التفاف إسرائيلي على المساعدات.. وتنحية جنراليْن بعد مقتل عمال الإغاثة
واصلت إسرائيل في اليوم الـ181 للحرب الهمجية على غزة ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لجيش الاحتلال في الميدان وإطلاق الصواريخ على المستوطنات مع الحديث عن انسداد أفق المفاوضات حتى الآن حول الهدنة وإطلاق الرهائن، والتهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح.
في غضون ذلك جرت أمس مكالمة “حادة ومتوترة” بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهوتضمنت وقفا فوريا لإطلاق النار وتهديدا بإمكانية تغيير السياسة الأميركية بشأن حرب غزة.
وأبلغ بايدن نتنياهو خلال الاتصال بينهما مساء أمس وفق بيان للبيت الأبيض أن استمرار الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على غزة يعتمد على “الإجراءات الإسرائيلية لحماية المدنيين” بينما حثّه على التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس وكذلك على “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة.
كما دعا بايدن نتنياهو إلى “إعلان وتنفيذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة”. وذكر بيان البيت الأبيض أن بايدن “أوضح أن سياسة الولايات المتحدة في ما يتعلق بغزة سيحددها تقييمنا للإجراء الفوري الذي ستتخذه إسرائيل بشأن هذه الخطوات”.
وقال الرئيس الأميركي لنتنياهو إن الغارات على العاملين في المجال الإغاثي وكذلك الوضع الإنساني في غزة، “غير مقبولة” في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قافلة لطواقم الإغاثة التابعة لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” في غزة، الأمر الذي أسفر عن مقتل 7 ناشطين.
وجاء في البيان أن بايدن “أكد أن وقفا فوريا لإطلاق النار ضروري لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين الأبرياء، وحث رئيس الحكومة على تمكين مفاوضيه من التوصل إلى اتفاق دون تأخير لإعادة الرهائن”، علما بأن واشنطن لا تزال تربط وقف إطلاق النار في إبرام صفقة تبادل تأمل أن تؤدي في نهاية المطاف إلى “تسوية طويلة الأمد”.
واختتم البيان بالإشارة إلى أن بايدن ونتنياهو ناقشا “التهديدات الإيرانية العلنية ضد إسرائيل والشعب الإسرائيلي، وأوضح الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بقوة في مواجهة هذه التهديدات”.
وفي وقت لاحق أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي أن النبرة المتشددة التي اعتمدها الرئيس الأميركي في الاتصال الهاتفي مع نتنياهو تعكس “الإحباط المتزايد” إزاء عدم استجابة إسرائيل لمطالب حماية المدنيين.
وكان بايدن رفض الحديث في مكالمته مع نتنياهو عن أي تفاصيل متعلقة بعملية إسرائيلية محتملة في رفح بحسب مصادر مطلعة على مضمون المحادثة.
وأضافت المصادر أن بايدن قال لنتنياهو إن العالم تحول ضد إسرائيل وإن حلفاء لواشنطن أبلغوها بتحول في سياستهم.
كما أبلغ بايدن نتنياهو أنه سيعلق مداولات صفقة السلاح المستقبلية لإسرائيل في الكونغرس مؤقتا مشيرا إلى أنه سيرسل مستشار الأمن القومي إلى إسرائيل لمتابعة خطوات تغير سياسة إسرائيل.
وقال كيربي إن التغييرات التي طلبها بايدن من نتنياهو تتضمن زيادة دخول المساعدات وتوسيع صلاحيات فريق التفاوض كما تشمل وقف أي ترتيبات إسرائيلية تتعلق بوجود إسرائيلي مستقبلي في غزة.
ودعا البيت الأبيض إسرائيل إلى السماح بزيادة “هائلة” في المساعدات إلى غزة خلال “ساعات وأيام”.
وقال كيربي إن “ما نتطلع إلى رؤيته ونأمل أن نراه هنا في الساعات والأيام المقبلة هو زيادة هائلة في وصول المساعدات الإنسانية، وفتح معابر إضافية، وخفض العنف ضد المدنيين وعمال الإغاثة”.
وأشار إلى أن “سياستنا تجاه غزة ستتحدد على أساس تقييمنا بشأن التغييرات التي تقوم بها إسرائيل”.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس إنه “إذا لم نشهد التغييرات التي نحتاج إلى رؤيتها من إسرائيل فستكون هناك تغييرات في السياسة الأميركية”.
وعلى صلة، قال مسؤول في إدارة بايدن، تحدث لوكالة “رويترز” أمس إن واشنطن وافقت هذا الأسبوع على نقل آلاف القنابل الجديدة إلى إسرائيل، إلا أنها لن تُسلم قبل العام المقبل على الأقل.
وذكر المسؤول أن عملية النقل تشمل ألف قنبلة من طراز “إم كيه 82” زنة 500 رطل وأكثر من ألف قنبلة ذات قطر صغير وفتائل لقنابل من طراز “إم كيه 80”.
في الأثناء ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت”سينعقد لبحث المفاوضات الجارية لإطلاق سراح المحتجزين والتحضير لعملية برية في رفح أقصى جنوبي قطاع غزة.
وأضافت أن الاجتماع سيناقش الاستعدادات للرد الإيراني المتوقع على الغارة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق الاثنين الماضي.
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية “مكان”، إنه سيجري التصويت على منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت “صلاحيات منفردة”، لاتخاذ قرارات بشكل فردي، أو ضمن دوائر ضيقة بشأن دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأوضحت الهيئة، أن هذا القرار يهدف إلى تخفيف الضغوط الدولية التي تتعرض لها إسرائيل بشأن قلة المساعدات التي تصل إلى غزة خاصة إلى المناطق الشمالية من القطاع.
وأضافت أن منح نتنياهو وغالانت مثل هذه الصلاحيات “من شأنه تقليل التعقيدات التي تمر بها القرارات داخل الحكومة الموسعة ذات التركيبة اليمينية، والتي تعارض في كثير من الأحيان دخول مثل تلك المساعدات”.
من جهتها قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس إن إسرائيل أخلت 7 سفارات خشية رد إيراني بينها السفارات في البحرين ومصر والأردن والمغرب وتركيا.
من جهته أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن “لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية حتى الآن، ولا توجيهات خاصة للجبهة الداخلية في ضوء التهديدات الإيرانية”.
وأضاف: عززنا قدراتنا الدفاعية وجهزنا طائرات مقاتلة لشن هجمات في حالة حدوث أي مستجدات مشيرا إلى أن إسرائيل “في حرب متعددة الجبهات منذ نصف عام ونتابع تهديدات كل عدو، وقوات الجيش جاهزة لأي مستجدات.
وقال هاغاري: “مستعدون لكل سيناريو وسنبلغ الجمهور بأي جديد بكل شفافية” مضيفا “لدينا مقاتلات جاهزة لأي تهديدات محتملة وقواتنا منتشرة على جميع الجبهات، ونتابع بكل جدية أي تهديد”.
وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” ذكرت أمس أن وزير الدفاع الإسرائيلي أجرى تقييما أمنيا مع قادة الجيش وأجهزة الأمن استعدادا لرد إيراني محتمل.
من جانبها شددت وزارة الخارجية الفرنسية على ضرورة تفادي أي تصعيد بعد الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، كما دعت كل الأطراف لضبط النفس.
وفي السياق قال قائد القوات الجوية المركزية الأميركية:” نشعر بالقلق بسبب الخطاب الإيراني ومن احتمال تعرض قواتنا للخطر.
وأضاف أن هجوم الاثنين في دمشق قد يكون حافزا لتجدد الهجمات على قواعدنا في العراق وسوريا وتعرض قواتنا لتهديد من إيران ووكلائها بعد استهداف قنصليتها بسوريا.
على صعيد المفاوضات أكد القيادي في حركة “حماس”، أسامة حمدان، أمس أن المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، “لا تشهد أي تقدم، رغم المرونة التي أبدتها الحركة” في المحادثات.
وقال حمدان”لا تقدم في المفاوضات حتى الآن، بل هي تراوح مكانها.. رغم المرونة الإيجابية العالية التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات”.
وأضاف أن “الموقف الإسرائيلي متعنت والمفاوضات تدور في حلقة مفرغة.. (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته يحاولان كسب الوقت وإظهار اهتمام زائف بالتفاوض”.
وأشار القيادي في “حماس”، إلى أن حركته “أبلغت الوسطاء في مصر وقطر بتمسكها بموقفها المتمثل في ضرورة وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم، خاصة في الشمال وتكثيف وصول الإغاثة إلى جميع أنحاء قطاع غزة والبدء في إعادة الإعمار فوراً وعملية تبادل أسرى حقيقية وجادة”.
ميدانيا أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا 4” بقذيفة “الياسين 105” شرق دير البلح وسط قطاع غزة.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أنها استهدفت قوة إسرائيلية متحصنة بمبنى في خان يونس جنوب قطاع غزة، كما فجرت دبابة إسرائيلية بعبوة “برق”.
وأضافت سرايا القدس أنها أسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة وسيطرت عليها.
وقالت أيضا إنها استهدفت تجمعات لجنود الجيش الإسرائيلي بوابل من قذائف الهاون عيار 60 في محيط مستشفى الأمل ومنطقة العرايشية في محاور تقدم غرب خان يونس.