“فايننشال تايمز”: الحرب الكلامية بين إسرائيل وحزب الله وصلت إلى مراحل خطيرة ويجب منع حرب كارثية في المنطقة
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” افتتاحية حذرت فيها من الانزلاق الخطير بين إسرائيل وحزب الله نحو حرب شاملة.
فبعد أشهر من الاشتباكات على جانبي الحدود بين حزب الله وإسرائيل، تصاعدت اللهجة بينهما لمستويات خطيرة ومثيرة للقلق. وتقول إسرائيل إنها صادقت على “خطط عمليات للهجوم في لبنان”، أما حزب الله المدعوم من إيران، فقد أعلن أنه سيخوض حربا بدون أن يلتزم فيه بأي شروط أو حدود.
وربما كانت التهديدات مجرد تبجح، إلا أنها تزيد من مخاطر سوء التقدير وقد تقود إلى حرب شاملة. وعليه يجب وقف “عمليات الإيقاع بالمصيدة المتهورة”.
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لضغوط من أجل توسيع الحرب على لبنان، ودفع مقاتلي حزب الله بعيدا عن الحدود وتطمين الإسرائيليين الذين يعيشون في الشمال بأن المنطقة آمنة ويمكنهم العودة إلى بيوتهم.
وفي الحروب الإسرائيلية السابقة على لبنان، فشلت تل أبيب في تدجين أو إضعاف حزب الله. وفي عام 2006، تكبدت إسرائيل نكسة في الحرب التي استمرت لشهر مع الحزب.
ورغم ضعف قدرات حماس، إلا أنه حتى المسؤولين الإسرائيليين البارزين باتوا يعترفون اليوم أن تدمير الحركة الفلسطينية غير ممكن، واعتمدوا في تقييمهم على تجذر أيديولوجية حماس في المجتمع الفلسطيني.
وبالمقارنة، يمثل حزب الله عدوا أقوى وأشرس، فهو من أكبر الجماعات تسليحا في العالم، ولديه صواريخ ومسيرات موجهة ضد إسرائيل. إلا أن الحزب لا يريد الحرب.
فالهجمات المدروسة والضربات الأخرى مثل نشر فيديو لمواقع عسكرية إسرائيلية جمعتها مسيرة تابعة للحزب قرب حيفا، هي من أجل إظهار أنه قادر على الوصول والضغط على إسرائيل لوقف حربها في غزة. ولكن حزب الله، هو حزب سياسي رئيسي في لبنان، البلد الذي يعيش أزمة اقتصادية وسياسية ويعاني خطر الانهيار في حال حدث الغزو الإسرائيلي.
وترى الصحيفة أن هناك طريقا لتجنب الحرب، على شكل وساطة أميركية، بحيث تقود لسحب حزب الله مقاتليه من الحدود، ووقف إسرائيل توغلها في لبنان وحل الخلافات الحدودية الطويلة.
ويعمل المسؤولون الأميركيون على صفقة إسرائيلية- لبنانية عندما يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة. لكن يجب على الولايات المتحدة وحلفائها مضاعفة جهودهم لاحتواء الجبهة اللبنانية حتى قبل نهاية الحرب في غزة. ويجب منع حرب كارثية جديدة في الشرق الأوسط