بلينكن غدا في تل أبيب بعد جدة والقاهرة.. وميناء إيلات يفقد نصف عماله تحت ضغط الضربات
إسرائيل ماضية بتدمير مُجمّع الشفاء.. وفشل مفاوضات التبادل
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المملكة العربية السعودية أمس في إطار جولة إقليمية لبحث الجهود المبذولة لتأمين هدنة في غزة في وقت أعلنت فيه حماس عن تعثر المفاوضات في الدوحة بعد “رد سلبي” من وفد الاحتلال على المقترح الذي قدمته الحركة.
ميدانيا وسّعت قوات الاحتلال حربها على الشرطة ولجان الطوارئ في غزة فيما ستمرت معركة “الشفاء” لليوم الثالث على التوالي حيث تدور معارك طاحنة في المحيط تهدف إلى محاولة تقويض قوة حماس وصمودها على الأرض.
ومن المتوقع أن يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بلينكن في جدة بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس كان على متن الطائرة.
وتمثل السعودية المحطة الأولى في جولة بلينكن السادسة في الشرق الأوسط منذ بدء حرب غزة.
ومن المقرر أن يسافر بلينكن اليوم إلى مصر التي شاركت في جهود وساطة سابقة حيث أفادت مذكرة لوزارة الخارجية المصرية أن وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن ووزيرة التعاون الدولي الإماراتية ومسؤول فلسطيني كبير سيجتمعون اليوم مع وزير الخارجية الأميركي في القاهرة.
كما سيتوجه بلينكن غدا إلى إسرائيل في زيارة لم تكن مقررة من قبل، وتأتي وسط توتر العلاقات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر في بيان إن بلينكن سيبحث في مدينة جدة السعودية وفي القاهرة جهود الوساطة التي تجريها مصر وقطر فضلا عن الجهود المبذولة لتوصيل المزيد من المساعدات إلى غزة.
وتأتي الزيارة في وقت يتصاعد فيه القلق العالمي بشأن الحرب التي تدخل الآن شهرها السادس، حيث يتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير حركة حماس ردا على هجوم 7 تشرين الأول.
وقال بلينكن عشية سفره إلى السعودية إن محادثات “مرحلة ما بعد الحرب في غزة” ستكون العنوان الذي يجمعه بقادة كبار السعوديين والمصريين.
وقال خلال مؤتمر صحفي في مدينة مانيلا التي زارها قبيل جولته للشرق الأوسط إنه سيواصل المحادثات التي من شأنها ترتيب الحكم والأمن وإعادة تطوير غزة بعد الصراع، وأضاف “لقد قمنا بالكثير من العمل منذ كانون الثاني، خاصة مع شركائنا العرب، وسنواصل تلك المحادثات، بالإضافة إلى مناقشة الهيكل الصحيح لسلام إقليمي دائم”.
وكان بلينكن حذر في تصريحات سابقة من أن “جميع سكان غزة” يعانون من “مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين أنهم لا يتوقعون أن تسفر زيارة بلينكن للمنطقة عن “اختراقات كبيرة”، مشيرين إلى أملهم أن تدفع زيارته المباحثات للأمام “بعدما استهلكت تركيزه لعدة أشهر”.
ومن المقرر أن يزور بلينكن إسرائيل غدا ضمن زيارته، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر أمس.
وقال ميلر إن وزير الخارجية سيناقش مع المسؤولين الإسرائيليين “المفاوضات الجارية لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن” والجهود المبذولة لتعزيز توصيل المساعدات إلى غزة.
في الأثناء قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، إن الوسطاء في مساعي التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل أبلغوا الحركة بموقف إسرائيل وكان “ردها سلبياً بشكل عام”.
وكانت حماس قالت الثلاثاء إنها قدمت للوسطاء في مصر وقطر تصوراً شاملاً لاتفاق مع إسرائيل “يرتكز على المبادئ والأسس التي تعتبرها ضرورية للاتفاق”.
لكن حمدان قال في مؤتمر صحافي في بيروت إن رد إسرائيل على المقترح “لا يستجيب لمطالب شعبنا ومقاومته.. بل ويتراجع عن موافقات قدمها سابقاً للوسطاء ونُقلت إلينا عبرهم، إمعانا في سياسة المماطلة مما من شأنه أن يعرقل المفاوضات، وربَّما يوصلها الى طريق مسدود”.
وأكد القيادي الفلسطيني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته والأطراف التي دعمت “العدوان” على غزة يتحملون جميعاً مسؤولية تعطيل الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق.
وكان تقرير نشرته قناة 14 الإسرائيلية أشار في وقت سابق أمس إلى تعليمات صدرت لفريق إسرائيل المفاوض في قطر بعدم الموافقة على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب التقرير، فأن التعليمات الواضحة التي أعطيت للفريق الذي بقي في الدوحة بعد عودة رئيس الموساد ديفيد بارنيا إلى إسرائيل، هي عدم الموافقة على .على أي سيناريو لإنهاء الحرب في غزة.
وأوضح التقرير أن الموضوع الحساس في الوقت الحالي في المناقشات هو “وقف الأعمال العدائية”.
وأمس كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حديثه عن الاستعدادت الجارية لاجتياح رفح جنوبي قطاع غزة، لكنه قال إن الأمر “سيتطلب بعض الوقت”، في حين نقلت وكالة رويترز أنه سيتحدث مع أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ الأميركي بعدما انتقده زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر.
وقال نتنياهو -في خطاب متلفز. امس “في محادثتنا الأخيرة، قلت للرئيس الأميركي: من المستحيل إكمال النصر من دون دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح من أجل القضاء على بقية كتائب حماس”.
وتابع “أريدكم أن تعلموا أنني وافقت بالفعل على الخطة العملياتية للجيش الإسرائيلي، وسنوافق قريبا أيضا على خطة إجلاء السكان المدنيين من مناطق القتال”.
وأشار نتنياهو إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن دعاه إلى الأخذ بمقترحات المسؤولين الأميركيين سواء في المجال الإنساني أو الجوانب الأخرى، وأضاف “هناك أوقات اتفقنا فيها مع أصدقائنا، وهناك أوقات لم نتفق معهم”.
في هذا الوقت كشف مسؤولان أميركيان رفيعان، لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أمس الأول أن واشنطن ستطرح خططاً بديلة بشأن كيفية مواصلة إسرائيل لملاحقة حركة “حماس” دون تنفيذ “عملية برية كبيرة” في رفح.
وقال أحد المسؤولين للصحيفة: “لن نقول لهم لا تستطيعون تنفيذ العملية، وإنما سنقول إننا مستعدون للعمل معكم على بدائل يمكن أن تساعدكم في تحقيق أهدافكم”.
ولمح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى هذه الفكرة، الاثنين، حين أعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل طلباً من الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اتصال هاتفي في وقت سابق من نفس اليوم، بإرسال فريق حكومي إلى واشنطن.
وفي السياق يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن الأسبوع المقبل في أول زيارة رسمية له منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، بناء على دعوة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وفق بيان صادر عن مكتبه أمس.
ولم يوضح البيان تاريخ الزيارة، لكنه قال إن غالانت سيجتمع مع وزير الدفاع في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) لإجراء حوار متعمق بشأن قضايا أمنية من بينها تطورات الحرب على غزة وتعزيز القوات ومجالات التعاون العسكري الثنائي والقضايا الإنسانية.
ومن المقرر أيضا أن يجتمع غالانت مع مسؤولين كبار آخرين في الإدارة الأميركية والكونغرس، بحسب البيان الإسرائيلي.
من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز عن مصادر أن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر رفض طلب نتنياهو التحدث أمام تكتل الديمقراطيين.
من جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ببذل كل الجهود الممكنة لوقف القتل في غزة وضمان إطلاق سراح “الرهائن”، وأكد أن لا شيء يبرر العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع، مشيرا إلى أن أكثر من مليون شخص مهددون بالمجاعة هناك.
ميدانيا وفي اليوم الـ166 للحرب على غزة واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى بالتوازي مع استمرار اقتحامه وحصاره لمجمع الشفاء الطبي لليوم الثالث على التوالي.
واستشهد العشرات جراء قصف الاحتلال امس لمخيمي النصيرات وجباليا، وذلك بعد ساعات من استشهاد 23 آخرين بقصفه لجانا عشائرية تؤَمّن توزيع المساعدات بدوار الكويت في غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر بالقطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 104 شهداء و162 مصابا، بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال محاصرة مجمع الشفاء الطبي لليوم الثالث على التوالي في حين أصيب 9 جنود إسرائيليين في المعارك الدائرة داخل غزة.
وأمس قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي إن عملية جيش الاحتلال التي تستهدف مجمع الشفاء الطبي، تهدف إلى “ضرب قيادة حماس والضغط على الحركة في المفاوضات.
وأفادت الوزارة بارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي إلى 31 ألفا و923 شهيدا و74 ألفا و96 مصابا.
كما أفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة باستشهاد أكثر من 100 من العاملين في تقديم المساعدات في 8 مجازر ارتكبها الاحتلال خلال أسبوع، مشيرا إلى أن هدف هذه المجازر هو تكريس سياسة التجويع ونشر الفوضى والفلتان الأمني في القطاع.
وفي ما يخص عمليات المقاومة، أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها استهدفت ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” في منطقة القرارة شمال مدينة خان يونس.
ووفق المعطيات المنشورة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي أمس فقد أصيب 9 جنود إسرائيليين خلال الساعات الـ24 الماضية في المعارك الدائرة داخل غزة، مما يرفع إحصائية الضباط والجنود الجرحى إلى 3099 منذ بدء الحرب.
وأشارت المعطيات إلى أن 486 من الجنود الجرحى كانوا في حالة صعبة، و820 في حالة متوسطة، و1793 بحالة طفيفة.
من جهة ثانية أعلن جيش الاحتلال أمس أن قواته قامت بتصفية قيادات بارزة من حركة حماس في رفح، عبر عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي “شاباك”.
وقالت الجيش الإسرائيلي في بيان مشترك مع الـ”شاباك”: “في يوم الاثنين، قامت طائرات مقاتلة تابعة للجيش، بناء على معلومات استخباراتية للجيش الإسرائيلي والشاباك، بتصفية عناصر بارزة من حماس في رفح، والذين ساعدوا جناحها العسكري في فرض سيطرته المستمرة، وكذلك العمليات في الميدان”.
وأضاف إن قادة حماس الذين تمت تصفيتهم هم، سيد كتاب الخشاش، وأسامة حمد زاهر، ومحمد عودة الملاخي، رئيسا مكتب الطوارئ التابع لحماس في شمال وشرق رفح، وهادي أبو الروس كاسين ضابط العمليات.
كما جرى “تصفية نضال الوليد، رئيس مكتب طوارئ رفح التابع لحركة حماس، والذي أدار جميع عمليات الحركة في المنطقة، في غارة جوية الأسبوع الماضي”.
وأوضح البيان المشترك على أن “القادة هم من كبار النشطاء ويمثلون قيادة حماس في رفح. وكجزء من مهامهم، أداروا أنشطة المنظمة الإرهابية في المناطق الإنسانية وكانوا مسؤولين عن التنسيق مع نشطاء حماس في الميدان”.
وفي الضفة الغربية أعلن الهلال الاحمر الفلسطيني استشهاد 3 فلسطينيين في مدينة جنين وفي حين تتواصل اقتحمات الاحتلال لمدن وقرى الضفة، نعت كتيبة جنين من وصفته بـ”صائد الشاباك”.
على صعيد آخر أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بالطيران المسير.
في إسرائيل قال اتحاد عمال إسرائيل إن نصف عمال ميناء إيلات سيفقدون وظائفهم بسبب أزمة خطوط الشحن بالبحر الأحمر وهجمات الحوثيين.