لامي وسيجورنيه: نحثّ كل الأطراف على محادثات لتسوية التوتّرات
كتب وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد لامي والفرنسي ستيفان سيجورنيه مقالا، نشرته صحيفة «أوبزرفر»، يشيران فيه إلى «كيف يمكن أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إحراز تقدم تجاه حل للدولتين – والذي هو السبيل الوحيد لإحلال الأمان والأمن على المدى الطويل»:
«نمر في وقت خطير في منطقة الشرق الأوسط. وأفعال إسرائيل في غزة مستمرة في التسبب بخسائر لا تُحتمل في أرواح المدنيين. والرهائن الذين أخذتهم حماس ما زالوا محتجزين، مع مرور 316 يوما منذ هجمات 7 أكتوبر. ومن بينهم مواطنون فرنسيون وبريطانيون.
كما إن القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني ازدادت حدته كثافة. والتهديدات الإيرانية بمزيد من التصعيد تعني ارتفاع احتمالات اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
ما نشهده هي دائرة عنف مدمرة. ومجرد خطأ واحد في الحسابات كفيل بتصعيد الوضع ليخرج عن السيطرة ويفضي إلى صراع أطول أمدا وأكثر عمقا.
ردنا على ذلك هو تجديد الروابط بيننا – واستغلال القوة المشتركة لديبلوماسيتنا للدفع تجاه رسالة واحدة. نحن، وزيرا خارجية فرنسا والمملكة المتحدة، توجهنا معا في الأسبوع الماضي إلى المنطقة لزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وهذه الزيارة المشتركة لوزيريّ الخارجية البريطاني والفرنسي، وهي الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن، تدل على التزامنا بدرجة أكبر من العمل الوثيق، بروح من التعاون بيننا، وبما يصب في مصالح أمننا القومي، وأمن أوروبا، علاوة على أمن الشرق الأوسط.
إن المملكة المتحدة وفرنسا متحدتان وراء مجموعة مشتركة من الرسائل التي نقلناها لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، بما في ذلك في اجتماعاتنا بوزير الخارجية الإسرائيلي كاتس، ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى. وباعتبارنا عضوين دائمين في مجلس الأمن، لدينا مصلحة مشتركة – بل وأيضا مسؤولية مشتركة – بأن نلعب دورنا لضمان أمن إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك استقرار المنطقة ككل.
يلزم على جميع الأطراف التركيز على المفاوضات التي استؤنفت مؤخرا بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة. هذه المحادثات تمثل فرصة حيوية لتأمين وقف إطلاق نار فوري يُنهي هذا الصراع الرهيب في غزة. وهو مسار لتأمين الإفراج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين بقسوة لدى حماس. كما إنه سبيل لاستعادة الاستقرار في منطقة واقعة أصلا تحت وطأة معاناة هائلة، وتواجه ما هو أسوأ بكثير.
لم يفُت وقت السلام. واندلاع حرب شاملة في أنحاء المنطقة ليس في مصلحة أحد. يجب على جميع الأطراف إبداء ضبط النفس واستثمار جهودهم في الديبلوماسية. فأي اعتداء إيراني ستكون له عواقب مدمرة، لا سيما تقويض المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
المملكة المتحدة وفرنسا ليستا وحدهما في التشديد على أهمية الديبلوماسية العاجلة تفاديا لمزيد من الصراع. وقد تحدثنا كلانا مع نظرائنا في أنحاء المنطقة وخارجها، الذين يشاطروننا الرغبة في خفض تصعيد التوترات الحالية. والمفاوضون الأميركيون والمصريون والقطريون يلعبون دورا هائلا في تنسيق المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
فالحل السياسي هو وحده الكفيل بإحلال السلام الذي نحن في أشد حاجة إليه. لهذا السبب، فإن ما نريده ليس فقط وقف إطلاق النار في غزة، بل نحث أيضا إسرائيل وحزب الله ولبنان على الانخراط في محادثات بقيادة الولايات المتحدة لتسوية التوترات بينهم بالسبل الديبلوماسية، استنادا إلى المبادئ التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701».