المستشار مصباح العلي عبر ’’سبوتنيك عربية‘‘: الهجوم الأوكراني على كورسك قرار انتحار وقّع عليه زيلينيسكي ويشير إلى انسداد الأفق الأوكراني تجاه الصّراع

المستشار مصباح العلي عبر ’’سبوتنيك عربية‘‘: الهجوم الأوكراني على كورسك قرار انتحار وقّع عليه زيلينيسكي ويشير إلى انسداد الأفق الأوكراني تجاه الصّراع

استضاف برنامج مدار الليل والنهار عبر إذاعة سبوتنيك عربية صباح اليوم مستشار وزير الإعلام للشؤون السياسية والإعلامية الصحافي مصباح العلي للحديث عن تطورات التصعيد الاوكراني داخل العمق الروسي وقضايا وأحداث العالم وتطوراتها الجديدة.

وفي سؤال العلي عن مدى إمكانية  اجراء مفاوضات في ظل هجوم إرهابي أوكراني على اراضٍ روسية، قال: ’’ بطبيعة الأحوال، أوكرانيا اتخذت القرار بفتح حرب عدوانية على روسيا وهي الآن أداة في خدمة الإدارة والقرارات الأمريكية في التعدي على السيادة والهيبة الروسية، فمنذ بداية الصراع هناك تجديد للحركات النازية العنصرية التي سيطرت بالقرن الماضي وهو استمرار لهذه الحركات الانفصالية‘‘.

وأضاف: ’’ أوكرانيا لا تقدم الآن سوا الحروب والاعتداءات على محيطها، ويبنغي الإشارة إلى أن الدولة العميقة داخل الإدارة الامريكية هي التي تسيّر الامور، بمعنى أننّا نتكلم عن نظام عالمي بمخاض عالمي جديد، وهنالك حديث عن حرب الممرات التجارية الأساسية، فمنذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية وهي تراعي مصالحها الاقتصادية، وأثبتت أوكرانيا أنها لا تدافع عن مصالح مواطنيها بل تخدم الإدارة الأمريكية في حربها على روسيا‘‘.

وفي سؤاله عن الرد الروسي عقب الاعتداءات الأوكرانية على كورسك الروسية، وإلى أي مدى استطاعت روسيا اليوم أن تستعيد السيطرة، وتكبّد كييف خسائرَ جديدة، أجاب العلي:

’’أود الإشارة بداية أن الحرب العالمية الثانية بدأت بشكل أساسي في وسط أوروبا وغربها، هتلر لم يجتاح روسيا بقدر ما اجتاح فرنسا وهولندا، لماذا؟ لأن هذا الامر يشير إلى أن حرب التحرير الشاملة التي انطلقت أيام الاتحاد السوفياتي رداً على اعتداء الحركة النازية والتطاول على السياد الروسية كلّف الهزيمة للمشروع النازي الإيطالي ونفس الامر يتكرر الآن‘‘.

وأضاف: ’’ لا اعتقد أن اوكرانيا قادرة اليوم على تحمل أثمان باهظة جداً وراء الاعتداء على السيادة الروسية واستباحتها بهذا الشكل، والانتباه على أنّ الشعور الوطني السائد في روسيا لطالما كان المحرك الرئيسي للسيادة الروسية، لذلك فإن التطاول على العمق الروسي من قِبل أوكرانيا التي ليست حركة أو منظمة وإنما دولة تعتدي على عمق الأراضي الروسية وسط سقوط ضحايا،  يستحق الرد بلا شك ولا يمكن توقّع حجمه وقوته‘‘.

وقد تم سؤال العلي عن ماذا تريد الولايات المتحدة وراء الإيعاز على كييف للاعتداء على روسيا؟ 

أجاب: ’’بالأساس الدولة العميقة تقود جبهتين: غزة وكييف، فعندما وصلت الأمور إلى خواتيمها في غزة، مع الإشارة إلى أنه رغم كل الدمار لم تنتهِ حماس، لذا الهدف هو بقاء جبهات مشتعلة تمكّنها من إدارة الأمور لاحقاً، وكذلك استغلالها لجبهة كييف وروسيا هي مجرد محاولة لصرف النظر عن الهزيمة السياسية والعسكرية الحاصلة في غزة لا سيما ان المفاوضات باتت متقدمة في غزة فالإسرائيلي غير قادر على الاستمرار بالحرب، وهو انجرار وراء إرادة الإدارة الأمريكية والدولة العميقة فيها، نفس الأمر أراد تحريك جبهة الشمال المحتل من أجل إبقاء الجبهات مشتعلة، لإدارة مصالحها في تقاسم العالم.‘‘

وعن دعوة روسيا لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كورسك وإلى أي مدى تهدف إلى وضع الأمور في نصابها والتحذير من مخاطر التصعيد الذي قد يطال المنشأة النووية المستهدفة مؤخراً، أفاد العلي بأنّه ينبغي القول ’’بأن الجنون الأوكراني في التعاطي مع الحرب العبثية تجاه روسيا يمكن أن يلجأ إلى أي خيار مدمر، فهو لا يستهدف لمجرد الاعتداء وإنما يجرّب تجاوز الخطوط الحمراء لذلك جاء التدخل من الوكالة الدولية لإمكانية ضبط الأمور وعدم الاقتراب من ملف متفجر يتسبب بكارثة انسانية وبيئية، ولا نستبعد استخدام أوكرانيا أسلحة الدمار الشامل أو المحرّمة دولياً لانه استنفذ كل الطرق التقليدية في جبهته مع روسيا لتحقيق بعض الانجازات واستثمارها فيما بعد‘‘.

وفي ظل الحديث عن جبهتين تقودهما الدولة العميقة سواء في غزة أم في روسيا، أي إلى مدى ستوثر هذه الجبهات على النظام العالمي في المستقبل القريب؟

قال حول ذلك ’’ بالماضي عندما انتصرت روسيا في الحرب العالمية الثانية برز شعار اساسي يقول روسيا قلب العالم استطيع القول بأن المعركة الاساسية اليوم تشير إلى أن روسيا في المستقبل ستصبح قلب العالم عبر التحالفات القائمة لإحداث تغييرات جدية في النظام العالمي، وتحديداً في الإطار الاقتصادي، لا سيما روسيا والهند والصين، فهنالك نظام عالمي جديد قائم على التنمية البشرية‘‘.

وأضاف: ’’ الدولة العميقة تستميت في استغلال ثروات الشعوب وثروات وخيرات الأرض، لذلك تقود جبهات بالوكالة للحفاظ على نظام عالمي يؤمن للولايات المتحدة مصالحها، ولكن اليوم جميع التحالفات باتت واضحة‘‘.

وفي سؤال آخر: إلى أي مدى أصبحت المفاوضات ما بين أوكرانيا وروسيا  بعيدة في ظل ما تقوم به أوكرانيا ضد روسيا، وفشل زيلينيسكي؟

أجاب: ’’الجهات الداعمة لأوكرانيا بدأت تشعر بعمق الخسارة الكبيرة ضمن حرب عبثية، ولكن، القضية ليست بالمفاوضات والشروط، الحرب باتت كالزيت والماء لا يمكن خلط نظام زيلينيسكي كحركة نازية في زمننا هذا في حركة سابقة عنصرية قائمة على تدمير الشعوب والمحيط، لابد من إحداث هزيمة كبرى لهذا النظام حتى الوصول إلى حل حقيقي، فقد أحرق زيلينيسكي كافة التسويات الممكنة للتفاوض، لا بد من استقرار الوضع الميداني ليمكننا الحديث عن تسوية لا تضمن زيلينيسكي على الصعيد الشخصي.‘‘

وعن مدى التغييرات التي حدثت في ساحات القتال الأوكراني الروسي وفرصة التوغل في العمق الروسي الذي منحته الولايات المتحدة وحلفائها عبر حرب استنزاف أوكرانية ضد روسيا، أفاد العلي بأنّ ’’ هذا التوغل في العمق الروسي هل يمكن لعاقل تخيل أن روسيا تقود مفاوضات في ظل استهداف العمق الروسي، هذا قرار انتحار وقع عليه زيلينيسكي وذهب إلى الهجوم الاخير، ولكن علينا قراءة المؤشرات التي تقول فشل الاستنزاف العسكري خلال سنوات القتال أدت إلى الهجوم الأخير لعله يقي النظام السياسي القائم في أوكرانيا، لا يمكن الوصول لتسوية بقدر ما يكون هناك بحث جدي في الحفاظ على ما تبقى بالنظام الأوكراني بعد التوغل في الأراضي الروسية وضرب السيادة الروسية‘‘.

أراد زيلينيسكي الحصول على ورقة للذهاب بها إلى مفاوضات، كيف انقلبت الامور، وهل ما اراده يتحقق؟

أجاب في ختام اللقاء بقوله: ’’أريد أن أسأل هنا: ما هي المطالب التي يطرحها زيلينيسكي في مفاوضات وقف الحرب في ضوء المعركة الأخيرة في العمق الروسي؟، وما هي الورقة التي سيحصل عليها بعد ما قام به؟  لا اعتقد أن تحصيل ورقة في المفاوضات كانت الهدف الأساسي للهجوم الاخير، بقدر ما هو انسداد للأفق الأوكراني الذي أدى به للقيام بالهجوم الأخير، وأمريكا أشعلت هذا الصراع بلا شك مع قرب الانتخابات الرئاسية ريثما تتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة حينها تعقد الصفقات والتسويات الجديدة لتقسيم العالم من جديد.

Spread the love

adel karroum