استئناف التحرك الرئاسي لسفراء «الخماسية»
«القوات»: ليدعو باسيل الحزب إلى تسليم سلاحه
باشر سفراء الخماسي لقاءاتهم أمس في جولة ستشمل في قابل الاسابيع، القوى السياسية قاطبة، متطلّعين الى ان يُتوّج مسعاهم، بانجاز الانتخابات الرئاسية. وكانت عين التينة اولى محطات السفراء، حيث استقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال “اللقاء كان جيداً وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الإستحقاق”. من جهته، قال موسى “الهدف من هذا اللقاء هو بداية الحديث مع الرئيس بري للتأكيد على ما سبق وأعلنه، سواء أمامنا في اللجنة وفي وسائل الاعلام، أنه ملتزم في بذل كل المساعي من أجل إنتخاب الرئيس وتسهيل العملية الإنتخابية. والحقيقة تحدثنا مع دولته بتفاصيل كثيرة وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات للخماسية مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون إستثناء وعلى فترات”.
كما استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السفراء في بكركي، وقد اكد السفير المصري علاء موسى بعد الزيارة ان لقاء سفراء “الخماسية” مع البطريرك الراعي بالغ الأهمية وكان الهدف من اللقاء إعلامه واستشارته في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها”.
الراعي للدستور
واشارت مصادر بكركي الى ان “البطريرك أعرب للسفراء عن استغراب سلوك طريق شائك قد لا ينجح فيما الدستور واضح والمسار الديموقراطي يقضي بفتح المجلس”. اضافت: البطريرك تمنّى التوفيق للسفراء الخمسة رافضاً تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي.
في معراب
وفي الاولى بعد ظهر اليوم يزور سفراء اللجنة الخماسيّة رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب.
ليس بعيدا، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم أنّ إحداث خرق في جدار الجمود الرئاسي أمر ممكن في أيّ لحظة، إذا تم التوصل الى تفاهم بين الفرقاء واضعا ما يحصل اليوم من حراك، سواء عبر الخماسية الدولية أو تكتل الاعتدال، في خانة المساهمة في تقريب وجهات النظر واكتشاف نقطة وسط تؤدي الى خرق الجمود. وشدد في حديث اذاعي، على أن لا ربط بين مصير الحرب في غزة والاستحقاق الرئاسي، داعيا الى اعتبار ما يجري حافزاً للاسراع في انجاز الاستحقاق وهو ما ينادي به الرئيس نبيه بري مرارا لناحية ضرورة تلقف الفرصة وانتخاب رئيس اليوم قبل الغد.
القوات والسيادة
وسط هذه الاجواء، تفاعلت الدعوة التي وجهها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى البطريرك الراعي للدعوة الى اجتماع يضم القادة المسيحيين. في الاطار، أكدت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” ان “المأساة التي وصلت إليها البلاد لم تعد تحتمل لا لقاءات للصورة ولا مناورات سياسية ولا محاولات لاستخدام هذه اللقاءات تحسينًا لشروط مع الحليف الذي ما زال يقتصر الخلاف معه على الجانب السلطوي فقط لا غير”. واكدت انه يجب بالتأكيد وضع “خط أحمر عريض تحت الوجود والشراكة المتناصفة”، ولكن يجب بالقدر نفسه وضع خط أحمر عريض تحت بند السيادة، وقد أظهرت تجربة العقود الماضية ان إسقاط السيادة هدّد الوجود وضرب الشراكة، والمدخل للحفاظ على الوجود والشراكة يبدأ بالسيادة. تابعت “يكرِّر النائب باسيل في كل مواقفه وقوفه خلف ما يسميه مقاومة لحماية لبنان، وهذا ما يشكل نقطة خلاف جوهرية والسبب الرئيس للأزمة اللبنانية منذ خروج الجيش السوري من لبنان، وما لم يعلن النائب باسيل وجوب ان يسلِّم “حزب الله” سلاحه للدولة لا نرى اي موجب للتلاقي في سياق مشهدية واحدة، لأن أي مشهدية يجب ان تعبِّر بصدق عن رغبة اللبنانيين بقيام الدولة الفعلية التي يحول دونها سلاح “حزب الله” ودوره.
دور قطر
على صعيد آخر، رحب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب خلال لقائه سفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، بالدور القطري البناء في مساعدة لبنان سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وقال بوحبيب: “نتطلع الى ان تتمكن قطر، وبالتعاون مع كافة الأشقاء، من وقف التصعيد والصراع الدائر في منطقتنا، خصوصا وقف الحرب في غزة، واعادة الهدوء الى جنوب لبنان”.
رد على سوريا
من جهة ثانية، وجه لبنان كتابا جوابيا الى الجانب السوري ردا على الرسالة الاحتجاجية التي وجهتها الى الخارجية اللبنانية اواخر شباط الماضي، على تشييد مراصد مراقبة على الحدود الشمالية الشرقية اللبنانية مع سوريا. وأكد لبنان بحسب معلومات “المركزية” احترامه الكامل لسيادة الأراضي السورية وقيامها بكل ما يلزم بهدف منع عمليات التسلل والتهريب. وشدد على ان هذه المراصد تشكل جزءاً من نظام القيادة والسيطرة لضبط الحدود وقد بنيت بمساعدة عدد من الدول الصديقة وهي تدار من قبل الجيش اللبناني فقط. وفي ما يتعلق بإثارة الجانب السوري موضوع إدارة الابراج من قبل ضباط بريطانيين ولبنانيين والقول بأنها تشكل أبراج تجسس يبني عليها العدو الاسرائيلي كامل معلومات الاستطلاع في العمق السوري، كان الرد اللبناني من قبل قيادة الجيش ان تلك المراصد تهدف إلى مراقبة الحدود ومنع تسلل الارهابيين وضبط أعمال تهريب الاشخاص، المخدرات، الاسلحة والممنوعات من والى لبنان، أما التجهيزات الموجودة عليها فهي مرتبطة حصرا بقيادة الجيش اللبناني والكاميرات المنصوبة عليها موجهة إلى الاراضي اللبنانية ولا يتم توجيهها إلى داخل الاراضي السورية، بل يقتصر ذلك على الحدود من الجهة اللبنانية بغية مراقبة حركة عبور الاشخاص والآليات خارج المعابر الشرعية ووقف أعمال التسلل والتهريب.