين بدون تخدير، وينتشر الجوع في كل مكان وتلوح في الأفق المجاعة التي هي من صنع البشر.
وأشار إلى خطورة أي هجوم على رفح، حيث يتركز وجود نحو 1.4 مليون نازح. وأكد عدم وجود مكان آمن أمام سكان غزة، يمكن أن يتوجهوا إليه.
وأضاف: “على الرغم من كل الأهوال التي عاشها أهل غزة، والتي شهدناها، إلا أن الاسوأ لم يات بعد“.