كنعان تحدّث عن أزمة التيار العوني: المرحلة الراهنة تتطلّب لمّ الشمل
للتراجع عن قرارت الفصل وإعطاء مهلة أسبوع لحل إشكالية الإلتزام بالحوار
أكد عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب ابراهيم كنعان ان «المرحلة الراهنة تتطلب لمّ الشمل والحفاظ على دور التيار الوطني الحر ووحدته وثقله النيابي، وهذا ما أعتبر نفسي مؤتمناً عليه وتاريخي وممارستي شاهدان على ذلك».
وقال كنعان في مؤتمر صحافي: ان المرحلة الراهنة تتطلب لمّ الشمل والحفاظ على دور التيار ووحدته وثقله النيابي. وهذا ما أعتبر أنني كنت وما زلت مؤتمناً عليه قولاً وفعلاً، بالقناعة والعمل، لا كمجرد شعار للمناورة أو لتصفية الحسابات. وتاريخي وممارستي شاهدان على ذلك.
وفي هذا السياق، أذكِّر بأبرز محطتين في هذا المسار الذي اعتمدته في حياتي السياسية والحزبية:
1-الانتخابات الحزبية في العام 2015، ومبادرتي التي أخرجت التيار من حالة الانقسام الحاد التي كان يمكن أن يصل إليها وأدت إلى تزكية جبران باسيل بالتنسيق مع الرئيس العماد ميشال عون.
2- الانتخابات الرئاسية في العام 2016 وقيامي على المستوى المسيحي في العام 2015، بمسعى أوصل إلى اتفاق مسيحي – مسيحي بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية وأدى إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وذلك بعد مواجهات دامية منذ العام 1989.
وبالتالي، لست طارئاً على هذه المبادرات، أو مناوراً ولا أقوم بأجندات شخصية أو أصفّي حسابات.
وتابع كنعان: «من هنا، أوجه دعوة لحوار جدي وعميق يجمع بين الأصول والقواعد الحزبية من جهة والتضامن والوحدة من جهة أخرى، لذلك وعملياً أقترح الآتي:
1- التراجع عن كلّ المواقف والقرارات المسبقة من فصل واستقالات وإحالات مسلكية.
2- وقف الحملات الإعلامية بين أبناء البيت الواحد.
3- إعطاء مهلة أسبوع لحل إشكالية الالتزام من خلال حوار مباشر يجب ان يبدأ بالتفاهم على سقفه ومضمونه، وهو برأيي الالتزام بنهج التيار ومبادئه أولا» قبل أي أمر تقني أو نظامي أو شكلي آخر، لأن المبادىء تعلو فوق النظم الإدارية.
4-الالتزام بالقرارات الحزبية وفقاً لآلية ديموقراطية واضحة وشفافة تتخطى الشكليات، إلى المشاركة الفعلية في اتخاذ القرار على حد ما قال قداسة البابا فرنسيس عن السينودوسية بأنها: «أن «نسير معاً» لأن لا أحد يمكنُه أن يدّعي معرفةَ الطريق لوحده ولا أن يدّعي أنه يعرفُ الهدف… وبمعنى آخر، معاً يمكنُنا أن نعرفَ الطريقَ وإلى أين نسير».
5- عودة الجميع إلى المؤسسة الحزبية والمشاركة في اجتماعاتها وعقد خلوة للتكتل النيابي تضع الخطوط العريضة للأولويات السياسية والوطنية في المرحلة المقبلة كما اعتدنا عليه منذ نشأتنا (2005 – 2018)».
وقال: «أما للسائل عن توقيت المبادرة، وأسباب طرحها اليوم، وعدم القيام بها من قبل، فأحيله على كتابي الموجه لرئيس التيار في 10 نيسان 2024 بعيد فصل النائب الياس بو صعب واللقاءات التي تبعته وسبقته دون أن يكتب لهذا المسعى النجاح. ويهمّني في هذا المؤتمر، أن أوضح الأمور التالية التي ترد في الإعلام وعلى صفحات وسائل التواصل الإجتماعي:
أ- الثوابت الوطنية والإصلاحية والسيادية التي ساهمنا بها جميعاً لا سيما أنا مع الرئيس المؤسس، هي السقف الأول والأخير لي على المستوى الشخصي أو لنا على المستوى الجماعي أينما كنت أو أينما كنا. وهذا يشمل الزملاء الذين فصلوا أو استقالوا وكل كلام آخر لا يعدو كونه محاولات خبيثة من قبل البعض لاستغلال الوضع الداخلي الحالي للتيار والاصطياد في الماء العكر.
ب- إن لبنان بحاجة لخرق سريع في جدار الفراغ الرئاسي وأي محاولة لتشكيل تحالف وطني عريض مسيحي إسلامي مرحب به بمعزل عن الانتماء الحزبي، لا بل، فإن المطلوب مشاركة كل الأحزاب بهذا المسعى، إذا قدّر له أن يبصر النور، لأن الوطن قبل الحزب وفوقه.
ج- للأمانة أقول لم يخرُج أحد من التيار إراديا»، أكان فصلاً أو استقالة. وكلّ الزملاء المعنيين بهذا الأمر قد صرّحوا علناً أو بالمراسلة، مع قيادة التيار، بعدم رغبتهم بالانفصال.
د- إن مسألة المقاعد النيابية والوزارية والرئاسية، لم تكن يوماً في حساباتي، لا بالأمس ولا اليوم ولا في المستقبل. وتاريخي شاهد على ذلك في مرحلة النضال، داخل لبنان وخارجه، للسيادة لا المناصب، وصولاً الى الحكومات التي تمثّل فيها التيار، حيث لم أتولَّ أية حقيبة وزارية على مدى تسع عشرة سنة تميزت بالعمل الرقابي والتشريعي».
… والتيار يرفض المبادرة:
حركة إستعراضية في الإعلام
الشرق – علّق التيار الوطني الحر في بيان على المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب ابراهيم كنعان معرباً عن استغرابه «أن يلجأ أي نائب ملتزم بحزبه الى عقد مؤتمر صحافي للحديث عن شؤون حزبه الداخلية». واضاف التيار في بيانه: «كان الاجدر بالنائب ابراهيم كنعان ان يقوم، حرصاً على التيار، بأي مسعى جدي بشأن «لمّ الشمل» داخل اروقة التيار المفتوحة للنقاش وليس بحركة استعراضية في الاعلام، وهو المدرك جيداً انه ما دقّ باباً الّا ووجده مفتوحاً امامه. كذلك كان الأحرى به أن يكون مثالاً للالتزام بالانظمة الحزبية وبسياسة التيار، وليس محرّكاً لحالة سياسية خارجة عن النظام والأصول».
واضاف البيان: «امّا وقد فعل، فإنه مدعو الى الالتزام والانضباط داخل التيار لأنه على دراية تامّة بالاجراء القائم داخله بما يتعلّق بوجوده داخل المجلس السياسي، وقد اصبح خارجه، وداخل الهيئة السياسية.ويؤكد التيار «ان قيادته منفتحة على الجميع من ضمن احترام انظمة التيار ومبادئه وسياسته ومؤسسته وليس من خلال ابتداع انظمة ومفاهيم حزبية جديدة».