«أطباء بلا حدود»: دول غربية متواطئة بالإبادة
عشرات الضحايا في هجمات إسرائيلية جديدة وإقالة ضابطين للتغطية على استهداف موظفي الإغاثة
ذاستمرت الغارات الدامية التي تنفذها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة، وتصاعدت خلال الساعات الـ 24 الماضية، وسقط عشرات الضحايا، بعد فشل جولة محادثات التهدئة الأخيرة، ما كشف زيف المحاولة الفاشلة التي سعت إليها دولة الاحتلال، لتخفيف الضغط الدولي عليها، بعد المجزرة التي اقترفتها ضد موظفي الإغاثة في “المطبخ العالمي”، والتي تمثلت بإعفاء اثنين من كبار قادتها العسكريين، والإعلان عن إدخال مساعدات لسكان غزة، الذين يواجهون المجاعة.
وذكرت مصادر محلية أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارة على منطقة أبراج الشيخ زايد السكنية، شمال قطاع غزة، وذلك بعد قصف مدفعي استهدف منطقة قليبو وبلدة بيت حانون شمال القطاع.
واستشهد ثلاثة مواطنين في القصف الذي استهدف بيت حانون، بينهم مسعف حاول نقل الشهداء.
كما قام الطيران الحربي بشن عدة غارات جوية على حي تل الهوا غرب غزة.
كذلك استهدفت المدفعية الإسرائيلية الكثير من مناطق وسط القطاع، وخصوصا المناطق الشرقية، إذ يقوم الاحتلال بين الحين والآخر بالتوغل على أطرافها.
وشن طيران الاحتلال سلسلة غارات استهدفت مخيمات النصيرات والمغازي ودير البلح وبلدة الزوايدة أسفرت عن استشهاد 15 مواطناً وسقوط عدد من الجرحى.
وفي مدينة خان يونس، تواصلت العملية العسكرية البرية، المستمرة منذ نحو أربعة أشهر، حيث لا تزال قوات الاحتلال تفرض حصاراً على مناطق غرب المدينة، التي تضم مشفيي “الأمل” و”ناصر”، ما عرّض حياة المرضى للخطر.
وأفادت مصادر من المدينة عن سماع دوي انفجارات ضخمة، ناجمة عن قيام جيش الاحتلال بتوسيع عمليات نسف المربعات السكنية في مناطق وسط وغرب المدينة.
كما دمرت طائرات الاحتلال عدة منازل في منطقة بطن السمين جنوبي غرب خان يونس، وأخرى في بلدة عبسان شرقاً.
وطالت الهجمات الدامية الجديدة مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي يواصل جيش الاحتلال وقادة حكومة تل أبيب التهديد بشن عملية عسكرية ضدها، وقد أغارت طائرات الاحتلال على أرض زراعية قرب بوابة صلاح الدين على الحدود المصرية الفلسطينية بمدينة رفح.
وفي السياق، أفرجت سلطات الاحتلال عن 101 أسير فلسطيني من قطاع غزة اعتقلتهم خلال الحرب المستمرة على القطاع، وكان معظم المعتقلين قد اعتقلوا من مشفى “ناصر” خلال اقتحامه قبل نحو 50 يوماً، وكان من بينهم من اعتقل أيضاً خلال اقتحام مشفى “الشفاء”.
وذكرت وزارة الصحة أن قوات الاحتلال ارتكبت خمس مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، راح ضحيتها 54 شهيدًا و82 إصابة.
وبذلك ارتفع عدد الشهداء، وفق آخر إحصائية للوزارة إلى 33091 شهداء و75750 إصابة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وواصلت المقاومة الفلسطينية عمليات التصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع، وأعلن الجناح العسكري لـ”حماس” عن استهداف دبابة إسرائيلية من نوع ميركافه شرق دير البلح وسط قطاع غزة، بقذيفة “الياسين 105”.
كما قامت فصائل المقاومة بإطلاق عدة صواريخ محلية الصنع على بلدات إسرائيلية تقع على مقربة من الحدود مع قطاع غزة، رداً على استمرار الحرب والهجمات الدامية.
وقد دلّت الغارات الدامية الجديدة على أن القرارات التي اتخذها رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال بإعفاء اثنين من كبار قادة الجيش، وتوسيع عمليات إدخال المساعدات لسكان غزة الذين يواجهون الجوع، بعد الانتقادات الدولية التي زادت خلال الأيام الماضية، على خلفية استهداف جيش الاحتلال قافلة “المطبخ العالمي” والتي أدت لمقتل 7 من موظفي الإغاثة، بينهم أجانب من جنسيات مختلفة، هدفها فقط التخفيف من وطأة تلك الانتقادات، والتغطية على استمرار المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين.
غزة والخطر القادم
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن رئيسة منظمة “أطباء بلا حدود” في فرنسا إيزابيل ديفورني القول: “إن استهداف عمال الإغاثة ليس مفاجئاً، لأننا شهدنا على مدى ستة أشهر السلوك الإسرائيلي في شن حرب ضد سكان محاصرين بالكامل، محرومين من الغذاء ويتعرضون لقصف مكثف”.
وأضافت: “تصبح غزة تدريجياً غير صالحة للحياة البشرية”، وأكدت، في ذات الوقت، أن “شروط تقديم المساعدة الإنسانية غير مستوفاة “أضافت: “أيدولة تقدم الدعم العسكري لإسرائيل، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبي ألمانيا وفرنسا (..) هي فعلياً متواطئة أخلاقياً وسياسياً في ما يرقى بنظرنا إلى مستوى الإبادة الجماعية”.
وأكد الأمين العام لـ “أطباء بلا حدود”، كريستوفر لوكيير، أن سكان غزة “بحاجة إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار”.