البنتاغون يسحب سفنه الحربية الكبرى من المتوسط كمؤشر على هدنة في غزة
سحب البنتاغون جميع سفنه الحربية الكبرى ومنها حاملات الطائرات من البحر الأبيض المتوسط، في خطوة يمكن تفسيرها بأن واشنطن ضمنت عدم اتساع نطاق الحرب بدخول حزب الله فيها. وعليه، لا يمكن استبعاد محادثات جرت سرا بينها وبين طهران في هذا الشأن.
ومنذ اندلاع الحرب بعد طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول الماضي، نشر البنتاغون حاملتي طائرات في المنطقة وهي إيزنهاور في بحر العرب وجيرالد فورد شرق المتوسط والسفينة الهجومية البرمائية التي تحمل عشرات المروحيات باتان في البحر الأحمر علاوة على عدد آخر السفن الحربية. وكان الهدف من هذه السفن الحربية هو مد الكيان الإسرائيلي بالسلاح الذي يكون من باب الاحتياط في السفن، ثم التهديد بالحرب في لبنان إذا انخرط حزب الله في الحرب ضد إسرائيل. وكان الأمين العام لحزب الله قد اعترف في خطابه الأول بعد 7 أكتوبر بوجود تهديد أميركي حقيقي ضد لبنان في حالة التدخل في الحرب.
وبعدما غادرت جيرالد فورد شرق المتوسط، انتقلت سفينة باتان من البحر الأحمر الى هذه المنطقة. وكانت هذه الحاملة تشارك في مناورات في الخليج العربي بداية أكتوبر الماضي، وبعد 7 تشرين انتقلت الى البحر الأحمر ولاحقا قبالة السواحل اللبنانية ضمن سياسة الردع العسكري ضد حزب الله. وتضم هذه 2200 من نخبة أفراد المارينز المعروفين بمجموعة “26 أ”، الذين يقومون بمهام التدخل البري في مناطق الأزمات وعمليات بحرية منها حماية السفن، ولهذا تحمل هذه السفينة طائرات مروحية لنقل الجنود والضرب الناري وليس المقاتلات. وعمليا، ومنذ تأسيس هذه الوحدة سنة 1970، شاركت في معظم التدخلات الأميركية سواء الحربية مثل يوغوسلافيا والعراق أو إجلاء الأميركيين من مناطق النزاع، ويعتقد أن بعض عناصرها شاركوا في حرب قطاع غزة.
ونشر المعهد البحري المختص في أخبار البحرية الحربية الأميركية معلومات عن وصول السفينة الحربية باتان الى مقرها في كارولينا الشمالية نهاية هذا الأسبوع، بعد شهور في الشرق الأوسط. وبينما يحافظ البنتاغون على حاملة الطائرات إيزنهاور في البحر الأحمر لمواجهة الهجمات التي يقوم بها الحوثيون ضد سفن الشحن الدولي، لم تعد تتواجد أي سفينة حربية كبيرة شرق المتوسط.